الأرصاد: أمطار رعدية غزيرة وسيول في عدة مناطق بالمملكة    روح العبادة بين الإخلاص والاستعراض    أبشر بالفطور تختتم أعمالها بتغطية محافظات الشرقية و توزيع ٥٠ الف وجبة    رئيس مجلس السيادة السوداني يغادر جدة بعد أدائه مناسك العمرة    تعديل موعد مباراة النصر وضمك في الجولة ال 29 من دوري روشن للمحترفين    طرح تذاكر كأس آسيا تحت 17 عاماً في السعودية    أخضر الشاطئية يواجه إيران في نصف نهائي كأس آسيا    القيادة تعزي ملك تايلند في ضحايا زلزال بانكوك    فعاليات العيد في الشرقية تبدأ بالألعاب النارية    مركز الملك سلمان للإغاثة يتيح إمكانية إخراج زكاة الفطر عبر منصة "ساهم" إلى مستحقيها في اليمن والصومال    "الوطنية" ترعى توزيع مليون وجبة إفطار صائم للحد من حوادث الطرقات في رمضان    إعلانات وهمية لتأجير المنتجعات والاستراحات    بيراميدز يواجه الزمالك في نهائي كأس مصر    الشرع يعين الرفاعي مفتيا عاماً لسوريا    إيلون ماسك يعلن استحواذ شركته للذكاء الاصطناعي على منصة إكس    ديوكوفيتش يتأهل لنهائي ميامي المفتوحة للتنس    الفريق الفتحاوي يتفوق على العدالة بثنائية نظيفة في مباراته الودية الثانية    إنجازات جمعية سدانة للحج والعمرة في الأسبوع الثالث من شهر رمضان المبارك للعام 1446ه    رحيل دوريفال جونيور عن تدريب البرازيل    إدارة المساجد والدعوة والارشاد بالسليل تحدد مصليات العيد    تجمع الرياض الصحي الأول يُطلق حملة «عيدك يزهو بصحتك» بمناسبة عيد الفطر المبارك 1446ه    عبدالعزيز بن سعود يقف على سير العمل في مركز عمليات أمن المسجد الحرام    بلدية محافظة المذنب تزين الميادين والطرق لعيد الفطر المبارك    "الرياض" ترصد إدارة الحشود في ليلة 29    منصة "بصير" تعزز أمن وإدارة حشود المعتمرين والمصلين بالمسجد الحرام    أكثر من 123 مليون كيلوجرام واردات المملكة من الشوكولاتة خلال عام 2024    تجمع الرياض الصحي الأول يُطلق حملة «عيدك يزهو بصحتك»    "البيئة": تسجيل هطول أمطار في (6) مناطق ومكة المكرمة الأعلى كميةً    محافظ صبيا يعزي رئيس مركز العالية في وفاة والده    المبادرة السعودية تنجح في إنهاء الخلافات السورية اللبنانية    كسوف جزئي للشمس غير مشاهد بالمملكة غدًا    رئيس المجلس العسكري في ميانمار يطلب مساعدات بعد الزلزال المدمر    السعودية تؤكد دعمها لكل ما يحقق أمن واستقرار سوريا ولبنان    تطوير خدمتي إصدار وتجديد تراخيص المحاماة    "سوليوود" يُطلق استفتاءً لاختيار "الأفضل" في موسم دراما رمضان 2025    مشروع الأمير محمد بن سلمان لتطوير المساجد التاريخية يجدد مسجد الرميلة على الطراز النجدي    في "بسطة خير السعودية".. الذكريات محفوظة بين غلافي "ألبوم صور"    البكيرية تستعد للاحتفال بعيد الفطر المبارك    إمام المسجد النبوي: رمضان يرحل وزكاة الفطر تكمل فضل الطاعات    هل تسير كندا والمكسيك نحو التحرر من الهيمنة الأمريكية؟    