تقييم مهمة «الأطلسي» وفرض رسوم جمركية على الصين قال الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب إنه يعتزم شراء جزيرة غرينلاند وإنهاء الحرب في أوكرانيا وإجراء تعديلات جذرية على العلاقة بين الولاياتالمتحدة وحلف شمال الأطلسي خلال ولايته الثانية التي تستمر أربع سنوات. وفي الأسابيع القليلة الماضية، هدد ترمب المنتمي للحزب الجمهوري بإعادة السيطرة الأميركية على قناة بنما وفرض رسوم جمركية بواقع 25 بالمئة على الواردات من كنداوالمكسيك إذا لم يُطبقا قيودا على تدفق المخدرات والمهاجرين إلى الولاياتالمتحدة. وفيما يلي نظرة على مقترحات تعهد ترمب بتطبيقها في السياسة الخارجية للولايات المتحدة مع توليه منصبه: "الأطلسي" وأوكرانيا والحلفاء قال ترمب إن الولاياتالمتحدة في عهده ستعيد النظر بشكل جذري في "مهمة حلف شمال الأطلسي والغرض من تأسيسه". وتعهد بمطالبة أوروبا بتعويض الولاياتالمتحدة عن ذخائر أُرسلت إلى كييف تقدر قيمتها "بما يقرب من 200 مليار دولار"، كما لم يُبد نية لإرسال المزيد من المساعدات إلى أوكرانيا. وخفض ترمب التمويل الدفاعي لحلف شمال الأطلسي خلال الشهور الأخيرة من ولايته الأولى واشتكى مرارا من أن الولاياتالمتحدة تدفع أكثر من حصتها العادلة. وفي الأسابيع القليلة الماضية قال إنه يتعين على الدول الأعضاء في الحلف إنفاق ما يعادل خمسة بالمئة من الناتج المحلي الإجمالي على الدفاع، وهو أعلى بكثير من الهدف الحالي البالغ اثنين بالمئة. وفيما يتعلق بالحرب في أوكرانيا، قال ترمب خلال حملته الانتخابية العام الماضي إنه سيُنهي الصراع حتى قبل تنصيبه. ولكن منذ فوزه بالرئاسة لم يكرر الرئيس المنتخب ذلك التعهد ويقر مستشاروه حاليا بأن التوصل إلى اتفاق سلام قد يستغرق عدة شهور. وأشار ترمب إلى أن كييف قد تُضطر إلى التنازل عن بعض الأراضي للتوصل إلى اتفاق سلام، وهو موقف يدعمه مستشاروه الرئيسيون. ولا يملك ترمب خطة واضحة لوقف الحرب في أوكرانيا لكن معظم مساعديه الرئيسيين يميلون إلى عدم دعم مساعي كييف للانضمام إلى حلف شمال الأطلسي في إطار أي اتفاق للسلام، على الأقل في المستقبل المنظور. ويدعمون بشكل عام تجميد خطوط المواجهة عند وضعها الحالي. شراء غرينلاند قال ترمب في منتصف ديسمبر إنه يعتزم شراء غرينلاند، وهي فكرة طرحها لفترة وجيزة خلال ولايته الأولى من 2017 إلى 2021. وردت الدنمارك على تعليقات الرئيس المنتخب قائلة إن أراضيها الخارجية ليست للبيع. ولكن ذلك لم يُثن ترمب عن خطته للاستحواذ على أكبر جزيرة في العالم، إذ رفض في مؤتمر صحفي في يناير استبعاد احتمال غزو غرينلاند واصفا الجزيرة بأنها ذات أهمية كبيرة فيما يتعلق بمصلحة الأمن القومي للولايات المتحدة. كما هدد أيضا في الأسابيع القليلة الماضية بإعادة فرض سيطرة الولاياتالمتحدة على قناة بنما، وحَمّل بنما المسؤولية بسبب ما وصفها برسوم مرتفعة على السفن التي تمر عبر طريق الشحن الرئيسي. وتحدث ترمب أيضا عن تحويل كندا إلى ولاية أميركية، لكن مستشاريه وصفوا في مناسبات غير رسمية تعليقاته بشأن الجارة الشمالية للولايات المتحدة بأنها غير جادة ولا تمثل طموحا جيوسياسيا حقيقيا. الصينوتايوان يهدد ترمب بشكل متكرر بفرض رسوم جمركية كبيرة أو قيود تجارية على الصين، وكذلك على العديد من الحلفاء المقربين. ومن شأن قانون ترمب المقترح للتبادل التجاري