في أمسية استثنائية تناغمت فيها الألحان مع عبق التراث، وتعانقت فيها ثقافة الموصل العريقة مع أجواء جدة الساحرة، اجتمع عشاق الفن والتراث في "الليلة الموصلية"، التي أقيمت بالتزامن مع الاحتفاء بيوم تأسيس المملكة العربية السعودية، احتفاءً بالإرث الثقافي والفني العريق. تحت عنوان "سحر المعنى ورونق التراث"، جاءت هذه الأمسية لتكون جسراً بين الماضي والحاضر، حيث نظمها القنصل العام لجمهورية العراق والمندوب الدائم لدى منظمة التعاون الإسلامي، السيد محمد سمير النقشبندي، الذي دعا نخبة من الشخصيات الدبلوماسية، الإعلامية، الثقافية والفنية لحضور هذا الحدث، الذي جسد عمق الروابط التاريخية والتبادل الثقافي بين الشعوب. ازدان الحفل بالكلمة العذبة التي خاطبت الوجدان، وتألق الشاعر الدكتور وليد الصراف، الملقب ب"شاعر الشباب"، مقدماً مجموعة من القصائد التي حملت عبق السيرة النبوية، واستحضرت حضارة العراق العريقة. كما أبدع في رسم صورة لجدة، المدينة التي تحتضن الحضارات وتنقلها للأجيال، بأسلوب شعري ساحر خطف القلوب وأضفى على الأمسية طابعاً روحانياً مؤثراً وإبداعياً خاصاً. تألقت الليلة الموصلية بعروض فنية مستوحاة من روح الموصل، المدينة التي حملت إرثاً غنياً متنوع الحضارات عبر العصور، حيث عزفت أنامل عراقية مبدعة ألحانًا موسيقية امتدادًا للقصائد التي تغنت بجمال الموصل ومجدها. كما استمتع الحاضرون بعروض الفلكلور العراقي الموصلي، حيث زينت الأجواء بألوان الأزياء التقليدية التي تحكي قصصاً من التاريخ، فيما أضفت العروض الأدائية لمسة سحرية خطفت أنظار الجميع، مجسدة تفاصيل الحياة الموصلية في أبهى صورها. ولم تقتصر الفعالية على الفنون الموسيقية فحسب، بل امتدت لتشمل معرضاً فنياً تراثياً يروي حكايات الزمن الجميل، لجدة والموصل من خلال اللوحات الفنية، تحمل بصمات الحضارتين العريقتين، مما أتاح للحضور فرصة الغوص في أعماق هذا الإرث العريق، الذي لطالما كان ملتقى الثقافات، احتضن هذه الليلة بكل حب، فكانت شاهدة على هذا العناق الثقافي الذي جمع تاريخ الموصل العريق بسحر عروس البحر الأحمر، في مشهد جسد روح الإبداع العربي الأصيل. وفي كلمته، عبر القنصل السيد محمد سمير النقشبندي عن فخره بتنظيم هذه الفعالية التي تأتي احتفاء وتكريماً للتراث الموصلي وتزامناً مع مناسبة وطنية غالية، حيث قال: "هذه الليلة ليست مجرد احتفال، بل رسالة حب ووفاء لتراثنا العربي الأصيل، وجسر يربط بين الشعوب من خلال الفنون والثقافة. إنها لحظة نستلهم فيها الماضي لنرسم مستقبلًا أكثر إشراقًا وأقوى ارتباطًا بجذورنا العريقة". شهدت الليلة الموصلية حضوراً مميزاً لنخبة من الدبلوماسيين، والمثقفين، والإعلاميين والفنانين، الذين أبدوا إعجابهم بالفعالية وأشادوا بروعة العروض المقدمة، والتي لامست مشاعرهم ونقلت لهم سحر الموصل بروح إبداعية متجددة. عندما يلتقي سحر المعنى برونق التراث، تكون النتيجة ليلة استثنائية تظل عالقة في الأذهان، حيث تراقصت الألحان بين أروقة جدة، وحكت لوحات الفلكلور قصص الزمن الجميل، وألهمت القصائد الحاضرين بنغمٍ شعري خالد، في احتفاء فريد بروح الموصل العريقة، ووفاء لتراث خالد يمتد عبر الأجيال، لتؤكد جدة مرة أخرى أنها ملتقى الحضارات وجسر للتواصل الثقافي والفني بين الشعوب.