وفاة الدكتور مطلب بن عبدالله النفيسة    أمانة تبوك وبلدياتها التابعة تهيئ أكثر من 170 حديقة وساحة وواجهة بحرية    أمانة الشرقية تزرع 5 آلاف شجرة و 10 آلاف وردة احتفاءاً بمبادرة السعودية الخضراء    أمران ملكيان: خالد بن بندر مستشارًا في الخارجية والحربي رئيسًا للجهاز العسكري    مختص ل"الرياض": انتظار العطلات سعادة    "أوتشا" تحذّر من الآثار المدمرة التي طالت سكان غزة    تجمع جدة الصحي الثاني ينفذ حملة "صُمْ بصحة" لمواجهة الأمراض المزمنة    أكثر من 70 ألف مستفيد من برامج جمعية الدعوة بأجياد في رمضان    "مستشفيات المانع" تُطلق أكثر من 40 حملة تثقيفيةً صحيةً خلال شهر رمضان المبارك لتوعية المرضى والزوار    حرائق كوريا الجنوبية ..الأضخم على الإطلاق في تاريخ البلاد    سوزان تستكمل مجلدها الثاني «أطياف الحرمين»    محادثات الرياض تعيد الثقة بين الأطراف وتفتح آفاق التعاون الدولي.. السعودية.. قلب مساعي السلام في الأزمة الروسية الأوكرانية    إطلاق مبادرة "سند الأبطال" لدعم المصابين وذوي الشهداء    مطبخ صحي للوقاية من السرطان    أنامل وطنية تبهر زوار جدة التاريخية    حليب الإبل إرث الأجداد وخيار الصائمين    عهد التمكين والتطور    ذكرى واستذكار الأساليب القيادية الملهمة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



ولي العهد شغف الإنجاز
نشر في الرياض يوم 25 - 03 - 2025


2030.. رؤية طموحة.. وقاعدة الإصلاحات اختصرت الزمن
أرقام وتحولات كبرى في الاقتصاد الوطني
المملكة محط أنظار القوى الاقتصادية العالمية
لا شك أن الرؤية الحكيمة لصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ولي العهد رئيس مجلس الوزراء ورئيس مجلس الشؤون الاقتصادية والتنمية، -حفظه الله- تقوم على التنوع في مصادر الدخل ورفع كفاءة الاقتصاد الوطني وتنوع مداخيله وتعزيز كيانات لمواجهة التقلبات الاقتصادية والتحديات الإقليمية والتحولات السياسية، ومكافحة الفساد، ومحاربة الفكر المتطرف، ونشر الإسلام الوسطي.
ويملك ولي العهد رؤية وحنكة أسهمت في إرساء قاعدة الإصلاحات التي اختصرت الزمن وحققت العديد من الإنجازات المتسارعة، وضعت المملكة في مقدمة دول العالم وفي قلب السياسة الدولية، وعمل -حفظه الله- على تحقيق الأهداف والرؤى والمبادرات التي تهدف إلى جعل المملكة في مصاف الدول المتقدمة.
وتسريع التطور الثقافي والاجتماعي والاقتصادي والارتقاء كذلك بجودة الحياة وتحسينها مع التمسك بتعاليم وثوابت الدين الإسلامي الحنيف، والعادات والتقاليد العربية الأصيلة.
وبحلول الذكرى الثامنة لبيعة صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ولي العهد، نرحب بكم في ندوة الرياض «وطن الإنجاز» وضيوفها الكرام وهم: الدكتور إبراهيم النحاس عضو مجلس الشورى وعضو هيئة التدريس قسم العلوم السياسية جامعة الملك سعود ومحلل في الشأن السياسي، والدكتورة بسمة التويجري المؤسس والرئيس التنفيذي لشركة.. للاستشارات المالية، والدكتور شجاع البقمي أستاذ الإعلام السياسي بجامعة الملك سعود، وطرفة المطيري عضو اللجنة الوطنية للصناعات العسكرية، وإبراهيم السبيعي المستشار في الاتصال المؤسسي، والدكتور عبدالله بن مترك القحطاني دكتوراه في المجال التطوعي.
