ذات يوم، لاحظ الرئيس الأميركي الراحل جون كينيدي أنه: «عندما تكتب كلمة أزمة باللغة الصينية، فإنها تتألف من حرفين، أحدهما يمثل الخطر، والآخر يمثل الفرصة»، وبناءً على ذلك، إذا لعبت الصين أوراقها بشكل صحيح، فقد يتلاشى بعض الخطر الذي يمثله ترمب على اقتصادها المأزوم حالياً، ومن المثير للاهتمام، أن خطاب تنصيب ترمب خلا من الحديث عن الصين، وكانت الإشارة الوحيدة للصين، حينما توعد بالسيطرة على قناة بنما، حيث تدير وحدة تابعة لمجموعة «سي كيه هاتشيسون» القابضة في هونغ كونغ، ميناءين على مدخلي القناة في البحر الكاريبي والمحيط الهادئ، وهكذا، باتت قناة بنما مرشحة بقوة، كساحة للصراع بين واشنطنوبكين. هناك عدة مؤشرات على ذوبان قمة الجليد، مثل حضور هان تشنج نائب الرئيس الصيني حفل التنصيب، وهو أمر نادر الحدوث أن يحضر مسؤول صيني كبير حفل تنصيب الرئيس الأميركي، من جانبه، تجاهل ترمب أي ذكر للرسوم الجمركية الإضافية المرتقبة على الصين، بل، إن أول إجراءاته، كانت منح تطبيق «تيك توك» المملوك للصين، مهلة لمدة 75 يومًا من الحظر الذي أمرت به المحكمة الأميركية، وقد يزور ترمب الصين خلال أول 100 يوم له في البيت الأبيض، بينما ناقش ترمب في مكالمة هاتفية مع نظيره الصيني شي جين بينج يوم الجمعة، قضيتي التوازن التجاري بين البلدين، ومستقبل «تيك توك» في الولاياتالمتحدة، وتعهدا بحل عدد من المشكلات العالقة، ويبدو أن هناك ارتياحاً عارماً في الصين بسبب تركيز خطاب ترمب وأوامره التنفيذية على الجبهة الداخلية، عملاً بشعاره الأثير»أميركا أولاً»، ولهذا، تسود آمال صينية عريضة في أن يتمكن الزعيمان ترمب وشي، من ضبط العلاقات الثنائية المتوترة على مسار جديد. يتفاءل الصينيون بحذر إزاء العصر الأميركي الجديد، وينظرون إلى ترمب على أنه رجل صفقات ناجح، يمكن التفاوض معه بشان المزيد من الملفات العالقة فوق الطاولة، بما في ذلك المقايضة المحتملة بين تايوانوالصين بشأن أمن المحيط الهادئ، حيث تراقب بكين عن كثب نهج ترمب القادم إزاء تايوان، بعدما اقترح خلال حملته الانتخابية أن تدفع تايبيه للولايات المتحدة أموالاً مقابل الدفاع العسكري عنها، وعلى ما يبدو، فإن كلا الحكومتين مشغولتان بالشؤون الداخلية، والتعريفات الجمركية ليست أولوية الآن، في الوقت نفسه، تراهن الصين على أن ترمب أصبح أكثر خبرة ودراية بالسياسة الخارجية، مما قد يسهم في تهدئة العلاقات. رغم النبرة الإيجابية الراهنة تجاه الصين، فإن بكين تظل هدفاً سهلاً للغاية أمام ترمب، وبوسعه في أية لحظة، أن يرفع الرسوم الجمركية على الواردات الصينية بشكل كبير من متوسط المعدل الحالي البالغ 13 %، والأمر يتوقف على تقييم الوكالات الفيدرالية لأداء الصين بموجب اتفاق التجارة «المرحلة 1» الموقع في عام 2020، ويتضمن التقييم تحديد ما إذا كانت هناك حاجة إلى التنفيذ أو إجراء تغييرات، ونعتقد، أن الدليل الحقيقي على نيات ترمب لم يأتِ بعد، لكننا، سوف نختبر هذا النيات قريباً جداً عندما يصل التقييم إلى البيت الأبيض، فإذا أوقف ترمب أو خفف، ضوابط تصدير التكنولوجيا الحيوية إلى الصين، فهذا يجعلنا نحدد بوصلته القادمة تجاه الصين، فقط، دعونا ننتظر، ونراقب.