كشفت دراسة خليجية عن الدور المحوري لأولياء الأمور في ضمان الاستخدام الآمن للوسائط الرقمية من قِبل أطفالهم، من خلال تعزيز التشاركية في التفاعل أثناء الاستخدام، واختيار محتوى مناسب للعمر والثقافة، ووضع حدود صحية ومناقشتها بانتظام مع الأطفال، إلى جانب فتح حوار مستمر حول الاستخدام الآمن والمسؤول. وجاء الإعلان عن نتائج الدراسة خلال ملتقى الرفاهية الرقمية، الذي عُقد اليوم على هامش فعاليات "أسبوع أبوظبي العالمي للصحة" – الذي تستمر فعالياته حتى 17 أبريل الجاري، في مركز أبوظبي الوطني للمعارض "أدنيك"، تحت رعاية الشيخ خالد بن محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي. وسلّط الملتقى الضوء على احتياجات الأطفال في الفئة العمرية من "0 إلى 8 سنوات"، واستعرض تجاربهم مع الوسائط الرقمية، في فعالية نظمتها هيئة أبوظبي للطفولة المبكرة. وبيّنت الدراسة، التي أعدتها جامعة نيويوركأبوظبي بدعم من الهيئة، أن الأسرة تُعد الأساس في تشكيل تجربة الطفل الرقمية، حيث يكمن دورها الرئيسي في المشاركة الفعّالة، والرقابة الأبوية، وتحديد القواعد المناسبة لاستخدام الوسائط الرقمية. وأبرزت الدراسة أهمية التفاعل الصحي بين الطفل والوسائط الرقمية، سواء داخل المنزل أو خارجه، وضرورة بناء علاقة متوازنة مع هذا العالم الرقمي. وأوصت بتعزيز هذا التفاعل من خلال أنشطة مثل المشاهدة واللعب المشترك والنقاشات التفاعلية، ما يُسهم في دعم عملية التعلُّم وتقوية الروابط الأسرية. كما أوضحت الدراسة، التي شملت عيّنة من 10 آلاف ولي أمر في أبوظبي، أنها تأتي ضمن مشروع بحثي ممتد لثلاث سنوات، وتركّز على فهم أعمق لتفاعل الأطفال مع الوسائط الرقمية، بعيدًا عن مجرد قياس الوقت أمام الشاشات. وبيّنت النتائج أن لأولياء الأمور تأثيرًا مباشرًا في تشكيل تجارب أطفالهم الرقمية، حيث أشار معظم المشاركين إلى أن الوسائط الرقمية تُعد إيجابية وأساسية في حياة الأطفال المعاصرة؛ إذ عبّر 70% منهم عن رضاهم عن مقدار الوقت الذي يقضيه أطفالهم في استخدامها، بينما رأى 55% أنها تساهم في دعم التعلُّم، في حين أعرب 47% عن قلقهم من الإفراط في استخدامها. وأظهرت الدراسة أيضًا أن 82% من أولياء الأمور يضعون قواعد تتعلق بالتطبيقات أو المنصات المسموح لأطفالهم باستخدامها، فيما يحدد 71% منهم وقتًا يوميًّا للاستخدام، ويسمح 60% باستخدام الوسائط الرقمية في أوقات محددة فقط.