نائب أمير الشرقية يستقبل رئيس مجلس إدارة جمعية "مقتدر"    الهدنة تتهاوى.. شهيدان وجرحى في قصف إسرائيلي على غزة    علامة HONOR تكشف عن استراتيجيتها المؤسسية الجديدة التي تسعى من خلالها لإتمام انتقالها إلى شركة متخصصة في نظام الأجهزة الذكية المدعومة بالذكاء الاصطناعي.    القيادة تهنئ رئيس جمهورية بلغاريا بذكرى اليوم الوطني لبلاده    مباريات الهلال من دون جواو كانسيلو    تحديد مدة غياب كانسيلو عن الهلال    أخصائية تغذية: تناول الوجبات الغنية بالدهون يؤثر على صحة الصائم    غدا.. «أرامكو» تعلن أرباحها وتوزيعاتها النقدية    أمير الشرقية يستقبل سفير جمهورية طاجيكستان    لماذا استقال مساعد الرئيس الإيراني ؟    وزير الحرس الوطني يستقبل أمراء الأفواج بالوزارة    استشهاد فلسطينيين برصاص الاحتلال الإسرائيلي جنوب قطاع غزة    رابطة دوري روشن توضح: الأندية هي المعنية بتحديد أسعار تذاكر المباريات التي تستضيفها    المهندس علي الدمنهوري ضيفاً في CNBC عربية    الذهب يصعد مع تراجع الدولار    مصر: خطة إعادة إعمار غزة جاهزة وفي انتظار عرضها على القمة العربية لإقرارها    أمراء المناطق يدشّنون حملة «جود المناطق 2»    مشروع ولي العهد.. إحياء التراث الإسلامي بتطوير المساجد التاريخية    مبادرة ل «مكافحة التستر» لتمكين الامتياز في نشاط صيانة السيارات    بن عثيمين: السحور تأسٍّ بالرسول عليه السلام    قمة خليجية تجمع الوصل بالسداوية    المملكة تحيي ذكرى «يوم شهيد الصحة»    إغلاق طريق كورنيش جدة الفرعي والطرق المؤدية حتى نهاية أبريل    السلمي يحتفل بيوم التأسيس مع "التوفيق" لرعاية الأيتام    أمطار رعدية على مناطق المملكة حتى يوم الجمعة المقبل    تستُّر التطبيقات    رفضت استخدامها كأداة للابتزاز والعقاب الجماعي.. السعودية تدين قرار وقف دخول المساعدات إلى غزة    الأميرة فهدة بنت فلاح تكرّم الفائزات بجائزة الملك سلمان بن عبدالعزيز لحفظ القرآن    «الإعلام» تكرم الفائزين بجائزة التميز الاثنين المقبل    إمارة الشعر.. إلى أين ؟ وكيف ؟    السجن ل «حمو بيكا» بتهمة حيازة سلاح    ارتفاع "غير النفطية".. وخبراء يتوقعون: السعودية ثاني أسرع اقتصاد نمواً في العالم    في ختام الجولة 23 من دوري روشن.. الاتحاد يسقط في فخ التعادل أمام الأخدود    82 موقعاً للإفطار الرمضاني لأهالي المدينة    المواطن رجل الأمن الأول في مواجهة الإرجاف    الدفاع المدني: هطول أمطار رعدية على مناطق المملكة حتى يوم الجمعة المقبل    أمير القصيم يزور عددًا من القضاة والمشايخ ويهنئهم بحلول شهر رمضان    التسوق الرمضاني بين الحاجة والرغبة    علوم الأجداد وابتكارات الأحفاد    تجديد تكليف الدكتور الرديني مديرا لمستشفى الملك فهد التخصصي في بريدة    محافظ جدة يشارك قادة ومنسوبي القطاعات الأمنية الإفطار الرمضاني في الميدان    لا تفرحوا..!    رمضان وإرادة التغيير    الدستور السوري.. 48 مادة تحدد شكل النظام الجديد    تصحيح فوضى الغرامات وسحب المركبات في المواقف    «الرّكْب».. خبايا ومقاربات مع عبّاس طاشكندي!    تدشين حملة «صم بصحة» بتجمع تبوك الصحي    بر سراة عبيدة توزع 1000 سلة غذائية    3500 قطعة أثرية تحت المجهر    وزير الشؤون الإسلامية يعتمد أسماء الفائزات على جائزة الملك سلمان لحفظ القرآن في دورتها ال 26    جزر فرسان عبادات وعادات    10 أعوام واعدة للسياحة العلاجية والاستشفائية بدول الخليج    185 مليارا للمستشفيات والصناعات الطبية في 2030    أُسرتا كيال والسليمان تتلقيان التعازي في فقيدهما    الصميدي يتبرع لوالدته بجزء من كبده وينهي معاناتها مع المرض    أمير تبوك يستقبل المهنئين بشهر رمضان المبارك    نقل لاعب الزمالك السابق «إبراهيم شيكا» إلى المستشفى بعد تدهور حالته الصحية    محمد بن فهد.. أمير التنمية والأعمال الإنسانية    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



صفقة الأسرى.. تترقب انفراجة
نشر في الرياض يوم 27 - 02 - 2025


استشهاد 27 فلسطينياً
دخل اتفاق وقف إطلاق النار في غزة يومه ال40، فيما أعلن عن انفراجة لأزمة تبادل الأسرى ومفاوضات المرحلة الثانية بين حماس وإسرائيل، وتتجه الأنظار إلى بدء مفاوضات المرحلة الثانية من اتفاق غزة.
