لم يكن صدى الملاعب طيلة 19 عاماً للمشاهدين مجرد برنامج رياضي وحسب، بل كان التأثير والأثر الواضح على ذائقتنا الأدبية والثقافية والاجتماعية المدموجة مع الأجواء الرياضية المليئة بصخبها وإثارتها، وهذا ما جعله واحداً من البرامج المحببة لدى الجماهير على كافة أطيافها. واعتقدنا قبل أيام أن الخبر المنتشر عن نهاية البرنامج الجماهيري "صدى الملاعب" أنه إشاعة قبل شهر إبريل المشهور بنشر الإشاعات الكاذبة، ولكن في الأمس أعلن قائد البرنامج مصطفى الآغا بكلمات مودعة للجماهير تُنبئ فعلاً بنهاية برنامج كان له أثراً وتأثيراً علينا جميعاً. أكيد أن الحياة لا تقف على أشياء انتهت وذهبت إلى غير رجعة، ولكن هذا الصدى لن تنتهي ذكرياته، وستبقى أبرز حكاياته محفورة في الذاكرة والأذهان، ويكفي أنه علمنا الحكمة والعظة والعبرة من كل مجالات الحياة، وأعرف مجموعة ليس لهم علاقة بالرياضة، ولكنهم يحبون الكلمات التي تأتي في نهاية فقرة البرنامج من قبل قائده الذي أيضاً سنفقده "أبو كرم" مصطفى الآغا. في ليلة العيد كنت في الأحساء، كنا في سوالف متنوعة مع مراسل قناة الإخبارية محمد المزيدي، وفجأة أتى الحديث عن نهاية برنامج "صدى الملاعب" الذي سيودعنا بعد أيام قليلة، وقال حينها المزيدي بالنص: "سنفقد فيه هذا البرنامج المميز مع قائده المؤثر مصطفى الآغا، والحكم والدرر التي كان يقولها كنصائح للجماهير عبارة عن هدايا مجانية لهم في نهاية البرنامج"، وأيضاً أردف المزيدي وقال: "سوف نفقد المراسل المميز صاحب الأسلوب الجميل والصوت الإعلامي الفريد من نوعه حمادي القيردبوه، مع زملائه من المعدين والمراسلين والنقاد والعاملين فيه الذين ساهموا في نجاح البرنامج، وحقيقة لا يمكن أنك تلوم من تأثر بوداع برنامج "صدى الملاعب"؛ لأنه لم يكن برنامجاً عابراً بل مؤثراً". ختاماً: كل ما في الحياة سوف تكون له نهاية حتمية، وما أجمل أن تكون صاحب أثر إيجابي لا ينسى حينما يحل أوان الوداع!