شهدت الأراضي الفلسطينية تصعيدًا خطيرًا في الأحداث، حيث أسفرت الهجمات الأخيرة للجيش الإسرائيلي عن استشهاد نحو 50 شخصًا وإصابة عشرات المدنيين، من بينهم أطفال ونساء، مما زاد من معاناة السكان في ظل برد الشتاء القارس. وقد حذرت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" من أن مليون نازح في غزة معرضون لخطر الموت بسبب الظروف القاسية، بينما تستمر القوات الإسرائيلية في استهداف المستشفيات والطواقم الطبية، ما يثير قلقًا دوليًا حول الوضع الإنساني المتدهور. في الوقت نفسه، تسعى حركة حماس للتوصل إلى اتفاق تهدئة، بعد مغادرة وفدها القاهرة عقب مناقشات مع المسؤولين المصريين، بينما تتواصل عمليات الهدم والمداهمات في الضفة الغربية، مما يعكس تصاعد السياسات الانتقامية بحق الفلسطينيين ويضع المجتمع الدولي أمام مسؤولياته تجاه حماية المدنيين. «أونروا» تحذر من خطر الموت لمليون نازح من برد الشتاء القارس ودخلت الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، الاثنين، يومها ال 430 على التوالي، حيث واصل الجيش الإسرائيلي هجماته التي تستهدف بشكل مكثف المدنيين والنازحين والعائلات الفلسطينية في القطاع. وصرحت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا"، بأن "مليون نازح بغزة معرضون لخطر الموت نتيجة برد الشتاء، في ظل استمرار حرب الإبادة الجماعية". يأتي ذلك، في وقت واصلت القوات الإسرائيلية استهداف المستشفيات والطواقم الطبية، وكان آخرها استهداف مستشفيات العودة والإندونيسي وكمال عدوان. وتجدد إطلاق النار من قبل آليات الجيش الإسرائيلي المتمركزة والمتوغلة في محيط شركة الكهرباء، بالتزامن مع إطلاق قذائف على أرض المفتي ومحيط مدرسة العز شمالي مخيم النصيرات، وسط قطاع غزة. ونفذت قوات إسرائيلية سلسلة من عمليات تفجير ضخمة منذ في المناطق الشمالية والغربية شمال القطاع، إلى جانب نسف مربعات سكنية واستهداف مناطق مأهولة ومحيط مراكز الإيواء. الاحتلال الإسرائيلي يواصل هدم المنازل ويشن حملات مداهمة في الضفة الغربية وأعلنت حركة حماس أن وفدها برئاسة خليل الحية غادر القاهرة بعد عقده لقاء مع وزير المخابرات العامة بحثا خلاله وقف إطلاق النار في غزة ولجنة الإسناد المجتمعي التي ستتولى إدارة القطاع. في غضون ذلك كشفت هيئة البث الإسرائيلية عن إحراز تقدم في مفاوضات صفقة الأسرى والأطراف تبادلت عبر الوسطاء مسودة البنود العريضة لها ونشرت قناة "كان"العبرية تفاصيل المرحلة الأولى من صفقة التبادل المقترحة بين إسرائيل وحماس وتتضمن: * إطلاق سراح النساء والكبار والمرضى والمصابين من الأسرى الإسرائيليين. * إطلاق سراح مئات الأسرى الفلسطينيين بعضهم من أصحاب المحكوميات العالية. * وقف مؤقت لإطلاق النار في قطاع غزة لمدة تصل ل 60 يومًا. * انسحاب قوات الجيش الإسرائيلي من أجزاء من قطاع غزة. إلى ذلك هدمت قوات الاحتلال الإسرائيلي، الإثنين، منزلين في قرية "الولجة" شمال غرب بيت لحم في الضفة الغربيةالمحتلة. وأفاد رئيس مجلس قروي "الولجة" خضر أبو التين، في تصريح صحفي له، بأن قوة من جيش الاحتلال اقتحمت القرية، وشرعت بهدم منزلين قيد الإنشاء في منطقة "خلة الحصين" على مدخل القرية، مكون كل واحد منهما من طابقين، يعودان للمواطنين الفلسطينيين نبيل محمود أبو التين، ووليد أبو التين. وأشار إلى أن الاحتلال هدم المنزلين بحجة البناء بدون الترخيص. كما اندلعت مواجهات في محيط عملية الهدم، أطلق الاحتلال خلالها قنابل الغاز السام والصوت، ما أدى إلى إصابة عدد بحالات اختناق، إلى جانب الاعتداء بالضرب المبرح على أصحاب المنزلين. وحسب "هيئة مقاومة الجدار والاستيطان" فإن سلطات الاحتلال نفذت خلال تشرين الثاني الماضي 52 عملية هدم طالت 63 منشأة، بينها 27 منزلاً مأهولاً، و2 غير مأهولة، و17 منشأة زراعية وغيرها، وتركزت في محافظاتالقدس بهدم 26 منشأة ثم محافظات الخليل ب 10 منشآت، ونابلس ب 7 منشآت. وشنت قوات الاحتلال الإسرائيلي، حملة مداهمات واقتحامات في الضفة الغربيةوالقدس، تخللتها مواجهات في بعض المناطق واعتقالات طالت عددا من الفلسطينيين، فيما دارت اشتباكات مسلحة في عدة