يأتي "اليوم السعودي للزواج الصحي" في 21 فبراير من كل عام، ليُسلط الضوء على أهمية الفحص الطبي قبل الزواج باعتباره أحد الأدوات الأساسية لضمان حياة صحية ومستقبل مستقر للزوجين والأبناء على حد سواء، فالزواج الصحي لا يقتصر على الارتباط العاطفي بين الزوجين، بل بداية مسيرة لتكوين أسرة ومجتمع جديد نأمل أن يحظى بالرعاية والتربية والصحة، وصولاً إلى فلسفة "جودة الحياة" التي تسعى المملكة لتحقيقها في مختلف جوانب الحياة. يُعد الفحص الطبي قبل الزواج أحد الخطوات الوقائية الأساسية التي يمكن أن تساهم في تقليل مخاطر الأمراض الوراثية والمعدية، مما يضمن للزوجين حياة صحية ويقيهم من معاناة قد تنجم عن أمراض قد تكون متوارثة أو ناجمة عن عوامل بيئية أو سلوكية. ويساعد الفحص في الكشف المبكر عن أمراض مثل فقر الدم المنجلي أو التلاسيميا، وكذلك الأمراض المعدية التي قد تؤثر سلبًا على الحمل أو صحة الزوجين. إن الاحتفاء باليوم السعودي للزواج الصحي، يعكس تزايد الوعي الصحي في المجتمع السعودي حول أهمية الاستعداد البيولوجي والنفسي قبل الزواج، هذا الوعي يُعد خطوة مهمة نحو مجتمع صحي ومتوازن، حيث يعكس حرص المملكة على تزويد المواطنين بالأدوات التي تسهم في تحسين جودة الحياة على المدى البعيد. وتدعو وزارة الصحة وجميع المعنيين إلى أهمية أن يصبح الفحص الطبي قبل الزواج جزءًا من الثقافة المجتمعية، وهو ما يساهم في تحقيق أهداف رؤية المملكة 2030 ، التي تسعى إلى بناء مجتمع صحي، عبر تعزيز الوقاية والتوعية الصحية. إن الفحص الطبي قبل الزواج من أولى خطوات ضمان الصحة والعافية للأجيال القادمة، وهو ما يجعل "اليوم السعودي للزواج الصحي" مناسبة هامة لتعزيز هذه الثقافة في المجتمع، وضمان بناء أسر صحية ومستقبل مشرق للوطن. وتوضح وزارة الصحة أن الزواج الصحي يهدف للتوافق والتناغم بين الزوجين من النواحي الصحية، والنفسية، والاجتماعية؛ بهدف حماية الزوجين وذريتهما من الأمراض المعدية، وإنجاب أبناء أصحاء. لذا؛ فقد أولت حكومة المملكة الرشيدة، اهتمامًا وحرصًّا على إنشاء أجيال سليمة ومعافاة من خلال برنامج الزواج الصحي. ويُلزِم البرنامجُ طرفي عقد النكاح بإحضار شهادة الفحص الطبي قبل إجراء العقد، على أن يكون هذا الإجراء أحد متطلبات تدوين العقد، مع ترك حرية إتمام الزواج لصاحبي العقد. ويتم الفحص الطبي للمقبلين على الزواج، لمعرفة وجود الإصابة لصفة بعض أمراض الدم الوراثية (فقر الدم المنجلي والثلاسيميا)، وبعض الأمراض المُعْدِية (الالتهاب الكبدي الفيروسي ب، والالتهاب الكبد الفيروسي ج، ونقص المناعة المكتسب (الإيدز)، وذلك بغرض إعطاء المشورة الطبية حول مدى احتمالية انتقال تلك الأمراض للطرف الآخر أو للأبناء في المستقبل، وتقديم الخيارات والبدائل من أجل مساعدتهما على التخطيط لأسرة سليمة صحيًّا. ويهدف برنامج الفحص الطبي قبل الزواج إلى الحد من انتشار بعض أمراض الدم الوراثية (الثلاسيميا-المنجلي) وبعض الأمراض المعدية(التهاب الكبد ب/ج، ونقص المناعة المكتسب (الإيدز)، ونشر الوعي بمفهوم الزواج الصحي الشامل، وتقليل الضغط على المؤسسات الصحية وبنوك الدم، وتجنب المشاكل الاجتماعية والنفسية للأسر التي يعاني أطفالها، والتقليل من الأعباء المالية الناتجة عن علاج المصابين على الأسرة والمجتمع . وتقدم وزارة الصحة خدمات برنامج الفحص الطبي قبل الزواج، سواء التحاليل المخبرية، أو جلسات المشورة الطبية لكل المواطنين، وذلك في أكثر من (300) مركز، في شتى مناطق المملكة ، حيث يتم استقبال المواطنين المقبلين على الزواج، سواء بشكل فردي، أو من خلال حضور كلا الطرفين وفق موعد مسبق. وفي حال ما إذا كان أحد الأطراف خارج المملكة فيجب التأكد من إجراء كل النتائج المخبرية للأمراض المشمولة بالبرنامج (ثلاسيميا، الأنيميا المنجلية، التهاب الكبد الفيروسي ب/ج، ونقص المناعة المكتسبة HIV)، مع وضوح جميع المعلومات الشخصية للمقبل على الزواج، ومصادقة النتائج من قِبل السفارة السعودية، وإحضار الفحص المصدق من السفارة( نسخة إلكترونية بصيغة PDF) من قِبل ذويه إلى مركز فحص الزواج، وذلك كي يتم إصدار شهادة فحص الزواج.