نظمت دارة الملك عبدالعزيز بالرياض بالتعاون مع مؤسسة أمين الريحاني يوم الأربعاء 15 رجب 1446ه (15 يناير 2025م) ندوة علمية للاحتفاء بمئوية كتاب «ملوك العرب» للأديب المثقف اللبناني أمين الريحاني، وذلك برعاية صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن سلمان بن عبدالعزيز، المستشار الخاص لخادم الحرمين الشريفين رئيس مجلس إدارة الدارة. شارك في الندوة نخبة من الأكاديميين والمفكرين من مختلف التخصصات؛ لمناقشة الأبعاد العميقة والمتعددة التي تضمنها كتاب «ملوك العرب»، كونه يسرد وصفًا مختلفًا للعرب وملوكهم غير الوصف الغربي الذي غالبًا ما يُظهِر العربيَّ في صورة البدوي الصعب المِراس، الحاد الطِّباع، الذي لا يَعرف من الدَّوابِّ غيرَ الخيل والجِمال وما يرعى من ماشية، ولا يَعرف من اللغات سوى الدينار والسيف. كما يُراعي الكتاب أصحابَ الذائقة الأدبية، فيُفرِد لهم طائفةً تختص بالآداب والعلوم والأسفار، مُتلمِّسًا نَهجَ الاستقامة في عرض القضايا العلمية والأدبية، وصفًا كان أو نقدًا، كما يستعين بالخرائط والرسوم التي تُجلي مَعالم تلك البلدان التي زارها، والتي تجعل القارئ يُعايِشها حين ينظر إليها، مُتأمِّلًا ما ورد عنها من أخبار. وكتب «الريحاني» في العديد من الأجناس الأدبية، كالشعر والرواية والمقال والمسرح والسِّيَر والرحلات والنقد، كما ألَّف في العديد من الحقول المعرفية الأخرى، كالفلسفة والتاريخ والاقتصاد والاجتماع والجغرافيا، ومارَس التمثيل. وكانت له مساهماته الوطنية في استقلال لبنان وانتصاره على الاحتلال الفرنسي، وتوفي عام 1940م، بعد أن ترك إرثًا أدبيًّا وعلميًّا ضخمًا. وشهدت قاعة الملك عبدالعزيز للمحاضرات بمركز الملك عبدالعزيز انعقاد جلسات الندوة، حيث تناولت الجلسة الأولى من الندوة موضوع (الملك عبدالعزيز في كتاب «ملوك العرب»)، حيث ألقى معالي الدكتور فهد بن عبدالله السماري، المستشار في الديوان الملكي وعضو مجلس إدارة دارة الملك عبدالعزيز، محاضرة بعنوان «النمط الأدبي للريحاني في كتاب ملوك العرب والقضايا الاجتماعية والسياسية في مراسلات الملك عبدالعزيز وأمين الريحاني»، كما ألقى الأستاذ الدكتور عبداللطيف بن محمد الحميد، أستاذ التاريخ في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، محاضرة بعنوان «المملكة العربية السعودية كما رآها الريحاني في ملوك العرب»، وبعده قدمت الأستاذة الدكتورة زهيدة درويش، أستاذة الأدب الفرنسي في الجامعة اللبنانية، محاضرة بعنوان «الملك عبدالعزيز في كتاب ملوك العرب»، بينما اختتم الكاتب والمفكر اللبناني الأستاذ حازم صاغية الجلسة بمحاضرة بعنوان «ملوك العرب في مئويته: معاصرنا أمين الريحاني». الجلسة الثانية تناولت موضوع (التاريخ والأدب في كتاب «ملوك العرب») حيث قدم الأستاذ الدكتور جوفري ناش، الأكاديمي في جامعة لندن، محاضرة بعنوان «أمين الريحاني: مهاجر، رحالة، عروبي»، تلاه الأستاذ الدكتور إبراهيم السعافين، الأكاديمي في الجامعة الأردنية، بمحاضرة عنوانها «الحداثة الفلسفية ومستقبل العرب عند الريحاني»، فيما تناول الأستاذ الدكتور نيثن سي. فونك، الأكاديمي في كلية كونراد غريبيل الجامعية، موضوع «بين ملوك العرب: أمين الريحاني بطلاً للتغيير السلمي»، بينما ركزت الأستاذة الدكتورة نجمة حجار، الأكاديمية في معهد الدوحة للدراسات العليا، على «ملوك العرب بين السياسة والشعر»، وألقى الدكتور نوفل ضو، المدير التنفيذي لمجلس أمناء رؤية العروبة، محاضرة بعنوان «الريحاني والعروبة المعولمة». وتأتي هذه الندوة في إطار جهود دارة الملك عبدالعزيز المستمرة لتعزيز المعرفة التاريخية والثقافية حول المملكة العربية السعودية والعالم العربي، والاحتفاء بالعلاقات التاريخية بين المملكة العربية السعودية وجمهورية لبنان الشقيق، ودعم جهود توثيق التراث الثقافي العربي.