إذا أردت أن تحكم على أي دوري في العالم فلا تنظر إلى عدد الفرق فقط أو عدد المباريات بل شاهد "الديربيات" ومباريات القمم وتأمل في جدول الترتيب، هل يشهد تنافساً حقيقياً حتى الجولات الأخيرة؟ وهل تتقارب الفرق بنقاطها؟ هذه القاعدة الذهبية يمكن تطبيقها اليوم على الدوري السعودي الذي أصبح أيقونة من أيقونات التنافس والإثارة على مستوى العالم. ففي "جولة الديربيات" الأخيرة شاهدنا ديربي العاصمة بين الهلال والنصر، وديربي الغربية بين الأهلي والاتحاد، وديربي الشرقية بين الاتفاق والقادسية.. كلها مباريات تُدرس بمستويات مذهلة وأهداف لا تُنسى، لا يهم من فاز أو خسر لأن المتعة مضمونة، حتى وإن كنت من جمهور الفريق الخاسر فإنك تخرج ممتناً لما شاهدته من أداء وتنظيم وتشويق وإثارة حتى آخر لحظة. لم تعد ملاعبنا جامدة أو صامتة بل تحولت إلى مسارح نابضة بالحياة تشعلها جماهير يتزايدون مع كل جولة ويبدعون في رسم مشاهد خيالية بالأهازيج والتيفوهات واللوحات الفنية في تلاحم بين الشغف والانتماء وبين الألوان التي قد تختلف لكن الهدف الذي يجمعها: حب اللعبة ورفعة الوطن. اليوم أصبحنا نرى محترفين عالميين مثل: كريستيانو رونالدو وكريم بنزيما وسافيتش وبروزوفيتش ومالكوم وميتروفيتش وكوليبالي ورياض محرز، وغيرهم من نجوم الصف الأول الذين اختاروا المملكة وجهة لهم، ليس فقط لعوائدهم بل لجدية المشروع الرياضي وقوة المنافسة ونضج البيئة الرياضية. هذه المتابعة العالمية المتزايدة للدوري السعودي والانبهار العالمي بمستوياته وأرقامه لم تأتِ من فراغ بل من رؤية واضحة ودعم لا محدود وقرارات مفصلية لم نرَ من الجبل إلا قمته ولا من الجمل إلا سنامه. هذا ما أرادته القيادة الرياضية بالمملكة بقيادة أمير الرياضة صاحب السمو الملكي الأمير عبدالعزيز بن تركي الفيصل والذي يعمل بهدوء وطموح مستنيراً بمشعل التغيير وناقوس التطوير وبوصلة النجاح وروح الشباب التي يجسدها سمو سيدي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز حيث أراد أن تكون الرياضة في المملكة صورة مشرّفة للوطن ومصدر فخر في المحافل الدولية. لقد تحققت العديد من مظاهر التطور الرياضي وسرنا نحو استكمال الصورة بدءاً من البنية التحتية التي باتت تضاهي نظيراتها في العالم مروراً بالتحول الاحترافي في الأندية والاستثمار في الكوادر الوطنية وانتهاءً باستضافة البطولات الكبرى. المملكة أصبحت اليوم على خارطة الرياضة العالمية بجدارة وها هي تستعد لاستضافة كأس آسيا 2027 وكأس العالم 2034 في تأكيد أن العالم لم يعد يتحدث فقط عن "صعود الرياضة السعودية" بل عن "قيادتها" للمشهد الرياضي في المنطقة. الدوري السعودي أصبح اليوم ضمن الدوريات العشرة الأقوى في العالم حسب تصنيف الاتحاد الدولي للتاريخ والإحصاء، وحديثاً للعالم، فكل تصريح من نجم عالمي وكل تقرير من صحيفة رياضية كبرى وكل صفقة جديدة تعلن رغبة المحترفين في القدوم إلى السعودية هي شهادة بأن المملكة تسير في الطريق الصحيح نحو تحقيق حلم رياضي بدأ يتحول إلى واقع مشرّف تماماً كما أرادته قيادتنا. سعود الضحوك - الخرج