محاور في محافظتي نابلس وجنين. وأفادت المؤسسات التي تعنى بشؤون الأسرى أن قوات الاحتلال اعتقلت عددا من الفلسطينيين خلال حملة مداهمات في الضفة، حيث جرى تحويلهم للتحقيق لدى الأجهزة الأمنية للاحتلال بزعم الضلوع في أعمال مقاومة مسلحة. وتركزت حملة المداهمات والاقتحامات في مختلف المحافظات في الضفة، خلالها تم أيضا اقتحام وتفتيش عشرات المنازل والعبث بمحتوياتها وإخضاع قاطنيها لتحقيقات ميدانية بعد احتجازهم لساعات. واندلعت اشتباكات مسلحة مع قوات الاحتلال في مخيم بلاطة شرق نابلس، وذلك خلال التصدي لقوة إسرائيلية خاصة التي اقتحمت المخيم. وقالت سرايا القدس-كتيبة نابلس، في بيان مقتضب، إن مقاتليها تصدوا لاقتحام قوات الاحتلال للمنطقة الشرقية في مدينة نابلس ومخبم بلاطة، واستهدفوها بزخات كثيفة من الرصاص. بدورها، قالت كتائب شهداء الأقصى – نابلس في بيان مقتضب: "تصدينا فجر اليوم لاقتحام قوات العدو مخيم بلاطة والمنطقة الشرقية لمدينة نابلس وخضنا معها اشتباكات ضارية بالأسلحة الرشاشة والعبوات المتفجرة". وخلال اقتحام بلدة سلواد شرق رام الله، اعتقلت قوات الاحتلال عددا من الفلسطينيين بعد مداهمة منازلهم والعبث بمحتوياتها. وبعد اعتقال لعدة ساعات، أفرجت قوات الاحتلال عن العشرات بعد اعتقالهم فجر والتحقيق معهم والتنكيل بهم خلال اقتحام مدينة دورا جنوب الخليل. واندلعت مواجهات بين الشبان وقوات الاحتلال عند مدخل مخيم الدهيشة في بيت لحم، بعد اعتقال ثلاثة شبان. وشنت قوات الاحتلال حملة اعتقالات خلال اقتحام بلدة يعبد جنوب جنين، حيث تم استهداف قوات الاحتلال بعبوة ناسفة خلال الاقتحام المستمر للبلدة. وأفاد نادي الأسير بأن قوات الاحتلال اعتقلت 22 شابا خلال اقتحام واسع لبلدة يعبد، وحولت منزلا لثكنة عسكرية وتحقق مع المعتقلين داخله. وقالت سرايا القدس – كتيبة جنين في بيان مقتضب: تصدى مقاتلونا في سرية يعبد لقوات الاحتلال المقتحمة في محاور القتال ويستهدفونها بالعبوات محلية الصنع والمضادة للأفراد محققين إصابات مباشرة. واعتقلت قوات الاحتلال سيدة فلسطينية، خلال مرورها عبر حاجز الزعيم العسكري قرب مدينة القدسالمحتلة. وقالت مصادر محلية إن قوات الاحتلال المتمركزة على حاجز الزعيم العسكري، شرقي مدينة القدسالمحتلة، اعتقلت المربية نفيسة إبراهيم الحوت. وأفاد إعلام محافظة القدس، أن قوات الاحتلال اعتقلت المعلمة نفيسة إبراهيم الحوت، ونقلتها إلى مراكز شرطة الاحتلال، ومددت توقيفها حتى يوم الخميس المقبل. حذرت مؤسسات الأسرى، من تصاعد السياسات العدائية والانتقامية التي تنتهجها إدارة سجن الدامون في التعامل مع الأسيرات الفلسطينيات، والمعاملة اللاأخلاقية واللاإنسانية المتبعة من قبل السجانين، الذين يحاولون إلحاق كل أشكال الضرر الجسدي والنفسي بهن. وقالت هيئة شؤون الأسرى والمحررين في بيان وصل"الرياض" نسخة منه، إن الزيارات التي نفذها طاقمها القانوني مؤخرا لسجن "الدامون"، وثقت خطورة الجريمة القائمة من قبل إدارة السجن، حيث التركيز الكبير على التعذيب النفسي للمعتقلات، والمتمثل بالتهديد المستمر بالاغتصاب، والتفتيش العاري، والسب، والشتم، والضرب، والتجويع، واستمرار حرمانهن من الأغطية، والملابس، ومواد التنظيف، والمعقمات، والاحتياجات النسوية، وتجاهل حالاتهن الصحية، والمرضية، واستخدام المزاجية المفرطة في تقديم الأدوية والعلاج. وأشارت إلى أن العقاب الجماعي للمعتقلات ينفذ باستمرار، حيث الحرمان من الاستحمام بين الحين والآخر، وإغلاق الغرف، ومنعهن من الخروج لساحة الفورة، وأي نقاش أو أي استفسار من أي معتقلة مع شرطة إدارة السجن قد يكلف السجن بالكامل اقتحام، وتنكيل، وتعذيب، واهانة. ودعت الهيئة المؤسسات النسوية، والجمعيات، والاتحادات المحلية، والإقليمية، والعالمية، للتعاون الحقيقي لفضح الانتهاكات المتواصلة بحق المعتقلات، والعمل المنظم والمتكامل لتشكيل رأي عام نسوي ضاغط، قد تكون له تأثيرات حقيقية في إنهاء حالة التفرد بهن وكسر سياسات الاحتلال في الانتقام من المرأة الفلسطينية. مداهمات واشتباكات بين المقاومة والاحتلال بالضفة الاحتلال الإسرائيلي يهدم منزلين في بيت لحم