وسعادة رئيس تحرير «الرياض» الأستاذ هاني وفا، والزملاء مديرو التحرير: الأستاذ خالد الربيش مدير تحرير الشؤون الاقتصادية، والأستاذ صالح الحماد مدير تحرير الشؤون السياسية، والأستاذ سليمان العساف نائب رئيس القسم الرياضي، الزميل المحرر ناصر العماش والمصور راكان الدوسري. نبدأ بكلمة من سعادة رئيس تحرير «الرياض» حول هذه المناسبة.
أ. هاني وفا
* نرحب بكم في ندوة الرياض، ونشكر لكم حضوركم، هذه الندوة التي تعقد على مدى ثماني سنوات. بهذه المناسبة، وذلك لأهميتها، ونأمل من خلال آرائكم ورؤيتكم أن تحدثونا عما تحقق في تلك السنوات الثماني من إنجازات في عهد ولاية سمو ولي العهد رئيس مجلس الوزراء، ضمن رؤيته غير العادية التي أطلقها، والتي أدخلت المملكة في عصر جديد، ربما معظمنا لم يكن يتخيله أو يتوقعه، والمدة قصيرة والإنجاز كبير، وفي هذه الندوة نود إبراز الإنجازات التي حدثت في تلك السنوات والمتوقع أن يحدث في المستقبل، وكيف نرى بلادنا في السنوات المقبلة خاصة في ظل رؤية 2030 التي تم إنجاز الكثير من مستهدفاتها قبل موعدها، لذا نتمنى أن نحظى بآرائكم ورؤيتكم حول هذه المناسبة التي نسعى دائما لعقد ندوة عنها في هذا التوقيت.
أ نوال
* د. إبراهيم النحاس، حدثنا عن السياسة الخارجية للمملكة ودورها في إرساء السلام الإقليمي والدولي؟
د. إبراهيم
* بالنسبة للمملكة العربية السعودية وسياستها الخارجية وما تمر به من وقتنا الحاضر فيها ما تأسست عليه منذ عهد الملك المؤسس عبدالعزيز بن عبدالرحمن الفيصل آل سعود -طيب الله ثراه- وتلك الأسس والقيم عززها خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وسمو سيدي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان لتكون المملكة العربية السعودية كما هي دائما رمزا للسلام وموطنا لصناعة السلام العالمي على جميع مستوياته، والسياسة الخارجية للمملكة العربية السعودية دائما ما تدعو للمحافظة على القيم الدولية التي تؤدي إلى الالتزام بالقانون الدولي هذا القانون الذي فيه الكثير من قيمنا العربية الإسلامية المعززة للأمن والسلم والاستقرار والداعمة لجميع ما يحفظ حقوق الإنسان وكرامته على جميع المستويات سواء في صحفته وتعليمه ومجاله الخدمي، وأن يكون الإنسان محفوظا في جميع المستويات، وحقوق الإنسان ليست مرتبطة بدين أو عرق أو توجه أو لون أو غير ذلك، فالمملكة العربية السعودية في سياساتها الخارجية حافظت على هذه المسائل المتعلقة بتعزيز الأمن والاستقرار العالمي، وأيضا حافظت بعلاقاتها المتنوعة مع جميع دول العالم بأن تكون موطنا دائما للعلاقات الطيبة على جميع المستويات، وهذا ما ساعد المملكة في تحقيق التنمية الداخلية وتحقيق التوازن الخارجي وحصد ذلك مكانة كبيرة جدا للمملكة العربية السعودية، وأيضا عززت من مكانة المواطن في المملكة العربية السعودية على جميع المستويات الدولية.
أ نوال
* د. شجاع البقمي، حدثنا عن المبادرات والمشروعات الاستثمارية الضخمة في المملكة التي أحدثت تحولات اقتصادية خاصة أن هذه المشروعات أعدت باعتبارها وجهة سياحية عالمية، كيف أسهمت هذه المشروعات التنموية في تعزيز رؤية 2030؟
د. شجاع
* أشكر جريدة الرياض وسعادة رئيس تحرير الجريدة والسادة الحضور على المشاركة في هذه الندوة المهمة، ونحن نعيش ذكرى مهمة جدا، فالمملكة اليوم تواصل مسيرة التنمية والنماء، وقبل الحديث عن المشروعات أود الحديث عن التشريعات.
