تظل أجواء المباسط الرمضانية جزءًا لا يتجزأ من الهوية الرمضانية في المدينةالمنورة، حيث تمزج بين طعم الماضي وبهجة الحاضر، لتصنع تجربة فريدة من نوعها، تنبض بالتقاليد القديمة، وتجمع بين المتعة والترفيه والتواصل الاجتماعي، مما يجعلها ذكرى لا تنسى في قلوب الجميع، ومع حلول الشهر الفضيل تنشط المباسط الشعبية وتتحول الشوارع والساحات إلى مسرح يعج بالحركة والبهجة، يتجمع الأهالي والزوار في هذه الوجهات الممتلئة بروائح الأكلات الشعبية التي تعيد إلى الأذهان سحر الماضي وأصالته، فهذه المباسط لا تقتصر على كونها مجرد نقاط بيع عابرة، بل هي جزء لا يتجزأ من التراث الرمضاني الذي يمزج بين النكهة العريقة وروح التفاعل الاجتماعي اللامحدود. ومن بين الأكلات الشعبية تبرز "البليلة" كأشهر الأطباق التي يلتف حولها الكبار والصغار، منتظرين ما تقدمه العربات من أطباق ساخنة، ممزوجة بالتوابل التي تأخذهم إلى عوالم الذكريات، إضافةً إلى ذلك تنبض هذه الأماكن بالعديد من الأكلات الشعبية الأخرى التي تستقطب الزوار من كل حدب وصوب، ورغم بساطة هذه المباسط، إلاّ أنها تشكل مصدر رزق لعدد كبير من الشباب والأسر المنتجة، الذين يجدون في موسم رمضان فرصة لعرض منتجاتهم التقليدية، فتتحول هذه الأماكن إلى ملتقى اجتماعي حميم، حيث يتبادلون الأحاديث والتجارب بعيدًا عن ضغوط "التكنولوجيا" الحديثة، إنها أكثر من مجرد أماكن للتسوق، بل هي تجمع حي ومؤثر يعكس القيم الاجتماعية الأصيلة في المجتمع.