أن يمنحه سلطة تقديرية واسعة لزيادة الرسوم الجمركية ردًا على البلدان التي يَثبُت أنها وضعت حواجز تجارية خاصة بها. كما طرح فرض رسوم جمركية عالمية تعادل 10 بالمئة، والتي يمكن أن تعرقل التجارة الدولية، إضافة إلى رسوم جمركية بواقع 60 بالمئة على الأقل على الصين. ودعا ترمب إلى إنهاء وضع "الدولة الأولى بالرعاية" في التجارة الخارجية مع الصين، وهو تصنيف يهدف عموما إلى تذليل العقبات التجارية بين الدول. وتعهد بسن "قيود جديدة مشددة على الملكية الصينية لأي بنية تحتية حيوية في الولاياتالمتحدة". ويدعو الموقع الرسمي للحزب الجمهوري إلى حظر الملكية الصينية للعقارات في الولاياتالمتحدة. وفيما يتعلق بتايوان، أعلن ترمب أنه يتعين عليها أن تدفع مقابل الحماية الأميركية لأنها، بحسب تعبيره، لا تعطي الولاياتالمتحدة أي شيء بينما تستحوذ على "ما يقرب من 100 بالمئة من صناعة الرقائق لدينا". وذكر مرارا أن الصين لن تجرؤ أبدا على غزو تايوان خلال رئاسته. المكسيكوكندا وتجارة المخدرات قال الرئيس ترمب إنه سيفرض رسوما جمركية تعادل 25 بالمئة على المكسيكوكندا إذا لم يوقفا تدفق المخدرات والمهاجرين إلى الولاياتالمتحدة. وسعى زعماء المكسيكوكندا إلى إثبات جديتهم في مواجهة الهجرة غير الشرعية وتجارة المخدرات، لكن خطط ترمب الفعلية بشأن الرسوم الجمركية على البلدين لم تتضح بعد. وقال إنه سيصنف عصابات المخدرات الموجودة في المكسيك منظمات إرهابية أجنبية وسيوجه وزارة الدفاع الأميركية "بالاستخدام المناسب للقوات الخاصة" لمهاجمة قيادات العصابات وبنيتها التحتية، وهو إجراء من غير المرجح أن يحظى بموافقة الحكومة المكسيكية. الشرق الأوسط عمل مبعوث ترمب للشرق الأوسط، ستيف ويتكوف، عن كثب جنبًا إلى جنب مع المسؤولين في إدارة الرئيس جو بايدن للتوصل إلى اتفاق وقف إطلاق النار الذي أُعلن في وقت سابق من يناير بين إسرائيل وحماس. وقالت مصادر قريبة من المحادثات إنه مارس ضغوطا كبيرة على الجانبين للتوصل إلى اتفاق. وبعد انتقاده للقيادة الإسرائيلية في الأيام التي أعقبت هجوم حماس على إسرائيل في السابع من أكتوبر 2023، قال ترمب لاحقا إنه لا بد من "سحق" تلك الحركة المسلحة. إيران أشار مستشارو الرئيس ترمب إلى أن إدارته ستعود إلى اتباع سياسة أقصى درجات الضغط التي انتهجها الرئيس المنتخب خلال ولايته الأولى. وسعت تلك السياسة إلى استخدام عقوبات قوية لخنق الاقتصاد الإيراني وإجبار طهران على التفاوض على اتفاقية تحد من برامجها المتعلقة بالأسلحة النووية والباليستية. ولم تخفف إدارة بايدن بشكل ملموس العقوبات التي فرضها ترمب، ولكن هناك جدل حول مدى فاعلية تطبيقها. سياسات المناخ قرر ترمب الانسحاب من اتفاقية باريس، وهي اتفاقية دولية تهدف إلى الحد من انبعاثات الغازات المسببة للاحتباس الحراري. وانسحب منها بالفعل في أثناء ولايته الأولى، لكن الولاياتالمتحدة أعادت الانضمام إلى الاتفاقية في عهد بايدن في 2021. الدفاع الصاروخي تعهد الرئيس المنتخب ببناء حائط دفاع صاروخي متطور حول الولاياتالمتحدة. ولم يتطرق إلى التفاصيل لكنه قال إن سلاح الفضاء، وهو فرع عسكري تأسس خلال إدارته الأولى، سيلعب دورا رائدا في تلك العملية. يُشار إلى المشروع على موقع الحزب الجمهوري باسم "القبة الحديدية"، وهو نفس الاسم الذي تحمله إحدى أنظمة الدفاع الجوي الصاروخي الإسرائيلية.