الرئيسة ميلوني أحبت كثيرًا اللقاء في خيمة العلا والاستمتاع بالمناظر الخلابة ندعم خطط المملكة لتطوير السياحة.. وقريبًا اتفاقية رياضية ثنائية بين البلدين كشف سعادة كارلو بالدوتشي، سفير جمهورية إيطاليا لدى المملكة العربية السعودية، عن توقعاته بتحقيق تبادل تجاري بين البلدين، بقيمة تتجاوز 10 مليارات، لتصل إلى 11 مليار يورو، بنهاية العام الجاري، مؤكدا أن المملكة تعد فعليا، الشريك التجاري الأول لإيطاليا في المنطقة، وأن لدى البلدين إمكانات كبيرة للنمو المستقبلي، مشيرا إلى أن هذا التوجه واعد، ولا يزال هناك مجال لزيادة التعاون في مجالات التجارة، والاستثمار والأعمال. أوضح ذلك سعادة السفير في لقاء حصري مع "الرياض" وذلك عقب الزيارة الرسمية لرئيسة وزراء إيطاليا، السيدة جورجيا ميلوني إلى المملكة، التي قامت بها، خلال الأيام القليلة الماضية، حيث كانت الزيارة الرسمية الأولى لرئيسة وزراء إيطاليا السيدة ميلوني إلى المملكة العربية السعودية. حيث شكلت هذه الزيارة نقطة تحول في مسار العلاقات بين المملكة وإيطاليا. ووصف السفير بالدوتشي الزيارة أثناء حديثه عنها بأنها: "ناجحة جدًا، جدًا". وقد بدأت الزيارة في جدة، حيث زار الوفد السفينة الإيطالية «أميريغو فسبوتشي» التي رست لأول مرة في المملكة، ثم قاموا بجولة في المدينة التاريخية. وفي اليوم التالي، التقت رئيسة الوزراء في صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان ولي العهد رئيس مجلس الوزراء في العلا، حيث جرت بينهما مناقشة محورية استمرت لأكثر من ثلاث ساعات. علاقة قوية وشراكة استراتيجية وأشار السفير بالدوتشي إلى أن اللقاء "أسس لعلاقة قوية للغاية"، موضحًا عمق ودفء المناقشات التي جرت بينهما. وتُوجت الزيارة بتوقيع اتفاقية شراكة استراتيجية بين البلدين، وهي علامة فارقة غير مسبوقة في علاقاتهما الثنائية. وأضاف السفير: "الاتفاقية التي تم توقيعها بين رئيسة الوزراء ميلوني وصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان هي وثيقة أساسية، تؤسس لمرحلة جديدة من العلاقات بين إيطاليا والمملكة. وتحدد، كنقطة انطلاق، المجالات الرئيسة للتعاون خلال السنوات الثلاث المقبلة. وتعد خطة عمل شاملة ستتماشى مع إطار رؤية 2030 لتطوير العلاقات بين البلدين". ويركز هذا المخطط الاستراتيجي على التعاون الاقتصادي والحوار السياسي والتبادل الثقافي. ووفقًا للسفير، فإن التجارة والاستثمار يعدان من الجوانب الأساسية في هذه الاتفاقية، إلا أن نطاقها يتجاوز الشؤون الاقتصادية. وأكد قائلًا: "إنها شراكة شاملة، تشمل الطاقة والبنية التحتية والدفاع والثقافة". التعاون الثقافي والتراثي وقال سعادة السفير إن من أبرز جوانب هذه الشراكة هو التركيز على علم الآثار والحفاظ على التراث. وطالما كانت إيطاليا رائدة في هذا المجال، ومن المتوقع أن تساهم خبراتها بشكل محوري في الحفاظ على تاريخ المملكة العريق، وتابع سعادة السفير بالدوتشي: "لدينا بالفعل بعثات في دومة الجندل، وسنواصل توسيع وجودنا أكثر". وأضاف: "سيركز التعاون على الأنشطة الأثرية، وجهود الحفاظ على التراث واستعادته لحماية التراث العريق للمملكة العربية السعودية وإبرازه". السياحة قطاع متنامٍ مع فتح المملكة العربية السعودية أبوابها أمام الزوار الدوليين، تقدم السياحة فرصة فريدة لتعميق التبادل