وجرى التوافق بتدخل الوسطاء في مصر وقطر وأميركا على اتفاق لحل مشكلة تأخير الإفراج عن الأسرى الفلسطينيين الذين كان يجب إطلاقهم في الدفعة السابعة من اتفاق وقف إطلاق النار مع الحكومة الإسرائيلية، على أن يجري إطلاق سراحهم بشكل متزامن مع جثث المختطفين الإسرائيليين المتفق على تسليمهم خلال المرحلة الأولى، بالإضافة إلى ما يقابلهم من النساء والأطفال الفلسطينيين.
وأعلن مبعوث الرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى الشرق الأوسط ستيف ويتكوف أن وفدا إسرائيليا غادر للمشاركة في مفاوضات المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار في غزة، في وقت قالت مصادر مطلعة في العاصمة المصرية القاهرة إنه تم التوصل لاتفاق بجهود الوسطاء لحل أزمة عدم إفراج إسرائيل عن الأسرى الفلسطينيين في الدفعة الماضية.
وأتى إعلان ويتكوف بعيد توصل حركة حماس وإسرائيل إلى اتفاق يقضي بأن تطلق إسرائيل سراح جميع الأسرى الفلسطينيين الذين كان مقررا أن تفرج عنهم السبت الماضي، مقابل أن تسلمها حماس جثث 4 أسرى إسرائيليين الخميس.
وقالت حماس في بيان إن وفدها اختتم زيارته إلى القاهرة بعد محادثات مع مسؤولين مصريين بشأن تطبيق اتفاق وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى واستشراف مفاوضات المرحلة الثانية.
وكشف البيان عن توافق على اتفاق إطلاق أسرى فلسطينيين أخر الاحتلال تسريحهم بالتزامن مع جثامين أسرى إسرائيليين متفق على تسليمهم خلال المرحلة الأولى، إضافة إلى ما يقابلهم من النساء والأطفال الفلسطينيين.
وقال الناطق العسكري باسم ألوية الناصر صلاح الدين، أبو عطايا في بيان مقتضب: "التزام المقاومة الفلسطينية بتنفيذ ما تم التوصل إليه عبر الوسطاء يثبت أن المقاومة حريصة على الوفاء بالتزاماتها لما فيه مصلحة شعبنا وأهلنا وأسرانا البواسل في قبور الموت والسجون الإسرائيلية".
وعرقل رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، إطلاق سراح نحو 620 أسيرا فلسطينيا كان من المقرر الإفراج عنهم السبت الماضي، بعد وفاء حماس بالتزامها ضمن الاتفاق، في حين يفترض أن يتم الخميس الإفراج عن جثث 4 أسرى إسرائيليين من غزة، مما يشكل نهاية رسمية للمرحلة الأولى من الاتفاق.
