في اليوم ال27 من استئناف العدوان على قطاع غزة، يواصل جيش الاحتلال محاصرة منطقة رفح من كل الجهات، في حين حذرت (الأونروا) من مجاعة مع اقتراب نفاد جميع الإمدادات الأساسية في القطاع، في حين وصف الصليب الأحمر الوضع في القطاع بالجحيم. وواصلت قوات الاحتلال الإسرائيلي أمس عدوانها المكثف على قطاع غزة، مستهدفة مناطق متفرقة من شماله إلى جنوبه، ما أدى إلى سقوط شهداء وجرحى، في ظل عدوان عسكري متواصل يستهدف خصوصًا مدينتي رفح وخان يونس. وفي جنوب القطاع، استشهد فلسطيني صباحًا إثر قصف نفذته طائرة مسيّرة للاحتلال في منطقة قيزان النجار جنوب خان يونس، بينما أصيب اثنان آخران في قصف مماثل وسط المدينة. كما استشهد فلسطيني آخر جراء غارة استهدفت خيمة تؤوي نازحين في منطقة المواصي، التي تشهد كثافة سكانية كبيرة بسبب موجات النزوح المتتالية. وشهدت مدينة خانيونس وبلدات مجاورة ، غارات عنيفة وقصفًا مدفعيًا متزامنًا مع توغل محدود لآليات الاحتلال في محاور عدة بالمنطقة. كما تعرضت الأحياء الشمالية من مدينة رفح لقصف مكثف من الطائرات الحربية والمروحيات، ترافق مع قصف مدفعي متواصل. وفي شمالي رفح، نفذت قوات الاحتلال عمليات نسف جديدة للمباني، وفق مصادر محلية، في إطار مساعٍ إسرائيلية لعزل المدينة بالكامل عن بقية مناطق القطاع، وسط حصار خانق يهدد عشرات آلاف السكان العالقين الذين لم يتمكنوا من النزوح. وقالت إذاعة جيش الاحتلال إن قوات من الفرقة 36 ولواءي "غولاني" و"المدرعات 188" أتمّت السيطرة على "محور موراج"، وهو الطريق الاستراتيجي الذي يفصل بين رفح وخان يونس، مؤكدة أن المدينة باتت محاصرة من جميع الاتجاهات. وأضافت أن الجيش سيواصل خلال الأسابيع المقبلة العمل على إنشاء ممر لعزل رفح وضمّها للمنطقة العازلة التي يخطط الاحتلال لإقامتها على طول حدود غزة. وبالتوازي مع العمليات في الجنوب، واصلت قوات الاحتلال عدوانها على مدينة غزة، حيث أعلن الدفاع المدني الفلسطيني صباح السبت، انتشال شهيدين من تحت أنقاض منزل تعرّض لقصف إسرائيلي في منطقة الشعف بحي الشجاعية شرقي المدينة. كما تم إخماد حريق اندلع في المنزل المستهدف. وتشهد مناطق عدة في حي الشجاعية نزوحًا كثيفًا للسكان باتجاه وسط المدينة بعد تلقيهم تهديدات إسرائيلية بشن هجوم على الحي. وكانت قوات الاحتلال قد توغلت في الأيام الماضية في الأطراف الشرقية من الحي، وارتكبت خلالها مجازر بحق المدنيين، بحسب إفادات ميدانية. كما تعرضت أحياء التفاح والزيتون ، لقصف مدفعي وغارات جوية، فيما تجدد القصف المدفعي على منطقة شرق جباليا شمال القطاع، حيث استُشهد فلسطينيان في قصف مماثل على جباليا البلد. وفي مخيم النصيرات وسط القطاع، أصيب فلسطيني برصاص طائرة مسيّرة إسرائيلية، بينما قصفت المدفعية الإسرائيلية مناطق في شمال وغرب المخيم. وفي أحدث حصيلة، أفادت مصادر طبية باستشهاد 21 فلسطينيًا في غارات إسرائيلية متفرقة منذ فجر يوم أمس. الإمدادات تنفذ في الأثناء، حذرت وكالة الأممالمتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) من خطر المجاعة الحاصلة في قطاع غزة مع الحصار الإسرائيلي المترافق مع العدوان