تحولت المناطق المجاورة للحرم المكي الشريف في الحفاير والطندباوي وشارع الأمير منصور بن عبدالعزيز، التي كانت تضم أضخم الفنادق السكنية والأبراج الشاهقة، إلى سوق لتجارة الحديد المسلح بعد إزالة العقارات من الفنادق والأبراج السكنية التي تقع ضمن مشاريع الإزالة للتطوير حول الحرم المكي الشريف، وكذلك الحال في الأحياء التي امتدت إليها آليات التطوير حيث تشهد مواقع الإزالات سوقا رائجة لبيع مخلفات الحديد والأثاث المستعمل والأودوات الصحية. وأدت عملية الإزالة إلى وجود كميات كبيرة من الحديد الخردة ومواد البناء ومستلزمات الديكور وغرف النوم والمطابخ والأدوات الكهربائية وذلك على أنقاض العقارات التي تمت إزالتها. وكشفت مصادر ل« عكاظ» أن مبيعات الحديد الخردة والأثاث المستعمل تتجاوز المليار ريال، حيث يقبل الكثيرون إلى شراء الحديد والأثاث. وأجمع عدد من المواطنين على أن مواقع الإزالات أصبحت أشبه بأسواق الخردة، وفي الوقت نفسه فإن لجنة تنظيم بيع وتجارة الحديد المستعمل في إمارة منطقة مكةالمكرمة أكدت أنها تتابع عن كثب عمليات البيع ويتم ضبط شاحنات الحديد المشبوهة. «عكاظ» تجولت في أحد المواقع ورصدت انتشار وسيطرة العمالة الوافدة على تجارة بيع الحديد بشكل ملحوظ في منطقة الحفاير بمكةالمكرمة، ومعظم هذه العمالة تعمل لحسابها الخاص. يقول محمد محسن أحد العاملين في قص وفرز الحديد عن الصبات الخرسانية إن الإزالات ساهمت في انتعاش تجارة السكراب حيث يقوم بعض المتعهدين بتجميع الحديد من العمائر التي تمت إزالتها وبيعه لمصانع محلية لإعادة تدويره حيث يصل سعر الطن بين 700 إلى 900 ريال في المتوسط. وأضاف أن هناك عمالة تقوم باستخراج هذا الحديد من بين ركام العمائر المزالة ونقله إلى مستودعات تم تخصيصها لهذا الغرض، موضحا أنه يتم رفع من 50 إلى 60 طن يوميا من هذا الموقع. واستطرد محسن أن إزالات المشاريع التطويرية التي يجري العمل فيها حاليا بالعاصمة المقدسة حركت العديد من الأسواق ومنها رواج تجارة السكراب حيث إن الفنادق والأبراج السكنية المزالة تحتوي على كميات كبيرة قد تصل إلى عشرة أطنان في المبنى الواحد. وأفاد أن الأبراج والفنادق المزالة تعد الرافد الأكبر للحديد المستعمل وحتى من أجهزة التكييف والأدوات الصحية والأجهزة والأدوات الكهربائية وأثاث الغرف والمصاعد. فيما يغلب الطلب من قبل المواطنين الذين يملكون مساكن تحت الإنشاء على المكيفات، إضافة إلى المتاجرين في أسواق الخردة والذين يبحثون عن الحديد المستعمل، لافتا إلى أن هناك إقبالا كبيرا لشراء أثاث ومخلفات الفنادق المزالة، وأن السعر يجري تحديده بحجم العمارة وتعدد أدوارها وعمرها الزمني. ومن جانبه، قال عبدالعظيم أحمد: بلا شك أن تجارة السكراب انتعشت في مكةالمكرمةوجدة بشكل كبير مع مشروعات الطرق الدائرية ومشاريع توسعه المسجد الحرام والتي حولت مكةالمكرمة إلى جهة ومقصد كثير من مصانع الحديد في المملكة لجلب الحديد من مواقع الإزلات. وقال «تمتد ساعات التسوق من الثامنة صباحا إلى العاشرة ليلا، حيث يحرص المستثمرون على استئجار أحواش لتجميع الأثاث فيها على أطراف مكةالمكرمة، ومن ثم فرزه وبيعه على المشترين». وفي موازاة ذلك، أوضح صلاح الحسيني رئيس لجنة تنظيم بيع وتجارة الحديد المستعمل في إمارة منطقة مكةالمكرمة: تمكنت اللجنة من الحد من المسروقات إلى نسبة تصل 80% وذلك بتعاون البحث الجنائي والدوريات الأمنية وأمن الطرق، وذلك بعد التنسيق مع تلك الجهات على التأكد من أي شاحنة تحمل حديدا مستعملا من وجود تصريح فسح صادر من وزارة النقل واللجنة والبحث الجنائي. وأكد الحسيني حرص الجهات الأمنية على المتابعة وإيقاف الشاحنات المشبوهة للتأكد، وفي حالة عدم وجود فسح أو عقد يحال من قبل اللجنة إلى البحث الجنائي.