فلا نجاح للمشروعات ولا استمرارية للتنمية الا بتشريعات تدفع نحو ذلك، وإن رؤية المملكة 2030 رؤية طموحة، ورأى العالم الخطوط العريضة لهذه الرؤية، وتحدث عن أحلام في بداية الأمر، وذلك لحجم الطموحات العالية لهذه الرؤية، واليوم ما نراه في الواقع مختلف تماما، فنجد أرقاما وتحولات كبيرة جدا في الاقتصاد الوطني والمشروعات وحتى في طريقة التفكير بالمشروعات، وأبدأ من حجم الناتج المحلي، فهو أهم رقم بالاقتصاد، فنجد تضاعف الناتج المحلي بنسبة (450 %) عما كان عليه قبل (12) عاما السابقة، ويعد هذا الرقم كبيرا جدا، فحجم النمو في الناتج المحلي كبير، وقد رأينا مدى تأثر العالم بجائحة كورونا وكيف توقف اقتصاد العالم وكذلك الحركة التجارية العالمية والموانئ أغلقت وحركة الطيران شلت تماما وما زالت حتى اليوم بعض اقتصادات العالم لم تتعاف، بينما عاش الاقتصاد السعودي في تلك المرحلة تشريعات تدعم الاقتصاد وحيويته وتقي الاقتصاد من التأثر بالظروف العالمية الطارئة، وهذا يعني أننا أمام اقتصاد فرص نمو هائلة.
فالمشروعات عندما تعلن فإنها تبقى أمام المستثمرين مشروعات، وواقعها ينظر له في المستقبل، ومشروعات التي تقدمها المملكة تتزامن مع دراسات للجدوى وبيوت خبرة عالمية قبل أن تكون محلية تحدد جدولة للاستثمار في المشروعات الحديثة، وأذكر هنا رقما مهما جدا ألا وهو معدل نمو الناتج المحلي في الاقتصاد السعودي في (2021) وكم هو المعدل في (2022). حيث نجد أن معدل النمو للناتج المحلي يعد الأعلى ضمن مجموعة العشرين في السنتين السابقتين، خاصة أنها سنتان جاءتا بعد أزمة مر بها العالم، وهذا يدل أن الاقتصاد السعودي يعيش مرحلة قوية، وواصلت معدلات النمو تطورها في السنتين اللاحقتين (2023 – 2024) على الرغم من تحديات أخرى كترشيد السياسات النقدية والذي يعد تحديا هائلا امام أي اقتصاد، مع ذلك حقق الاقتصاد السعودي معدلات نمو ممتازة في (2023 – 2024).
واليوم نعيش ما كنا نطمح لتحقيقه في 2016 عندما أعلنت هذه الرؤية الوطنية الطموحة بمستهدفاتها العريضة، وأضرب مثالا عن الاستراتيجية الوطنية للاستثمار، فالاستراتيجية الوطنية للاستثمار أطلقت بعد إعلان الرؤية بسنتين أو اكثر، بعد ذلك بدأت الملامح للاستثمار في المملكة.
قد يتساءل أحدهم لماذا تأخرت الاستراتيجية الوطنية للاستثمار إلى (2018) ومن ثم تم تطويرها في (2021)، والجواب أنه لا يوجد استثمار في العالم ينجح إلا بوجود تشريعات تدعم تلك الاستثمارات، فالمستثمرون يراقبون التشريعات المحفزة لهم، فالاستراتيجية الوطنية للاستثمار تبني وتدعم هذه الاستثمارات وتسعى لجلب الاستثمارات إلى المملكة، كما نجد أن القطاع الخاص أصبح إحدى الأذرع المهمة في معدلات النمو الاقتصادي، فلا يوجد اقتصاد في العالم يعتمد على سلعة واحدة وذراع واحدة يمكنه تحقيق معدلات نمو مستمرة ومستدامة، بالتالي فإن معدلات النمو التي نعيشها اليوم هي بدعم الاقتصاد وبشكل عام الموازنة والحقوق والإنفاق وأيضا دعم القطاع الخاص والاستثمار، ومثال على ذلك ما يعلن اليوم من مشروعات كبرى ك «ذا لاين» وأكسجون وساندالا وتروجينا، وكذلك الاستثمار عبر صندوق الاستثمارات العامة الذي يقود قاطرة الاستثمار في المملكة العربية السعودية إلى جانب القطاع الخاص.