تعذيب الأطباء
شهادات أطباء غزيين في سجون إسرائيل: تعذيب وتجويع وإذلال بلا تهمة
تعرض أطباء وجراحين كبار في مستشفيات قطاع غزة للتعذيب والتجويع والإذلال والحرمان من الرعاية الطبية، أثناء اعتقالهم واحتجازهم في منشآت اعتقال وسجون إسرائيلية خلال الحرب على غزة، من دون توجيه أي تهمة إليهم، وفقا لإفاداتهم التي نشرتها صحيفة "ذي غارديان"،الأربعاء.
وأفاد مدير مستشفى الشفاء، د. محمد أبو سلمية (51 عاما)، بأنه "في كثير من الأيام كنت مقيدًا إلى كرسي في غرفة الاستجواب لمدة 15 ساعة تقريبًا. ولم يُسمح لي بالنوم أو الأكل أو الشرب. لقد ربطوا ذراعي إلى الكرسي بشكل مؤلم للغاية وعندما كانوا يضربونني كانوا يضعون أيديهم أو أرجلهم على صدري لثني ظهري".
ونقل بعد شهر من اعتقاله إلى سجن "عوفر". وقال د. أبو سلمية إن "عملية النقل بأكملها كانت واحدة من أسوأ الأشياء التي أتذكرها. عندما تدخل لأول مرة سجنًا جديدًا، كشخص من غزة، فإنك تتعرض لحملة خاصة من التعذيب والإذلال. في ذلك اليوم كان هناك أربعة منا أطباء، ولم يكن أي منا شابًا وكان من الصعب تحمل ذلك".
وأضاف أنه "مهما طال حديثي عما مررت به أثناء الاحتجاز، فإن هذا لا يمثل سوى جزء بسيط مما حدث بالفعل. فأنا أتحدث عن الضرب بالهراوات، والضرب بأعقاب البنادق، والهجوم بالكلاب. وبعد أن أعادوني في الليل إلى زنزانتي لم يسمحوا لي بالنوم أبدًا؛ مكيف الهواء يعمل ولا يطفئون الأضواء. هناك كاميرات في الزنزانة تصورك. إنه أمر مرعب. طوال الليل تسمع أصوات الناس من حولك وهم يصرخون. رأيت أشخاصًا يموتون هناك. كل يوم هو إذلال، كل يوم هو إهانة".
وقال الجراح د. عصام أبو عجوة (63 عاما)، إنه "كان عليك أن تنام على الأرض التي كانوا يغطونها بصخور صغيرة حادة، مع ربط يديك ورجليك وعصب عينيك. وكانوا يسكبون عليك الماء البارد، ويشغلون المراوح ويجلبون مكيفات هواء قوية. وكانوا يشغلون الموسيقى الصاخبة على مدار 24 ساعة في اليوم".
وأضاف أنه "أثناء التحقيقات كان الظلام يخيم على المكان وكانوا يقيدون يداي وقدماي. وكانوا يجعلونني أقف على أطراف أصابعي لمدة ساعتين أو ثلاث ساعات ثم يرموني على الأرض ويرشونني بالماء. ثم يضربني ثلاثة أو أربعة حراس" من الجنود الإسرائيليين.
وبعد أشهر من اعتقال د. أبو عجوة، نُقل إلى سجن النقب الصحراوي. وأفاد بأن "الصيف كان حارًا جدًا. حبسونا داخل الخيام. كان علينا أن نطلب الإذن لاستخدام الحمام، لكن المرضى لم يُسمح لهم بذلك وأمروهم بالتبول. وقد أصبنا بالجرب لأننا لم نستحم أو نغير ملابسنا لمدة ستة أشهر. لقد شعرنا وكأن أجسادنا تشتعل، لكنهم لم يقدموا لنا العلاج".
وتابع أنه "لم يكن بوسعنا شرب الماء الساخن من الأنابيب إلا مرة واحدة في اليوم. ولم يكن لدينا أحذية وكانوا يجعلوننا نقف على الأسفلت حفاة الأقدام لمدة ساعتين أو ثلاث ساعات في حرارة بلغت 37 درجة مئوية. وكان الطعام عبارة عن اللبن وقليل من الأرز. لقد فقدت نصف وزني. ولم يتهموني بأي شيء قط ولم أتمكن من مقابلة محامٍ طيلة سبعة أشهر من الحبس".
