في ظل الاعتماد المتزايد على الأجهزة الإلكترونية، أصبحت الحاجة إلى توفير أنشطة منزلية تفاعلية للأطفال أكثر أهمية من أي وقت مضى. وتؤكد الاختصاصية التربوية هند العتيبي أن الألعاب المنزلية ليست مجرد وسيلة للترفيه، بل تلعب دورًا أساسيًا في تنمية المهارات الذهنية والإبداعية والحركية، حيث تساعد الأطفال على اكتساب قدرات التفكير التحليلي والتواصل الاجتماعي بطريقة طبيعية وممتعة. تشير العتيبي إلى أن الألغاز (Puzzles) تعد واحدة من أفضل الألعاب التي تعزز التركيز والقدرة على حل المشكلات، فهي تحفز الطفل على التفكير المنطقي والتركيز أثناء ترتيب القطع للوصول إلى الشكل النهائي، أما ألعاب المكعبات وبناء المجسمات، مثل "ليغو"، فتسهم في تحفيز الإبداع والتخطيط، إذ تتيح للطفل تصميم وإنشاء أشكال متنوعة مما يعزز خياله الهندسي، ومن بين الأنشطة التعليمية الممتعة، توضح العتيبي أن التجارب العلمية المنزلية، مثل تجربة البركان الصغير باستخدام صودا الخبز والخل، تثير فضول الأطفال نحو العلوم والاكتشاف، وتساعدهم على فهم المبادئ العلمية بطريقة تفاعلية. بينما يعمل مسرح العرائس والتمثيل على تنمية مهارات التعبير والتواصل، حيث يستطيع الأطفال استخدام العرائس أو تقمص شخصيات مختلفة مما يعزز ثقتهم بأنفسهم ويطور قدراتهم اللغوية، أما فيما يخص النشاط البدني، فتوصي العتيبي بإدخال الألعاب الحركية ضمن الروتين اليومي للأطفال، مثل سباقات الحواجز أو القفز على الحبل، حيث تساعد هذه الأنشطة في تحسين التوازن والتنسيق الحركي وتعزز النشاط البدني بطريقة مرحة. وتؤكد العتيبي على دور الوالدين في تحفيز الأطفال على اللعب التفاعلي بعيدًا عن الشاشات، من خلال المشاركة في الأنشطة، وتهيئة بيئة محفزة داخل المنزل، مثل تخصيص زاوية للألعاب الإبداعية أو تقديم مكافآت تشجيعية، وتختتم حديثها بالتأكيد على أن اللعب ليس مجرد وسيلة للتسلية، بل هو أداة تعليمية فعالة تسهم في بناء شخصية الطفل وتعزيز قدراته في مختلف المجالات.