أ نوال
* د. عبدالله القحطاني، لطالما وقف العمل التطوعي كأساس لبناء المجتمع السعودي مما يجعله جزءا أساسيا من أسلوب حياتنا.. شكلت هويتنا السعودية وقيمنا الاصيلة، حدثنا عن هذا الجانب؟
د. عبدالله
يسعدني اللقاء بكم للحديث عن العمل التطوعي في المملكة العربية السعودية، حيث سأشير إشارات خفيفة لمفهوم العمل التطوعي ومكانته وأهميته في رؤية الأمير محمد بن سلمان، وانطلاقا من أهمية العمل التطوعي في كل المجتمعات قديما وحديثا يمكن القول إنه لم تخل حضارة من الحضارات وأمة من الأمم من العمل التطوعي حيث يعد ركيزة أساسية في بناء وتنمية المجتمعات ووسيلة مثلى لتقوية الروابط والصلات بين أفراد المجتمع الواحد، وهو بلا شك يعد ممارسة إنسانية في المقام الأول ومنهجا كريما يشترك فيه كافة المجتمعات في مختلف ميادين الحياة كل بقدر إمكاناته واستطاعته بحيث يتحقق مفهوم التعاون والتكاتف والمحبة وتكون جميع القوى الإنسانية متلاقية ومتحدة في تنمية المجتمع والحفاظ على مصالح الناس، في البدء لا بد من الإشارة إلى أن الخصائص الاجتماعية هي سمات الإنسان الطبيعية، والرغبة بالشعور والانتماء هي رغبة إنسانية عالمية مشتركة، فالإنسان لا يستطيع أن يعيش بمفرده دون أن يكون محاطا بمجتمع ومع مجموعة من الأفراد والشعور بالانتماء والأمان سواء كان في محيطه الشخصي أو العملي، ومن أقوى وأفضل الأفعال المجتمعية التي تعزز قيم الترابط بين المجتمع هو العمل التطوعي.
مفهوم العمل التطوعي هو التقرب إلى الله عز وجل بفعل الخير والإحسان الذي يتعدى نفعه طلبا لمرضاة وابتغاء الأجر من الله عز وجل.
ونحن إذ نتحدث عن العهد الحالي عهد الملك سلمان بن عبدالعزيز وسمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان -حفظهما الله- وما فيه من دور بارز وكبير في تطوير العمل التطوعي من خلال تنظيمه ليكون عبر مؤسسات رسمية موثوقة، مثل تأسيس المنصة الوطنية للعمل التطوعي في المملكة العربية السعودية والتي تتيح للمستخدمين فرصة البحث عن فرص العمل التطوعي والانضمام إلى مشروعات خيرية مختلفة بما يتوافق مع رؤية المملكة العربية السعودية 2030 التي تهدف إلى تعزيز العمل الخيري والإنساني وتنمية القطاع غير الربحي وزيادة إسهاماته في المسيرة التنموية، وكذلك تأسيس منصة الإحسان الخيرية، ومركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية.