المستمر منذ 18 شهرا. وفي بيان على منصة إكس، قالت أونروا إن جميع الإمدادات الأساسية تنفد في غزة وهذا يعني أن الرضع والأطفال ينامون جائعين. وأضافت أنه بعد 6 أسابيع من الحصار الإسرائيلي أوشك مخزون الغذاء على النفاد وأغلقت المخابز والجوع ينتشر. وأكدت الوكالة، أنه لا بد من اتخاذ إجراءات فورية لمنع تفاقم الأزمة الإنسانية. ويعيش أكثر من مليوني شخص في قطاع غزة ظروفا معيشية مأساوية في ظل استمرار القصف والتجويع المتعمد من قبل الاحتلال. وقالت الأونروا إن التقديرات تشير إلى أن حوالي 400 ألف شخص نزحوا في غزة، في أعقاب انهيار وقف إطلاق النار قبل 3 أسابيع، مما يعني زيادة الحاجة إلى مساعدات إنسانية غير متوفرة. ويستمر العدوان الإسرائيلي منذ استئناف الحرب على غزة في 18 مارس الماضي، حيث أفادت وزارة الصحة الفلسطينية في غزة أن أكثر من 1,550 فلسطينيًا استُشهدوا وأُصيب نحو 4,000 آخرين منذ ذلك التاريخ. ووفق إحصائيات محدثة، ارتفعت الحصيلة الإجمالية للعدوان الإسرائيلي إلى نحو 51,000 شهيد وأكثر من 116,000 مصاب، فضلًا عن آلاف المفقودين الذين لا يزالون تحت الأنقاض أو مجهولي المصير. العجز الدوائي حذرت وزارة الصحة في قطاع غزة من أن الأوضاع الصحية بلغت مرحلة حرجة، مشيرة إلى أن نسبة العجز في الأرصدة الدوائية والمستهلكات الطبية وصلت إلى مستويات توصف بأنها "خطيرة وغير مسبوقة"، في ظل استمرار العدوان الإسرائيلي على القطاع منذ أشهر. ويأتي هذا التحذير في وقت يشهد فيه النظام الصحي في غزة انهيارًا شبه كامل، إذ لم يتبقَ من أصل 38 مستشفى في القطاع سوى 4 مستشفيات ما زالت تقدم خدمات محدودة، رغم تعرضها لأضرار جسيمة، بحسب آخر إحصائية صادرة عن المكتب الإعلامي الحكومي. وتشير البيانات إلى أن القصف الإسرائيلي ألحق دمارًا واسعًا بالمنشآت الطبية، حيث تم إخراج 80 مركزًا صحيًا من الخدمة بشكل كامل، إلى جانب تدمير 162 مؤسسة طبية، من بينها مستودعات للأدوية ومراكز إسعاف. وأعربت الجهات الصحية عن قلقها الشديد من استمرار تدهور الوضع، في ظل غياب الدعم الدولي الكافي، واستمرار الحصار الذي يمنع دخول الإمدادات الطبية اللازمة. كما حذرت من أن استمرار هذا الواقع قد يؤدي إلى كارثة إنسانية، تهدد حياة آلاف المرضى، لا سيما المصابين بأمراض مزمنة والجرحى. وطالبت وزارة الصحة والمؤسسات الإغاثية العاملة في القطاع المجتمع الدولي بالتحرك الفوري لتأمين المستلزمات الطبية، وضمان حماية المرافق الصحية والطواقم الطبية التي تعمل في ظروف صعبة وتحت خطر الاستهداف المباشر. الصليب الأحمر وصفت رئيسة اللجنة الدولية للصليب الأحمر ميريانا سبولياريتش إيجر، الوضع الإنساني في قطاع غزة بأنه "جحيم على الأرض"، محذرة من أن الإمدادات في المستشفى الميداني التابع للجنة ستنفد خلال أسبوعين. وقالت سبولياريتش من مقر اللجنة في جنيف: "نجد الآن أنفسنا في موقف يتوجب علي أن أصفه بأنه جحيم على الأرض، لا يمكن للسكان الحصول على الماء ولا الكهرباء ولا الغذاء في الكثير من المناطق". وأضافت أن الإمدادات قلت بدرجة خطرة، "لستة أسابيع لم يدخل أي شيء، لذلك خلال أسبوعين ستنفد الإمدادات