عرف ملح الشقة في مدينة بريدة قديماً وارتبط باسم الحي الذي يعد مصدرا طبيعياً لإنتاجه، ويُعد ملح الشقة مورداً فريداً وذا أهمية بيئية واقتصادية جيدة وثروة طبيعية ويتداول قديماً وحديثاً بأن ملح الشقة من أجود أنواع الملح الطبيعي في منطقة القصيم، وقد عمل العديد من أهالي حي الشقة في بريدة وغيرهم في عمليات استخراج الملح الطبيعي من أرض هذا المعدن المجاور لحيهم وسوقوا له بطرقهم البسيطة والتقليدية فكانوا يعرضون الإنتاج من أكياس و(فروش) الملح على الطرق المارة فيه، وملح الشقة يستخرج بطرق يدوية بحته تعتمد على حفر برك لتتجمع فيها المياه المالحة، وتُترك لتتبخر بسبب حرارة الشمس، وتترك طبقات من الملح الطبيعي وهذا الأسلوب التقليدي لاستخراج ملح شقة بريدة لم يتغير منذ عقود ولم تستغل هذه الثروة الطبيعية أو يحافظ عليها أو يسوق لها بالشكل الأمثل حتى الآن وربما تقلل الأساليب التقليدية الحالية في استخراجه وتسويقه وفي كمية إنتاجه وجودته مستقبلاً وتسهم في عزوف العاملين فيه عن نشاطهم. فيما تتعدد مطالب المهتمين بتطوير أساليب التعامل مع هذا المنتج بإدخال تقنيات حديثة وأساليب متطورة لاستخراجه وتصنيعه وتسويقه لزيادة الإنتاجية وتحسين جودة المنتج فيما تتجدد دعوات الأهالي والمختصين بالحفاظ على موقع استخراج ملح الشقة في بريدة وحمايته من التعدي والعبث ورمي مخلفات المباني ومخلفات المحلات التجارية في بحيرته أو على ضفافها والتشجيع على دعم هذه الصناعة التقليدية وتطويرها لتصبح رافدًا اقتصاديًا مهمًاً وليكن منتجاً طبيعيا يمكن تصديرها للأسواق المحلية والخارجية، فهو ثروة بيئية واقتصادية تحتاج إلى الاهتمام والتطوير لاستغلالها بالشكل الأمثل. فالاستثمار في تطوير هذه الإنتاج يمكن أن يسهم بشكل كبير في تعزيز الاقتصاد المحلي وتحقيق الاستدامة البيئية. من جانبه أكد الباحث الجغرافي الأستاذ تركي القهيدان أن ملح الشقة يجمع مباشرة من على سطح أرض هذا المعدن الطبيعي ويتميز بنقائه وكثرته ويقل الجهد في استخراجه ويتم توفير النفقات والتي تصل في بعض مناطق إنتاج الملح بالمملكة إلى مئات الألوف، وأضاف القهيدان مع أنه يختلط معه بعض الأتربة (غير نقي 100 %) إلا أنه يعتبر أنقى (من حيث الملح وليس التراب) من الملح المصنع النقي من الشوائب، وذلك لعدم اختلاط الأملاح الأخرى به مشيراً بأنه يتشكل عندما تهطل الأمطار وتتجمع في موقع المعدن وعندما يتبخر الماء ويترك طبقة من الملح، مؤكداً أنه يمكن استثماره بشكل واسع، وأكد القهيدان الحاجة للاهتمام بهذا المعدن من خلال حمايته وتطوير أساليب استخراجه وأماكن تسويقه وإزالة المخلفات والمشوهات منه. وتؤكد الصور لموقع معدن ملح الشقة في بريدة جاجة هذه الثروة للمزيد من الاهتمام وأبرزها حماية الموقع وإزالة المشوهات والمخلفات وتنفيذ محلات لتسويق المنتج بشكل أفضل من الوضع الحالي. وبحيرة ملح الشقة تستهوى البعض من المتنزهين شباباً وعوائل والذين يفضلون قضاء بعض الأوقات على ضفاف بحيرته أو داخلها وخاصة أيام الأمطار. مخلفات أبنية ومحلات تشوه مواقع الملح في الشقة إنتاج الملح بحاجة إلى أساليب تسويق أفضل أساليب بيع وتسويق بدائية لا توازي أهمية الملح