أ نوال
* د. بسمة التويجري حدثينا عن صندوق الاستثمارات العامة والذي يقود التحول في المملكة ليسهم في خلق عصر جديد من النمو الاقتصادي ويمضي ليصبح أكبر صناديق الثروة السيادية حول العالم بحلول 2030، كيف يمكننا ان نقرأ مرحلة التحول الحالية وفقا للمعطيات خاصة أن الصندوق يستهدف ضخ استثمارات في مشروعات جديدة تصل إلى تريليوني ريال من عام 2026 إلى عام 2030 ليصبح مجموع استثمارات الصندوق في العشر سنوات المقبلة ما يقارب ثلاثة تريليونات ريال سعودي في قطاعات جديدة؟
د. بسمة
أشكركم على الندوة المهمة جدا. لا شك أن سمو ولي العهد أسهم إسهامات عظيمة وإنجازات لها أول وليس لها آخر في جميع المجالات وبالذات في المجال الاقتصادي، لو أردنا الحديث عن صندوق الاستثمارات العامة فالمؤكد أنه يعد المحرك الرئيس لتحقيق مستهدفات رؤية 2030، كما ذكرت هناك ضخ كبير للأموال في الصندوق من أجل القيام باستثمارات سواء كانت محلية أو دولية، فبالإضافة إلى تريليوني دولار التي ذكرتيها هناك الأصول الخاصة بالصندوق نفسه.
فالأصول الحالية للصندوق هي أربعة تريليونات ريال والمستهدف أن يصل بحلول 2030 إلى (7.5) تريليونات ريال وهذا ما يجعله في مقدمة الصناديق السيادية في العالم.
في الواقع إن استراتيجية صندوق الاستثمارات العامة تركز في الوقت الحاضر على (13) قطاعا.
وكلها قطاعات استراتيجية حيوية تهدف إما إلى إنشاء قطاعات جديدة أو الاستثمار في قطاعات موجودة وقائمة، مثل التطوير العقاري والسياحة والترفيه والرياضة والبنى التحتية والصناعة كصناعة السيارات والصناعات الدفاعية.
والخدمات اللوجستية والأغذية والزراعة والخدمات المالية والطاقة المتجددة وفي تقنيات المستقبل وغيرها.
ومن خلال الاستثمار في هذه القطاعات يسعى الصندوق إلى تحفيز النمو الاقتصادي بشكل عام ويسعى إلى هدف آخر مهم جدا ألا وهو خلق الوظائف فالاستثمارات الكبيرة تهدف إلى توفير (1.8) مليون وظيفة في هذا العام 2025.
والجهود هذه لها إسهام في الناتج المحلي الإجمالي بدون شك، وهذه الأرقام تعكس التأثير الاقتصادي الكبير للصندوق ، حيث سيسهم الاتفاق والاستثمارات الضخمة في رفع معدلات النمو وتنويع القاعدة الإنتاجية وإفساح المحال المشاركة أكبر للقطاع الخاص والذي بعد مشاركته مهمة أيضاً.
أ. نوال
* أ. طرفة المطيري، كيف يمكننا أن نقرأ الفرص الاستثمارية للصناعات العسكرية في المملكة؟
أ. طرفة
تعود علينا هذه الليالي المباركة بذكرى عزيزة على قلوبنا ذكرى تحقيق الأمنيات والطموح وجعل الوطن كما يتمناه كل مواطن مخلص، وهي ذكرى تولي سمو سيدي الأمير محمد بن سلمان ولاية العهد والبيعة له، وهذه المناسبة كبيرة لأنها ذكرى تولي قائد أسطوري واستثنائي من نسيج هذا الوطن وهذا الشعب، لديه شغف وحب عميق لهذا الوطن، وقد حوله إلى كتلة ملتهبة من العمل الدؤوب ليل نهار، ما انعكس نتائجه على كل شرائح المنظومة الوطنية والمنظومة الحكومية وقطاع الأعمال ونحن في المملكة العربية السعودية تمثل حالة استثنائية في العالم لأن الجميع يتكلم ويعمل لنفس الأهداف، والجميع يفخر بما يسمع ويرى من أقوال سمو سيدي ولي العهد وأفعاله، خصوصاً لدى شرائح الشباب، فما بالك في منظومات العمل الحكومية، فالجميع يتكلم اللغة نفسها ويعمل للأهداف نفسها ويسعى لتحقيقها بكل حرص وهذا ما نلحظه لدى جميع القطاعات العامة والخاصة حتى في أيام إجازاتهم فالعمل بكل شغف وتفان، وهذا العمل الجماعي على مستوى المملكة حولها إلى محط أنظار لكل القوى الاقتصادية العالمية فصار طرح الكثير من العقول المفكرة حول العالم أو الشركات المستثمرة الحصول على فرصة عمل في المملكة العربية السعودية.