التي نحتاجها لإبقاء عمل المستشفى". وقالت منظمة الصحة العالمية إن إمدادات المضادات الحيوية وأكياس الدم تنفد بسرعة. وقال ريتشارد بيبيركورن ممثل منظمة الصحة العالمية في الأراضي الفلسطينية للصحفيين في جنيف عبر وصلة فيديو من القدس إن 22 مستشفى من أصل 36 في القطاع تعمل بالحد الأدنى. كما أبدت رئيسة الصليب الأحمر قلقها بشأن سلامة العمليات الإنسانية. وقالت سبولياريتش: "تحرك السكان أمر بالغ الخطورة لكن الأمر خطر بشكل خاص بالنسبة لعملنا". تعطل خط "ميكروت" أكدت بلدية غزة، أن استمرار تعطل خط مياه "ميكروت"، نتيجة الأضرار التي لحقت به شرق حي الشجاعية، يفاقم أزمة المياه ويزيد من حدة العطش الذي تعاني منه المدينة. وأوضحت البلدية في بيان، السبت، أنه من المتوقع إنجاز أعمال إصلاح الخط خلال 24 ساعة، في حال سُمح لطواقمها بالوصول إلى موقع الضرر. وأشارت إلى أنها بذلت جهودًا كبيرة بالتنسيق مع الجهات المختصة لتمكين طواقمها من الوصول إلى المنطقة المتضررة، وجارٍ انتظار الموافقة النهائية لاستئناف أعمال الإصلاح. وبيّنت أن الخط تعرض لأضرار جسيمة في نهاية شارع المنطار، قرب شارع الكرامة، نتيجة توغل قوات الاحتلال، ما أدى إلى توقف تدفق المياه إلى المدينة. وأضافت أن خط "ميكروت" يزود مدينة غزة حاليًا بنحو 70 % من احتياجاتها المائية، ويُعد المصدر الرئيس للمياه بعد تضرر نحو 63 بئرًا، وتدمير محطة التحلية المركزية شمال غرب المدينة، إلى جانب النقص الحاد في كميات الوقود اللازمة لتشغيل الآبار، مما يزيد من تفاقم الأزمة. يُذكر أن خط "ميكروت" كان يغذي المدينة بنحو 20 % فقط من احتياجاتها قبل العدوان، إلا أن تدمير مرافق المياه ومحطات التحلية والآبار أدى إلى زيادة الاعتماد عليه، ما يجعل استمرار تعطله سببًا رئيسا في تفاقم أزمة المياه. العدوان على جنين وطولكرم صعدت قوات الاحتلال الاسرائيلي عدوانها على مدينة جنين ومخيمها لليوم 82 على التوالي. واستمرت لليوم ال82 عمليات اقتحام المنازل والتدمير الممنهج للمخيم وتهجير سكانه منه، تزامنًا مع إعلان الاحتلال نشر 6 سرايا إضافية بالضفة. وأكدت مصادر محلية أن قوات الاحتلال، نفذت عمليات سرقة ونهب للممتلكات والأموال من داخل بيوت المخيم. واندلعت في بلدة يعبد جنوب غرب جنين، مواجهات بين الشبان وقوات الاحتلال، عقب اقتحام البلدة، واطلاق قنابل الغاز والصوت تجاه الفلسطينيين. كما اقتحمت قوات الاحتلال مناطق نزلة زيد وعرابة وبير الباشا وبرقين وجلبون وفقوعة في جنين. وداهم جيش الاحتلال منزلاً في حي جبل أبو ظهير في المدينة، وسرق مبالغ مالية كبيرة منه، قبل انسحابه. واعتقلت قوات الاحتلال والد المطارد خلوف واثنين من أشقاءه، من بلدة برقين غرب جنين للضغط عليه لتسليم نفسه، وذلك بعد يوم من اعتقال زوجته نبيلة خلوف، قبل أن تفرج عنها. ومنذ حوالي شهر، يواصل جيش الاحتلال اقتحام منزل عائلة خلوف وديوان آل خلوف في برقين، للبحث عنه، ويعتقل أفراد من عائلته للضغط عليه لتسليم نفسه. وتسبب العدوان على جنين ومخيمها بارتقاء 38 شهيداً. وأجبرت سلطات الاحتلال آلاف العائلات من جنين، على النزوح قسراً من المخيم. ويأتي