انطلقت في قصر الدرعية بالعاصمة السعودية الرياض، اليوم (الثلاثاء)، محادثات «مهمة» بين روسياوالولاياتالمتحدةالأمريكية، في إطار مساعي المملكة لبحث سبل تحسين العلاقات بين البلدين امتداداً لجهودها الرامية لتعزيز الأمن والاستقرار العالمي. وبحسب مراقبين، فإن تحسين العلاقات بين واشنطن وموسكو، من شأنه أن يمهد لحل جميع الملفات الخلافية ومنها حرب أوكرانيا. يشارك في المباحثات التي وصفها الجانب الروسي ب«المهمة جدا»، وتمتد على مدار اليوم، وزيرا الخارجية الأمريكي ماركو روبيو، ونظيره الروسي سيرغي لافروف اللذان وصلا أمس (الإثنين)، إلى الرياض، كما يشارك في الاجتماع وزير الخارجية الأمير فيصل بن فرحان، ووزير الدولة مساعد العيبان. ولاشك أن اختيار المملكة لاستضافة المحادثات الروسية - الأمريكية، يعكس مكانتها ودورها القيادي على المستوى الدولي، وحرص الدول الكبرى على تعزيز التواصل مع القيادة الرشيدة، والتنسيق معها حيال إيجاد حلول للأزمات والتحديات الدولية. وترتبط المملكة بعلاقاتها متوازنة مع القوى العظمى الدولية في ظل رؤية ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، وسياسته الحكيمة والهادئة، والتي قادت المملكة إلى ما تحظى به من مكانة دولية وثقة من قيادات الدول الكبرى. ويحظى ولي العهد بمكانة وتقدير لدى الرئيسين الأمريكي والروسي، ما يسهم في تعزيز فرص نجاح الجهود والمبادرات التي يطلقها أو يقودها، لحل وتسوية الخلافات بين الولاياتالمتحدةوروسيا، ومن هذا المنطلق جاء اختيار المملكة لاستضافة المباحثات الروسية - الأمريكية. وتؤمن المملكة بأن الحوار هو السبيل الوحيد لحل جميع الأزمات الدولية، لذا تأتي استضافتها للمباحثات الروسية - الأمريكية، في إطار جهودها لتعزيز الأمن والاستقرار الدولي ونمو الاقتصاد العالمي من خلال تقريب وجهات النظر بين الولاياتالمتحدةوروسيا. وسعت السعودية التي وقفت على الحياد في الحرب الروسية - الأوكرانية إلى فتح مساحة لتلاقي أطراف الصراع من أجل حله، واضطلعت في سبتمبر 2022 بدور لإطلاق سراح مقاتلين أجانب محتجزين في أوكرانيا، بينهم اثنان من الولاياتالمتحدة وخمسة من بريطانيا. واستضافت في أغسطس 2023 محادثات بشأن الحرب استقطبت ممثلين عن أكثر من 40 دولة. وكان رئيس صندوق الثروة الروسي كيريل دميترييف وصف تلك المحادثات بأنها «مهمة جداً»، وقال للصحفيين في الرياض: «نرى حقا أن الرئيس الأمريكي دونالد ترمب وفريقه قادرون على حل المشكلات، إذ تعاملوا بالفعل مع عدد من التحديات الهائلة بسرعة كبيرة وكفاءة عالية ونجاح باهر». ولفت إلى أن بلاده تأمل في أن تستمع الولاياتالمتحدة إلى موقفها في المحادثات حول أوكرانيا. من جهته، دخل الملياردير الأمريكي إيلون ماسك، الذي بات أحد أكثر المقربين من الرئيس ترمب، وكتب في تغريدة على حسابه في منصة إكس تعليقا على فيديو وصول وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف إلى الرياض، حيث استقبله نظيره السعودي الأمير فيصل بن فرحان، «هكذا تكون القيادة الكفؤة».