وكان الجراح، د. خالد السر (33 عاما)، في مكان عمله في مستشفى ناصر، الذي شهد دمارا شديدا بعد هجمات شنها الجيش الإسرائيلي، عندما اقتحم القوات الإسرائيلية المستشفى. "أمرونا بالإخلاء عبر مكبرات الصوت المثبتة على طائرات بدون طيار. غادرنا المستشفى، حيث كانت المركبات المدرعة والجنود الإسرائيليون متمركزين وهم يوجهون بنادقهم ومدافع الدبابات نحونا".
وأضاف أنه "أمرونا بخلع ملابسنا بالكامل، ثم اقتادونا في صف إلى حفرة تم إعدادها مسبقًا بجوار المستشفى. ووضعنا جميع أفراد الطاقم الطبي في الحفرة ثم ألقوا بنا في مركبة عسكرية ونقلنا عبر الحدود من قطاع غزة إلى إسرائيل. وأثناء ذلك تعرضنا لضرب مبرح ووحشي في جميع أنحاء أجسادنا. عانيت من كسور في عظام جانبي الأيمن، مما أثر عليّ بشكل كبير طوال الأشهر الثلاثة أو الأربعة الأولى من الاعتقال. ولم أتلق أي رعاية طبية".
وتابع أنه "بعد ساعتين أو ثلاث وصلنا إلى السجن، حيث تم تسجيل أسمائنا وأرقامنا، وتم اقتيادنا معصوبي العينين ومقيدي الأيدي بالأصفاد المعدنية إلى معسكر اعتقال سديه تيمان. وتم نقلي إلى مكان مفتوح محاط بقضبان معدنية، أشبه بالمستودع. أعطونا حصيرة لا يزيد سمكها عن نصف سنتيمتر، ثم كان علينا الجلوس في نفس الوضع من الساعة الخامسة صباحًا حتى العاشرة مساءً. وكان التحدث ممنوعا تماما. كنا معصوبي الأعين طوال الوقت وأيدينا مقيدة بالأصفاد المعدنية".
وقال د. السر إنه "كنت في حالة صدمة، وفي حالة إنكار تام لوجودي داخل ذلك السجن، وحاولت تجنب أي شيء من شأنه أن يعني العقاب. ولكن في اليوم الثالث، اقتحمت وحدة قمع السجون الإسرائيلية السجن بالكلاب والهراوات. وأمرونا بالاستلقاء على الأرض. وإذا رفع أحد رأسه، تعرض للضرب المبرح. وتعرضت للضرب حيث كنت مستلقيا، وسمعت صراخ السجناء الذين تم عزلهم. وأصيب العديد منهم بإعاقات دائمة".
وأفاد رئيس قسم جراحة العظم في المستشفى الأوروبي، د بسام مقداد (58 عاما)، إنه "تم إخراجي من الصف عند نقطة تفتيش عندما كنت مع عائلتي نحاول مغادرة خانيونس التي كانت تحت الحصار. طلبوا مني أن أخلع ملابسي، باستثناء الملابس الداخلية، وتركت كل شيء على الأرض، بطاقة هويتي، وحتى جواربي، واضطررت إلى السير حافي القدمين".
وأضاف أنه "سألوني عن اسمي ومهنتي، وحين قلت إنني طبيب، قيدوني بالأصفاد وعصبوا عيني. لم أكن أعرف ماذا يحدث. كنت أسمع صراخ الناس من حولي. ثم بدأ مجموعة من الجنود يضربونني. ووضعونا جميعاً في سيارة نقل حيث تعرضنا للضرب بالعصي. لقد تبول الجنود علينا، واستخدموا ألفاظاً بذيئة لا أستطيع أن أتحمل تكرارها".
وتابع أنه "في سيارة النقل، أنت في كومة، والناس مستلقون فوقك. كنا جميعاً معصوبي الأعين ومقيدي الأيدي. لقد طُلب مني أن أقفز إلى أسفل، وسقطت وكسرت كاحلي، ولكنني اضطررت إلى النهوض والمشي بهذه الإصابة وظهري مائل للخلف بزاوية 90 درجة".
وقال رئيس قسم جراحة العظام في مستشفى ناصر، د. محمود أبو شحادة (42 عاما)، إنه "اصطف جميع أفراد الطاقم الطبي بين مبنى الإدارة ومبنى ناصر القديم، وأجبرونا على خلع ملابسنا، ثم نقلونا إلى مبنى الولادة، حيث فحصوا هوياتنا، وكبلونا بالأصفاد خلف ظهورنا، وعصبوا أعيننا، وأخذونا إلى الطابق الأرضي من المبنى، وأهانونا وتعرضنا للضرب المبرح، ومن وقت متأخر من ليلة الجمعة إلى ساعات الصباح الأولى من يوم السبت، تركونا عراة في البرد، مع رش الماء البارد علينا".