تصعيد العدوان على جنين وأيضًا طولكرم، في وقت أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي، إرسال 6 سرايا إضافية إلى الضفة الغربيةالمحتلة. ونقلت صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية عن جيش الاحتلال الإسرائيلي قوله إن التعزيزات تأتي في إطار "الاستعدادات المتزايدة" عقب تنفيذ 3 عمليات عسكرية واسعة خلال الأسبوع الماضي، إلى جانب اقتحامات ومداهمات ليلية أدت إلى اعتقال نحو 85 فلسطينياً ومصادرة كميات من الأسلحة، وفق مزاعم جيش الاحتلال. وزعم جيش الاحتلال، أن الهدف من تعزيز الانتشار، هو منع هجمات محتملة خلال فترة العيد، من دون توضيح مواقع تمركز القوات الجديدة أو مدة بقائها. صعّدت قوات الاحتلال الإسرائيلي من عدوانها على مدينة طولكرم ومخيميها، من خلال تنفيذ حملة مداهمات للمباني السكنية، وإخلاء سكانها منها بالقوة، بالإضافة إلى مواصلة أعمال التجريف وتدمير الممتلكات العامة والخاصة والبنية التحتية. كما تواصل قوات الاحتلال عدوانها المتصاعد على طولكرم ومخيمها لليوم ال76 على التوالي، ولليوم ال63 على مخيم نور شمس. ودفعت قوات الاحتلال بتعزيزات عسكرية نحو شارع نابلس، وداهمت عددًا من المباني السكنية في محيط مسجد الفردوس، ومحيط دائرة السير في الحي الشمالي، وأجبرت سكانها على إخلائها، وأمهلتهم مدة تتراوح بين خمس دقائق إلى ساعة للمغادرة. وتضم هذه المباني عشرات الشقق السكنية التي تأوي عشرات العائلات من بينهم نازحين من مخيمي طولكرم ونور شمس. وأجبر الاحتلال أصحاب عدد من المحال التجارية في المنطقة على إغلاقها وإخلائها بالقوة. ويشهد شارع نابلس منذ بداية عدوان الاحتلال على المدينة ومخيميها اعتداءات إسرائيلية، حيث تم تدمير البنية التحتية خاصة على مداخل المخيمين، كما أغلق مقاطعه بسواتر ترابية في كلا الاتجاهين، ونشر آلياته وجرافاته الثقيلة على طوله، ما أعاق حركة تنقل المركبات، وصعّب من وصول المواطنين وأصحاب المحلات التجارية إلى منازلهم ومحالهم. وتعرض مواطنون في كثير من الأحيان للتنكيل والضرب من قبل جنود الاحتلال، عدا عن استيلاء الاحتلال على مباني سكنية وتحويلها لثكنات عسكرية ما زالت قائمة حتى اليوم. وفي السياق ذاته، شرعت جرافة للاحتلال بهدم محال تجارية للمواطنين في مخيم طولكرم، وأحدثت دمارًا إضافيًا في الممتلكات العامة والخاصة والبنية التحتية. وكانت جرافات الاحتلال هدمت مبنى أثري غربي مدينة طولكرم، يعود تاريخه لمحطة قطار الحجاز التاريخية سابقًا، الواقع قرب مصانع "جيشوري" الكيماوية الاستيطانية المقامة عنوةً على أراضي الوقف الإسلامي غرب المدينة، وسوته بالأرض. ويأتي هذا التصعيد ضمن مواصلة الاحتلال عدوانه الممنهج على مدينة طولكرم وحصاره المشدد على مخيميها، والذي أسفر عن استشهاد 13 مواطنًا، بالإضافة إلى إصابة واعتقال العشرات، ونزوح قسري لأكثر من 4000 عائلة من مخيمي طولكرم ونور شمس. وألحق العدوان دمارًا شاملًا في البنية التحتية والمنازل والمحال التجارية والمركبات التي تعرضت للهدم الكلي والجزئي والحرق والتخريب والنهب والسرقة. وخلال عدوانه، دمّر الاحتلال 396 منزلًا كليًا، و2573 