فما نراه اليوم هجرة عالمية نحو الملكة العربية السعودية وهذا ما نشعر به في وطننا في هذه المرحلة الاستثنائية الحاسمة، فالتغيرات لم تكن في توقعات أحد قبل سبع سنوات ماضية ، فالإنجازات المتحققة شيء عظيم وهي نوعية وثورة حضارية حقيقية على جميع المستويات سواء البشرية أو العلمية أو الاقتصادية أو الرياضية أو الثقافية.
مداخلات
أ. هاني
* رأينا مؤخراً الأدوار التي تؤديها المملكة سياسيا على الصعيدين الإقليمي والدولي أنها تتجه بشخص سمو ولي العهد كدولة صانعة للسلام، ودولة محورية لها تأثير واضح على المشهد الدولي ، دكتور إبراهيم كيف ترى هذا الأمر.
د. إبراهيم
* نعم، المملكة العربية السعودية دولة صانعة للسلام وسمو سيدي ولي العهد رمز في هذا التوجه للسياسة الخارجية السعودية، ومنذ توليه ولاية العهد ونحن في ذكراها الثامنة عندما سترجع ذلك التاريخ نجد الكثير من المبادرات التي جاءت من المملكة العربية السعودية صانعا للسلام ورمزاً للسلام، وإذا ما عدنا قليلاً للوراء فنجد على سبيل المثال المصالحة السعودية الإيرانية، رغبة من المملكة في تعزيز الأمن والسلام على المستوى الإقليمي، وتوجه سمو ولي العهد للخارجية السعودية والمسؤولين بالتوقيع على تلك المصالحة رسالة عظيمة للمجتمع الإقليمي والمجتمع الدولي بأن المملكة العربية السعودية لن تتراجع إذا كان هناك تطلعات من قبل دول أخرى لتعزيز الأمن والسلم والاستقرار. وحصدت المنطقة بعد ذلك التوجه استقراراً في أقاليم من منطقة الشرق الأوسط.
وارتد ذلك إيجابا على المجتمع الدولي ونتذكر مركز الملك سلمان للاغاثة والأعمال الإنسانية وجهوده الكبيرة في تخفيف المعاناة الإنسانية والذي بدوره يعزز السلام في المجتمعات التي تعاني من أزمات وأوبئة وقلة خدمات ويسهم في تعزيز استقرار تلك الدول، ونتذكر الجهود الكبيرة في اليمن والتي استضافتها المملكة فيما يتعلق بالحوار بين الأخوة في الدولة اليمنية والجلوس على طاولة المفاوضات ودعم الجهود الدبلوماسية وكان لها أثر في تخفيف المعاناة على أبناء الدولة اليمنية والذهاب في اتجاه استقرار الدولة اليمنية ودعم البنية التحتية، وأسهم مركز الملك سلمان في تخفيف هذه المعاناة داخل الدولة السورية، ونتذكر المعاناة التي حصلت في سورية وتركيا نتيجة الزلازل وكان لتوجيه سمو ولي العهد لمركز الملك سلمان والجهات المسؤولة في الدولة السعودية في الذهاب إلى تلك المناطق وتخفيف المعاناة.
ومن الإسهامات الكبيرة للسياسة الخارجية السعودية بتوجيه سمو ولي العهد ما يتعلق بالانتقال الإيجابي في الدولة السورية بعد التحول الذي حصل لصالح أبناء الدولة السورية وإقامة نظام سياسي جديد واستقبال الرئيس أحمد الشرع في المملكة وتوجيه المسؤولين السعوديين في الذهاب إلى العاصمة دمشق لتعزيز السلام داخل الدولة السورية. وأيضا تغليب السلام والحوار على جميع المستويات لتخفيف المعاناة عن أبناء الدولة الفلسطينية وحث المجتمع الدولي على تطبيق القرارات الدولية وتأكيد سمو ولي العهد الدائم على أهمية مبادرة السلام العربية وتطبيقها وتحقيقها على أرض الواقع بما يحقق الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية، وفي ذلك تعزيز للسلام الإقليمي.