وأضاف أنه بعد 17 يوما، "تم تحميلنا في شاحنات كبيرة مفتوحة ونقلنا إلى مراكز الاحتجاز في إسرائيل، ورشوا علينا الماء وضربونا بشدة أثناء عملية النقل هذه. تم نقلنا لاحقا إلى معسكر عوفر الذي كان يتكون من غرف تضم كل منها ما بين 15 إلى 20 معتقلا. وهناك استمر ضربنا وإذلالنا. كانت مجموعات من الجنود تدخل الغرفة مرتدين أقنعة، وكانوا يأخذون طعامنا وماءنا ويرمونه خارجا".
وتابع د. أبو شحادة أنه "قضيت ما يقرب من ثلاثة أشهر في عوفر. كان الطعام الذي قدموه لنا عبارة عن قطع صغيرة من الخبز مع كمية صغيرة من اللبن وملعقة من المربى. لم يكن ذلك كافياً لإبقائنا على قيد الحياة".
وأفاد طبيب الأطفال في المستشفى الأهلي، د. سعيد معروف (57 عاما)، بأنه "عندما بدأت الحرب واصلت العمل، وكان هناك الكثير من الإصابات والأمراض منتشرة ولكن كان عدد الأطباء قليلًا جدًا. كنت في مستشفى كمال عدوان وبقيت هناك حتى تلقينا أوامر من الجيش الإسرائيلي بمغادرة المستشفى. غادرت وذهبت إلى مستشفى الأهلي، وهناك تم اعتقالي مع ابني، الذي يدرس الطب في السنة الأولى من الجامعة".
وأضاف أنه "منذ البداية تعرضنا للتعذيب. لمدة 45 يومًا كنت تحت قمع شديد وحرمت من الطعام في معتقل سديه تيمان. في هذه المرحلة كنت مرهقًا ومريضًا. لم يقدموا لنا أي علاج طبي. فقدت 25 كيلوغرامًا. ولم أكن أستطيع الوقوف أو الأكل أو الحركة".
وقال أخصائي التخدير والعناية المركزة، د. أحمد مهنا (50 عاما)، إنه "تم نقلي إلى ثكنة عسكرية حيث قضيت 21 يومًا. خلال هذه الفترة، أخذوني إلى ما أطلقوا عليه تسمية 'الديسكو'، وهي غرفة استجواب مع موسيقى صاخبة ودرجات حرارة متجمدة. نمت على الحصى، مرتديًا بدلة رياضية رقيقة فقط. أخبروني أنه سيتم إطلاق سراحي في ذلك اليوم، ولكن بدلاً من ذلك، تم إرسالي إلى سجن النقب".
وأضاف أنه "هناك ازداد الإذلال سوءًا. لقد أهانوا عائلتي وديني. كانوا يتركون الكلب يشرب من وعاء ماء ثم يسكبون الباقي عليّ. وسقطت على الأرض لأن رجليّ كانتا مقيدتين. ضحكوا وركلوني في جنبي. وفي إحدى المرات أجبروني على الوقوف في البرد لمدة ست ساعات، وذراعاي مرفوعتان ومقيدتان بالأغلال، قبل أن يستجوبوني. كنت أقول لهم نفس الشيء في كل مرة: 'أنا طبيب. لا أنتمي إلى أي شيء آخر'".
وأكد د. مهنا أنه "لم تكن هناك رعاية طبية. وإذا أصبت بالحمى ليلاً، كانوا يرفضون إعطائي مسكنات للألم. وكانت الأمراض الجلدية منتشرة على نطاق واسع. وكانت الفواكه والخضروات غائبة تماماً تقريباً. وكانوا يعطوننا ربع خيارة أو جزرة، ولا شيء أكثر من ذلك. وكان كل يوم بمثابة معركة ضد التدهور".
وادعى الجيش الإسرائيلي في تعقيبه على شهادات الأطباء الغزيين، أن "الجيش يتصرف وفقا للقانون الإسرائيلي والدولي من أجل حماية حقوق المعتقلين المحتجزين في مراكز الاحتجاز والاستجواب".
