لطالما كان حلم امتلاك المسكن الأول يشغل بال الكثير من السعوديين، وأنا واحد منهم. هذا الحلم الذي بدا في بعض الأحيان بعيد المنال بسبب ارتفاع أسعار الأراضي والإيجارات في الرياض، أصبح اليوم أقرب إلى الواقع، بفضل قرار سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان الذي صدر ليلة العيد، ليضع حلاً حقيقيًا ويعيد التوازن لسوق العقار في العاصمة. القرار لم يكن مجرد إعلان اقتصادي، بل هو رسالة واضحة بأن المواطن يأتي أولًا، وأن القيادة تدرك التحديات التي تواجه الشباب السعودي في امتلاك المسكن المناسب. رفع الإيقاف عن الأراضي شمال الرياض، وتوجيه الهيئة الملكية لتوفير عشرات الآلاف من الأراضي السكنية سنويًا بأسعار لا تتجاوز 1,500 ريال للمتر، كلها خطوات تعكس فكرًا استراتيجيًا يضع المواطن في قلب التنمية. بالنسبة لي، هذا القرار ليس مجرد خبر اقتصادي عابر، بل هو نقطة تحول. كمواطن سعودي وإعلامي، أرى في هذا التوجيه تمكينًا حقيقيًا لنا كشباب، وفرصة لنصبح ملاكًا لمنازلنا بدلًا من البقاء أسرى لارتفاع الإيجارات. لم يكن التحدي في الرغبة، بل في القدرة، وها هي القيادة توفر الحلول لننتقل من الحلم إلى الواقع. لطالما كانت رؤية 2030 رؤية تمكين، وهذا القرار يؤكد أن التمكين لا يقتصر على دعم الوظائف وريادة الأعمال فقط، بل يشمل أيضًا أهم أساسيات الاستقرار الاجتماعي: المسكن. اليوم، ومع هذا التوجيه، نشهد خطوة عملية تعزز جودة الحياة، وتعيد ترتيب المشهد العقاري لصالح المواطن. إنني متفائل بأن هذا القرار سيغير معادلة السوق العقارية في الرياض، وسيسهم في تحقيق العدالة السكنية عبر زيادة المعروض بأسعار معقولة. وأتطلع بشغف إلى اليوم الذي أقف فيه أمام منزلي الأول، شكرًا لقيادة تفكر في المواطن قبل كل شيء.