كشف «التقرير العالمي للآفاق الاقتصادية» الصادر عن البنك الدولي في يناير 2025 أن الاقتصاد السعودي يواصل مسيرته نحو التعافي والنمو، رغم التحديات المرتبطة بتقلبات أسعار النفط والاضطرابات في الأسواق العالمية. ووفقًا للتقرير، سجل الاقتصاد السعودي نمواً بنسبة 1.1 % في عام 2024 بعد انكماش بلغ -0.8 % في عام 2023، مع توقعات بارتفاع النمو إلى 3.4 % في عام 2025 و5.4 % بحلول عام 2026. وأوضح التقرير أن الجهود التي تبذلها المملكة لتنويع اقتصادها تحت مظلة رؤية 2030 قد أسهمت بشكل كبير في تعزيز القطاعات غير النفطية، ما خفف من تأثير انخفاض أسعار النفط. وتستثمر السعودية بكثافة في مشاريع البنية التحتية والطاقة المتجددة والتقنيات المتقدمة، مما يدعم تحولها إلى اقتصاد متنوع ومستدام. وأشار التقرير إلى أن قطاعي السياحة والتكنولوجيا يشهدان نموًا متسارعًا بفضل الإصلاحات الجارية، مثل تسهيل الإجراءات الاستثمارية وتعزيز دور القطاع الخاص. كما ركز على أهمية الاستثمار في رأس المال البشري من خلال التعليم والتدريب، ما يمكّن السعودية من تلبية متطلبات سوق العمل المستقبلية. ورغم التوقعات الإيجابية، حذر التقرير من التحديات التي قد تواجه الاقتصاد السعودي، مثل المخاطر الجيوسياسية وتقلبات أسعار النفط العالمية. وأكد التقرير أن الاستمرار في تنفيذ الإصلاحات الهيكلية وتعزيز الاستثمارات في القطاعات الاستراتيجية سيكونان مفتاح تحقيق السعودية لمعدلات نمو مستدامة، مع الإشارة إلى أن المملكة تمتلك فرصة كبيرة لتحويل التحديات إلى فرص في ظل استراتيجياتها الطموحة. بهذه الجهود، تبدو السعودية على أعتاب مرحلة جديدة من النمو الاقتصادي الذي يعزز مكانتها كواحدة من أبرز القوى الاقتصادية في منطقة الشرق الأوسط والعالم. من جهة أخرى، يناقش المنتدى الاقتصادي العالمي المنعقد في دافوس السويسرية، الذي تنطلق أعماله اليوم ويستمر حتى 24 يناير الجاري، التحولات الاقتصادية في السعودية. ويهدف المنتدى إلى استكشاف سبل التعاون بين مختلف الفئات، لضمان تحسين الوضع العالمي ومواجهة التحديات المتزايدة في المستقبل وتحقيق الاستقرار. وبحسب برنامج المنتدى الذي يحتوي على 100 موضوع بين جلسات حوارية ومناقشة على الهواء مباشرة، ستكون هناك جلسة عن «التحولات الاقتصادية في السعودية». ويشارك في الجلسة كل من وزير الاقتصاد والتخطيط السعودي فيصل الإبراهيم، ووزير المالية السعودي محمد الجدعان ومدير عام صندوق النقد الدولي كريستالينا جورجيفا. وبلغت الأنشطة غير النفطية في السعودية 50 % من الناتج المحلي الإجمالي في 2023، وهي المرة الأولى، مع توسع استثمارات السعودية لتنويع اقتصادها من خلال الصناعات والتقنيات الناشئة وتطوير البنية التحتية وتكييف القوى العاملة. ومن المقرر أن يشارك في المنتدى الذي يحمل عنوان «التعاون في العصر الذكي»، نحو 3 آلاف مشارك من أكثر من 130 دولة بينهم 1600 من قادة الأعمال إلى جانب 60 من رؤساء الدول والحكومات وممثلين عن المجتمع المدني والنقابات. ويتناول المنتدى جملة من القضايا العالمية الملحة وعلى رأسها الصراعات الجيوسياسية في الشرق الأوسط خاصة الأزمة الإنسانية في غزة وإعادة البناء في سورية والتحديات الجيوسياسية التي تهيمن على المشهد العالمي.