جزئيًا في مخيمي طولكرم ونور شمس، إضافة إلى إغلاق مداخلهما وأزقتهما بالسواتر الترابية. في عيد "الفصح".. إجراءات الاحتلال تخنق المقدسيين وتُعزز سيطرته على الأقصى مع اقتراب ما يسمى "عيد الفصح" اليهودي، شرعت شرطة الاحتلال الإسرائيلي بتحويل مدينة القدسالمحتلة ومحيط المسجد الأقصى المبارك إلى ثكنة عسكرية، لإتاحة المجال للمستوطنين المتطرفين لتنفيذ مخططاتهم ضد المسجد. ويستغل الاحتلال أعياده من أجل تغيير الوضع القائم في الأقصى، ومحاولة تكريس سيادته وسيطرته عليه. وعززت شرطة الاحتلال من تواجدها وانتشار عناصرها ووحداتها الخاصة وقوات "حرس الحدود" في المدينة المقدسة ومحيط الأقصى وفي البلدة القديمة وأزقتها. ونصب الاحتلال الحواجز العسكرية والمتاريس الحديدية عند مداخل البلدة القديمة ومحيط الأقصى، لتأمين اقتحامات المستوطنين للمسجد المبارك خلال "عيد الفصح" الذي يبدأ اعتبارًا من اليوم الاحد 13 نيسان/أبريل الجاري. وأصدرت شرطة الاحتلال تعليماتها بشأن اقتحام المسجد الأقصى خلال العيد اليهودي، وتعهدت بتأمين حراسة مكثّفة للمقتحمين. وتوقعت شرطة الاحتلال في تعليماتها، اقتحامات كبيرة وأعداد ضخمة من المقتحمين للأقصى. وقالت: "إنها ستؤمن إدخال فوج من المقتحمين كل عشر دقائق للمسجد الأقصى، ما يسمح فعليًا بإدخال 30 فوجًا من المتطرفين الصهاينة إلى الأقصى يوميًا، ما لم يمدد وقت الاقتحام، ليتيح وقتًا للمزيد كما حصل مواسم العدوان السابقة هذا العام". ومنذ السابع من أكتوبر 2023، تصاعدت وتيرة اقتحامات المستوطنين للمسجد الأقصى، وأداء الطقوس والصلوات التلمودية في باحاته وبالمنطقة الشرقية منه، بما فيها "السجود الملحمي"، وسط تضييقات مشددة على وصول الفلسطينيين للمسجد. تغيير الواقع المختص في شؤون القدس ناصر الهدمي يقول إن سلطات الاحتلال تستغل أعيادها ومناسباتها من أجل فرض مزيد من الاقتحامات للأقصى، وتغيير الواقع القائم فيه، وإظهار سيادتها على هذا المكان المقدس. ويوضح الهدمي في تصريح صحفي له، أن سلطات الاحتلال تعتبر المسجد الأقصى من أهم الأماكن التي تظهر فيها سيادتها وسيطرتها عليه. ويضيف "في هذا العام، وتحديدًا مع استمرار الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، والاعتداءات على الشعب الفلسطيني، وما يجري من تغيرات إقليمية، لم يمنع الاحتلال من تنفيذ مشروعها التهويدي الاستيطاني في الأقصى، لأنها ترى في ذلك مشروعًا محوريًا مركزيًا لا يمكن وقفه". ويتابع "هذا العام أيضًا، يتسم بجرأة ووقاحة أكثر من قبل الاحتلال ووزرائه ومستوطنيه بشأن الحديث عن تغيير الواقع القائم قي الأقصى والسيطرة عليه، وفرض إجراءات ممنهجة في المدينة المقدسة وداخل المسجد المبارك". ويؤكد الهدمي أن الاحتلال يمارس إجراءات ظالمة بحق المقدسيين والفلسطينيين، لمنع وصولهم إلى الأقصى، عبر قرارات الإبعاد وعمليات التنكيل بحقهم. ويبين أن الاحتلال حوّل القدس إلى ثكنة عسكرية عبر نشر الحواجز العسكرية في البلدة القديمة، ومحيط الأقصى، وسط انتشار مكثف للقوات الخاصة وعناصر الشرطة، بهدف تأمين الحماية لاقتحامات المستوطنين واستفزازاتهم خلال "عيد الفصح".