* هدم 11 منزلًا في مخيم "نور شمس"
أخطرت قوات الاحتلال الإسرائيلي، الليلة الماضية، بهدم 11 منزلًا في مخيم "نور شمس" للاجئين، شرقي مدينة طولكرم، شمال الضفة الغربية المحتلة.
وأفادت مصادر محلية بأن قوات الاحتلال تعتزم هدم هذه المنازل بحجة شق طريق يبدأ من ساحة المخيم باتجاه حارة المنشية، وتعود ملكية هذه المنازل لعائلات: يوسف، جبالي، مرعي، أبو شلباية، إيراني، شهاب، يونس، وغنام.
ويدخل العدوان الإسرائيلي على مخيم "نور شمس" يومه الثامن عشر، حيث تنفّذ قوات الاحتلال عمليات مداهمة متكررة للمنازل بعد تفجير أبوابها، وتهجّر سكانها تحت تهديد السلاح، وتحولها إلى ثكنات عسكرية.
وتعرض المخيم لدمار واسع شمل البنية التحتية والممتلكات، بما في ذلك المنازل والمحلات التجارية التي تم هدمها أو تفجيرها أو إحراقها، مما فاقم معاناة المواطنين الذين ظلوا في منازلهم، تحت حصار مشدد ونقص حاد في المواد الأساسية، مثل الطعام والمياه والأدوية وحليب الأطفال.
وشهد المخيم خلال الأيام الماضية موجة نزوح واسعة، شملت النساء والأطفال وكبار السن والمرضى، وتركزت في أحياء المسلخ، المنشية، جبلي الصالحين، والنصر، حيث تجاوز عدد النازحين 5000 شخص.
يُذكر أن الاحتلال الإسرائيلي يواصل عدوانه على مدينة طولكرم ومخيم طولكرم للاجئين منذ أكثر من شهر.
تغيير معالم جنين
أكد محافظ جنين شمال الضفة الغربية كمال أبو الرب، أن جيش الاحتلال الإسرائيلي يواصل تنفيذ عمليات حفر عميقة تصل إلى أكثر من ثلاثة أمتار في محيط مخيم جنين، في خطوة تهدف إلى التحضير لبناء أبراج مراقبة عسكرية.
وأكد أبو الرب في تصريح صحفي، أن الاحتلال يُمارس ضغوطًا مكثفة على الفلسطينيين في المناطق المحيطة بالمخيم، لإجبارهم على الرحيل، مما يشير إلى نوايا الاحتلال لتعزيز وجوده العسكري في المنطقة بشكل دائم.
وأضاف أن قسم الهندسة التابع لجيش الاحتلال يعمل منذ اليوم الأول على تغيير خارطة المخيم من خلال فتح شوارع جديدة "وهو ما يعكس محاولة لفرض واقع جديد يسهّل السيطرة الأمنية على المخيم وسكانه".
وفي سياق التداعيات الاقتصادية، أوضح أبو الرب أن إغلاق حاجز "الجلمة"، الذي يعد شريانًا اقتصاديًا رئيسيًا للمدينة، تسبب في خسائر يومية تُقدَّر ب 20 مليون شيكل (أكثر من 5.5 دولار)، ما يفاقم الأوضاع الاقتصادية الصعبة التي يعاني منها السكان.
أما على الصعيد التعليمي، فقد أشار أبو الرب إلى أن أكثر من 6 آلاف طالب من فلسطينيي الداخل الملتحقين بالجامعة العربية الأمريكية في "جنين" تأثرت مسيرتهم التعليمية بشكل كبير نتيجة قيود الاحتلال، الأمر الذي يهدد مستقبلهم الأكاديمي.
وختم المحافظ تصريحاته بالتأكيد على خطورة ما يجري في جنين، مشددًا على ضرورة تحرك المجتمع الدولي لوقف هذه الانتهاكات التي تستهدف الأرض والإنسان في المدينة.
وأسفر العدوان الاسرائيلي حتى الآن عن استشهاد 27 فلسطينياً وعشرات الإصابات ونزوح آلاف الفلسطينيين، وسط تدمير غير مسبوق وهدم وحرق للمنازل.
ترقب لإتمام الصفقة
اعتقال الأطباء وخلع ملابسهم


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.