أطلق مجمع الملك سلمان العالميُّ للُّغة العربيَّة، اليوم، تقرير (مُؤشِّر اللُّغة العربيَّة)، الذي يهدف إلى تقديم نظرة شاملة ودقيقة لواقع اللُّغة العربيَّة حول العالم، وذلك بعد جهود محكمة ضمت (37) خبيرًا وجامع بيانات، وأكثر من (14) مشاركًا ساهموا في تحكيمه؛ للوصول إلى نتائج دقيقة مبنيَّة على أسس علميَّة رصينة، وفق أفضل الممارسات العالميَّة في إعداد المُؤشِّرات اللُّغويَّة. وثمَّن الأمين العام لمجمع الملك سلمان العالمي للُّغة العربيَّة عبد الله بن صالح الوشمي، دعم سمو وزير الثقافة، ورئيس مجلس أمناء المجمع، صاحب السمو الأمير بدر بن عبد الله بن فرحان آل سعود -حفظه الله-، وتوجيهاته ومتابعته المستمرة لمبادرات المجمع ومشروعاته النَّوعية، مُشيرًا إلى أن (مُؤشِّر اللُّغة العربيَّة) هو نتاج عملٍ كثيف على مدى ثلاثة أعوام؛ خضع خلالها لعدة خطوات من: (البناء، والمراجعة، والتَّقييم، والتَّحكيم)، وشارك فيه مجموعة كبيرة من الخبراء والمتخصِّصين. وأوضح الوشمي في كلمته أن المُؤشِّر خطوة مهمَّة في مسار الجهود المتواصلة لمجمع الملك سلمان العالميِّ للُّغة العربيَّة في خدمة اللُّغة العربيَّة وتعزيز مكانتها العالميَّة؛ لتسهم في بناء جسور التَّواصل والتَّفاهم بين الثَّقافات والحضارات، ولنشر المعرفة اللُّغوية؛ تحقيقًا لأهداف برنامج (تنمية القدرات البشرية) أحد برامج رؤية السعودية (2030) المتمثّل في العناية باللُّغة العربيَّة. وبُني المُؤشِّر ليكون أداةً استرشاديةً تساعد متَّخذي القرار على فَهْم واقع اللُّغة العربيَّة؛ للوصول إلى القرارات المناسبة المرتبطة بها في المجالات الحيويَّة كافة. ونظمت ندوةً علميَّةً، بعنوان: تقرير (مُؤشِّر اللُّغة العربيَّة)، هدفت إلى استعراض نتائج المُؤشِّر وأثره في تعزيز استخدام اللُّغة العربيَّة في القطاعات المختلفة، بمشاركة نخبة من الخبراء والأكاديميين وصُنَّاع القرار. وبيَّن المجمع أنَّ هذه الندوة تأتي استكمالًا للجهود اللُّغوية في مشروع (مُؤشِّر اللُّغة العربيَّة) ضمن أعماله في مسار التَّخطيط والسِّياسة اللُّغويَّة؛ سعيًا إلى قياس حضور اللُّغة العربيَّة في المجالات المختلفة، وتقديم بيانات دقيقة تدعم صُنَّاع القرار في تحسين الواقع اللُّغويِّ، وتعزيز حضور اللُّغة العربيَّة عالميًّا. وشهدت النَّدوة إطلاق تقرير (مُؤشِّر اللُّغة العربيَّة)، الذي يُقدِّم رؤية شاملة عن أداء اللُّغة العربيَّة في نطاقات مختلفة، وأظهرت نتائجه تحليلًا شاملًا لأداء اللُّغة العربيَّة في (12) دولة ضمن (3) دوائر لُغويَّة (عربيَّة، وإسلاميَّة، وأجنبيَّة)، إضافةً إلى عيِّنة من المنظَّمات الدَّوليَّة، ومجموعة من المُؤشِّرات الأفقيَّة التي تقيس واقع العربيَّة على مستوى العالم، مشيرةً إلى تحقيق تقدم ملموس في بعض المجالات، مع تقديم توصيات لتعزيز حضور اللُّغة العربيَّة في مجالات أخرى. واحتوى برنامج النَّدوة جلسة افتتاحيَّة، وثلاث جلسات علميَّة تدارست منهجيَّة المُؤشِّر وأبعاده، وأثر نتائجه في القطاعات المستفيدة، إضافةً إلى مناقشة التَّوصيات العمليَّة الداعمة لتطوير الواقع اللُّغويِّ. وخلصت الندوة إلى عدد من التوصيات، منها: بناء البرامج الدَّاعمة لنمو نسبة الناطقين باللُّغة العربيَّة، ونمو استخدامها، ودعم حضورها في التَّعليم عامَّة والتعليم الجامعي خاصَّة، ودعم المحتوى الثقافي العربي القابل للنشر، والتركيز على رفع حضور اللُّغة العربيَّة على الشبكة العنكبوتية، إضافةً إلى التَّوسع في دعم التَّطبيقات ومنصَّات الخدمات الاستثماريَّة باللُّغة العربيَّة، وغيرها من التوصيات. يُذكر أن مجمع الملك سلمان العالميُّ للُّغة العربيَّة يضطلع بدوره المحوري في دعم اللُّغة العربيَّة، وتوسيع نطاق استخدامها في مختلف المجالات، وعلى المستويين المحليِّ والدوليِّ؛ تحقيقًا للأهداف الوطنيَّة الإستراتيجيَّة في المجال اللُّغويّ.