مسائل كثيرة تتعلق بتوجيهات سمو ولي العهد لتعزيز السلام العالمي مما جعل المملكة الآن موطناً رئيساً للقوى الدولية وأن تأتي إلى المملكة العربية السعودية، للجلوس مع بعضها والتفاوض، وما يمكن أن تقدمه المملكة العربية السعودية لإنجاح تلك الجهود فالتوجيهات قائمة بذلك لتحقيق السلم والاستقرار الإقليمي والدولي.
أ. خالد الربيش
* سؤالي للدكتورة بسمة، في تاريخ الأمم دائماً مسيرة التنمية تأخذ سنوات طويلة جداً تصل لعشرات أو مئات السنين، رغم ذلك ومنذ أن تولى سوولي العهد المنصب وإطلاق رؤية 2030 إلا أن هناك مكونات للتنمية حققت إنجازات كبيرة جداً بل إن بعض المستهدفات تحققت قبل الوصول إلى 2030 إلى ماذا تفزون هذا الإنجاز؟
د. بسمة
سؤال مهم جداً، بالنسبة للإنجازات التي تحققت لا شك أنها مستهدفات الرؤية وضعت على أسس قوية جداً، فالاقتصاد السعودي مبدئياً كان يعتمد على سلعة واحدة وهي النفط، وأعتقد أن عملية التنمية في الاقتصاد هي المحرك الرئيس للإنجازات التي حصلت والنسب التي تحققت بالرغم من قصر المدة، فالتنويع الاقتصادي والروح الموجودة لدى الشباب ورغبة الجميع بالإنجاز والعدوى التي أصابت الجميع من سمو ولي العهد في العمل الدؤوب وتحقيق النجاح كل في مجاله، وأعتقد أن هناك جانباً آخر وهو تمكين المرأة ، فلا يمكن إلا أن تتحدث عن هذا الأمر، فالتمكين الذي حصل في ظل الرؤية للمرأة وتوليها لبعض المناصب فالمرأة هي نصف المجتمع والأمير محمد ذكر ذلك في أكثر من مناسبة ، فإعطاؤها الفرصة خلق لدينا كفاءات عالية جداً أسهمت بدورها في تحقيق الكثير من المنجزات.
أ. صالح الحماد
* سؤالي للدكتورة بسمة، حبذا لو حدثتنا عن انخفاض معدل البطالة من 11 ٪ إلى ما بين 6 و7 %، وأثر رؤية المملكة في ذلك.
د. بسمة
* لا شك أن البطالة هدم اقتصادي في كل العالم ، فكل الدول تبذل جهوداً كبيرة جداً لتخفيض معدلات البطالة، وأتوقع أن الانفتاح الاقتصادي والمشروعات الكبيرة أتاحت فرصةً كثيرة المواطنين للالتحاق بالأعمال والوظائف، وكما ذكرت قبل قليل فإن المجالات المخصصة للنساء كانت محدودة جداً والآن تهل المرأة في مجالات لم تكن تحلم بها. فهذا كله أسهم في انخفاض معدلات البطالة بشكل عام.
أ. طرفة
* كلنا نتذكر تصريح سمو سيدي ولي العهد في نهاية 2016 عندما سئل عن موضوع البطالة، أنه لدينا مشروعات وخطط ستلتهم ما يذكر كبطالة، وفعلاً بعد مرور ست سنوات نرى اليوم تنوع الفرص الوظيفية وارتفاع المستوى للمواطنين هو مرآة حقيقية لما صرح به سمو سيدي.
«تصوير : بندر بخش»
ضيوف الندوة
د. إبراهيم النحاس
د. شجاع البقمي
د. عبدالله القحطاني
د. بسمة التويجري
طرفة المطيري
حضور الندوة
هاني وفا
خالد الربيش
صالح الحماد
عبدالله الحسني
سليمان العساف
نوال الجبر


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.