الثقافي. وإيطاليا، المعروفة بخبرتها الواسعة في مجال السياحة، حريصة على دعم خطط المملكة الطموحة لتطوير هذا القطاع، وأكد السفير بالدوتشي في هذا الصدد قائلا: "تُجرى مناقشات مستمرة بين وزارتي السياحة في بلدينا". وأضاف: "هناك بالفعل اتفاقيات بين مناطق ومنظمات محددة في البلدين للتشجيع على تبادل الزوار". وتظهر حماسة إيطاليا لإمكانات السياحة في المملكة العربية السعودية بوضوح، وصرح السفير بالدوتشي، في هذا الصدد، قائلا: "الكثير من الإيطاليين متحمسون لزيارة المملكة". وأضاف: "لقد قضيت ليلة رأس السنة في العلا مع عائلتي ورأيت العديد من السياح الإيطاليين هناك. وكذلك في الدرعية (التي أذهب إليها تقريبًا كل أسبوع مع الوفود أو الأصدقاء) وجدة والمنطقة الشرقية (كنت هناك الأسبوع الماضي وزرت مركز إثراء الرائع، وغيره الكثير من الأماكن الرائعة، حيث التقيت أيضًا بسياح إيطاليين)". الرياضة والتعاون المستقبلي في حوارنا مع السفير الإيطالي، أكد أن الرياضة من المجالات الواعدة الأخرى للتعاون. لذلك، فإن إيطاليا والمملكة العربية السعودية في المراحل النهائية من توقيع اتفاقية رياضية ثنائية، تعزز علاقاتهما المتنامية. وأكد السفير بالدوتشي: "لقد تم الانتهاء منها بالفعل، وفي انتظار توقيع الوزيرين المعنيين". والبلدان يعملان بالفعل معًا على عدة مبادرات رياضية، وستعمل هذه الاتفاقية على إضفاء الطابع الرسمي على التعاون بينهما. ومع استعداد إيطاليا لاستضافة دورة الألعاب الأولمبية الشتوية في 2026، وتحضير المملكة العربية السعودية لاستضافة دورة الألعاب الآسيوية الشتوية 2027 وكأس العالم 2034، فإن الفرص للتبادل والاستثمار كثيرة. وعند سؤاله عما إذا كان صندوق الاستثمارات العامة السعودي (PIF) يخطط للاستثمار في فريق كرة قدم إيطالي، كان السفير بالدوتشي دبلوماسيًا في إجابته. وقال: "الأمر يعود لهم بالكامل. فهذا يعتمد على نهجهم في هذا القطاع". انطباعات لا تُنسى وتحدث سعادة السفير عن الجوانب المؤثرة في زيارة السيدة ميلوني، وتجربتها الشخصية في العلا، حيث قال السفير بالدوتشي: "لقد كانت سعيدة للغاية". وأضاف: "حتى إنها اصطحبت ابنتها لزيارة الحِجْر (مدائن صالح)، لتعبر عن مدى تقديرها لهذا المكان"، وأشار إلى لحظة لا تُنسى خلال لقائها مع سمو ولي العهد، حيث قال سعادة السفير: "في إحدى اللحظات، طُلب منها أن تختار ما إذا كانت ترغب في مواصلة المناقشة حول طاولة، أو البقاء في الخيمة للاستمتاع بالمناظر الخلابة للعلا. فقالت إنها تفضل البقاء في الخيمة، للاستمتاع بالمناظر الطبيعية الرائعة. وقد كان". ويعتقد السفير أن هذه اللحظة تجسّد روح الزيارة، ومزيجًا من الجهود الدبلوماسية والتقدير الحقيقي لتراث المملكة وثقافتها وكرم ضيافتها وجمالها. استشراف المستقبل مع بدء تنفيذ الشراكة الاستراتيجية، تلتزم السفارة الإيطالية في المملكة العربية السعودية بدفع وتيرة التقدم، حيث قال السفير بالدوتشي: "نحن ملتزمون تمامًا بضمان نجاح هذه العلاقة". وأضاف: "هذه مجرد بداية لشراكة استثنائية ستستمر في النمو والازدهار". وبينما تنطلق إيطاليا والمملكة العربية السعودية هذا الفصل الجديد، تم وضع الأساس لمستقبل زاخر بعلاقات قوية، ويشجع على الشراكة الحيوية، كما يحقق الازدهار المشترك. كارلو بالدوتشي السفير الإيطالي خلال حديثه إلى الزميل خالد الربيش