أظهرت دراسة حديثة للدكتور ماجد بن محمد الرسيلي أن الجامعات السعودية تلعب دورًا محوريًا في تعزيز قيم الوسطية لدى الطلاب، مما يعكس التزامها بتكوين جيل متوازن فكريًا وسلوكيًا. وقد أظهرت نتائج الدراسة أن مستوى تعزيز الوسطية جاء مرتفعًا بشكل عام، حيث سجل المحور المعرفي أعلى مستويات التأثير، يليه المحور السلوكي، بينما جاء المحور الوجداني في المرتبة الثالثة. وأشارت الدراسة إلى التكامل بين المحاور الثلاثة؛ المعرفية والوجدانية والسلوكية، في إرساء قيم الوسطية لدى الطلاب. ومع ذلك، لُوحظت حاجة ملحّة لتعزيز الجانب الوجداني، الذي يعكس القيم والمشاعر المرتبطة بمفهوم الوسطية، مما يبرز أهمية إدماج أنشطة وبرامج تهدف إلى تطوير هذا الجانب بشكل خاص. وخلصت الدراسة إلى عدم وجود فروق دالة إحصائيًا بين الجامعات السعودية فيما يتعلق بتعزيز الوسطية. كما أن تأثير الوسطية لم يختلف بناءً على متغيرات مثل الجنس أو التخصص، مما يدل على اتساق النهج التعليمي والتربوي عبر مختلف الجامعات. في ضوء النتائج، أوصى الباحث بعدة توصيات تهدف إلى تعزيز دور الجامعات السعودية في غرس قيم الوسطية: تتثمل في إدراج قيم الوسطية في المناهج الدراسية كمقرر أساسي، وكذلك تكثيف الأنشطة الطلابية التي تعزز الجوانب الوجدانية والقيمية بالإضافة إلى تنظيم حملات توعوية لتثقيف الطلاب بأهمية الاعتدال والتوازن في الفكر والسلوك مع تشكيل لجان مختصة داخل الجامعات للإشراف على تنفيذ برامج تعزز قيم الوسطية. وشددت الدراسة على أهمية استمرار البحث العلمي في هذا المجال، داعية إلى إجراء دراسات مقارنة بين الجامعات السعودية ودول أخرى، لتحديد أفضل الممارسات في تعزيز قيم الوسطية. كما دعت إلى تكثيف الجهود لتطوير استراتيجيات تعليمية مبتكرة تعكس الدور الريادي للجامعات السعودية في مواجهة التحديات الفكرية والثقافية. كما أكدت الدراسة أن تعزيز قيم الوسطية يمثل رسالة أساسية للجامعات، تسهم في بناء مجتمع متوازن قادر على مواجهة تحديات العصر، وتشكيل أجيال قادرة على تحقيق التوازن بين متطلبات الدين والدنيا، مما يعكس الرؤية المستقبلية الطموحة للتعليم العالي في المملكة. الدراسة أظهرت نتائج مشرفة عن دور الجامعات في تعزيز الاعتدال والوسطية