يُعدّ النمر العربي رمزًا ثقافياً عريقًا في تاريخ شبه الجزيرة العربية، حيث عاش فيها منذ حوالي 500 ألف عام، وتميز بحجمه الأصغر مقارنةً بباقي أنواع النمور، حيث يبلغ وزنة 30 كيلوغراماً فقط، ويُعرف النمر العربي بشكله الفريد، حيث يتميز بلونه الأصفر الباهت، وعلاماته السوداء الداكنة المتناثرة، ويوجد بشكل رئيسي في منطقة الباحة وعسير الجبليتان، وجبال شدا في المخواة جنوب المملكة. ويواجه النمر العربي خطر الانقراض بسبب العديد من العوامل، أهمها الصيد الجائر، وتقلص موطنه الطبيعي، إذ يُقدر عدد النمور العربية المتبقية في العالم بحوالي 200 نمر فقط، مما جعله من أكثر الحيوانات المهددة بالانقراض، ولمواجهة هذا الخطر، أطلقت الهيئة الملكية لمحافظة العلا برنامجاً لحماية النمر العربي يهدف إلى المحافظة على هذه السلالة النادرة من النمور، ووضعها في محميات وبيئة مناسبة تسهم في تكاثرها، للحفاظ على التوازن البيئي. وفي سياقٍ متصل، احتفت وزارة الثقافة باليوم العالمي للنمر العربي خلال الفترة 10 إلى 23 فبراير بالتعاون مع شركة بابيني، من خلال إقامة فعّالية تسلط الضوء على النمر العربي وأهمية الحفاظ عليه، باعتبار أنه من أكثر الحيوانات المهددة بالانقراض في العالم، إذ جاءت هذه الشراكة في إطار حرص وزارة الثقافة على تعزيز التعاون مع مختلف مؤسسات القطاع العام، والخاص، وغير الربحي، وتكثيف الجهود الوطنية للاحتفاء بالأحداث العالمية التي تعكس الثقافة السعودية وما يرتبط بها. وتسعى هذه الفعالية إلى توعية الأطفال وأسرهم بأهمية النمر العربي، وضرورة الحفاظ عليه عبر إنتاج مجموعة من الألعاب، والمنتجات الفنية التي تُجسّد جمال النمر العربي وأهميته، وتتضمن ماراثون الرياض/ كات ووك في بوليفارد سيتي بالرياض، حيث تتوفر حافلة مخصصة تضم غرفة تفاعلية تُقدم شخصية «نمر» من خلال الرسوم المتحركة، على إيقاع أغنية خاصة بهذه المناسبة. وتجول الحافلة في العديد من المواقع المختارة، مثل المدارس الأهلية، والجمعيات الخيرية، لتقديم تجربة ممتعة وتفاعلية للأطفال، إذ يدعون إلى صعود الحافلة، ومشاركة شخصية «نمر» في مدةٍ تتراوح بين 2 إلى 4 دقائق لكل مشارك، وفي نهاية الفعالية يُكرَّم الأطفال بهدايا تذكارية خاصة بهذا الحدث الثقافي الفريد.