قتل 45 مدنيا على الأقل في السودان في هجوم لقوات الدعم السريع على مدينة المالحة في شمال دارفور، بحسب حصيلة لناشطين. وقدمت تنسيقية لجان المقاومة في الفاشر وهي مجموعة مؤيدة للديموقراطية تعمل على توثيق وتنظيم المساعدة المتبادلة بين السكان، «قائمة أولية» بضحايا «مجزرة المالحة» المنسوبة إلى قوات الدعم السريع، ولم يتم التعرف بعد على 15 منهم. وأكدت قوات الدعم السريع الخميس أنها سيطرت على هذه المدينة الواقعة على سفح جبل والتي تبعد 200 كلم من الفاشر، عاصمة شمال دارفور. وقالت في بيان إنها «حاصرت العدو» الذي سقط في صفوفه أكثر من 380 قتيلا. وتسيطر قوات الدعم على القسم الأكبر من إقليم دارفور المترامي، لكنها لم تتمكن من السيطرة على الفاشر، والمالحة هي إحدى المدن الواقعة في أقصى شمال الصحراء الواسعة بين السودان وليبيا. وأفادت مصادر محلية بأنها تشكل أيضا موقعا رئيسيا على طريق صحراوية تربط بين شمال دارفور وولاية الشمال التي يسيطر عليها الجيش. ويرى محللون أنه بعد النجاحات التي حققها الجيش في وسط السودان، تعتزم قوات الدعم السريع إحكام قبضتها على دارفور. وفي ام درمان، قتل ثلاثة مدنيين هم طفلان وامرأة الأحد في قصف لقوات الدعم على المدينة، الواقعة في الخرطوم الكبرى، وفق ما أفاد مصدر طبي. وأضاف المصدر الطبي في مستشفى النو أن القصف أسفر أيضا عن إصابة 8 آخرين. وأفاد شهود عيان بأنهم سمعوا صوت سقوط 7 قذائف على أحياء مدنية تابعة للجيش السوداني الذي استعاد السيطرة على القصر الجمهوري وعدد من المنشآت الحيوية في وسط الخرطوم في الأيام الأخيرة. من جهتها، أكدت قوات الدعم أن المعركة للسيطرة على القصر الجمهوري «لم تنته بعد»، مشيرة إلى أن مقاتليها ما زالوا في المنطقة. وكان الجيش السوداني أعلن السبت استعادته لمقر المصرف المركزي ضمن عدد من المنشآت الحكومية في العاصمة. ومن المفترض أن تؤدي المعركة للسيطرة على المنطقة الحكومية والاقتصادية في الخرطوم إلى تعزيز قبضة الجيش على العاصمة، ليحقق بذلك مكسبا كبيرا في الحرب المستمرة منذ عامين تقريبا بين قائد الجيش عبد الفتاح البرهان ونائبه السابق وقائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو. وفي الأشهر الأخيرة، استعاد الجيش السيطرة على مساحات كبيرة من الخرطوم، من بينها بحري، شمال الخرطوم، ومنطقة شرق النيل. ولا تزال قوات الدعم السريع تسيطر على بعض المواقع في جنوبالخرطوم وغرب أم درمان التي تشن منها هجماتها الصاروخية. وأسفرت الحرب عن سقوط عشرات آلاف القتلى ونزوح أكثر من 12 مليون شخص، متسببة بأكبر أزمتي جوع ونزوح في العالم.