ديوان «مداهيل الهوى» يعتبر الديوان الأول للشاعر حمد بن ناصر المفرج، مستشار منتدى الأدب الشعبي بمحافظة الثقافة والفنون بالأحساء، الذي اشتهر بالشِّعر الحربي والحكمة، صدر في عام 202م، من الحجم المتوسط ويقع في (150) صفحة، وقد كتب مقدمته الزميل الشاعر راشد القناص نقتطف منها قوله: «كانت ولا تزال المفردة الشِّعرية في الشِّعر العامي -بمختلف مسمياته- محل اهتمام عشاق الشِّعر في منطقتنا المليئة بالشِّعر أصلاً، بدءًا من شعراء العرضة إلى القلطة وقصائد الرثاء والمدح والوجدانيات الوطنيات وغيرها الكثير، وهذا الفن انتشر في منطقة الخليج العربي تحديداً، وأصبحت الأذن تتشربه وتتعود على أوزانه حتى وإن لم تتعلمها. ونحن هنا أمام تجربة شعرية كبيرة للشاعر حمد بن ناصر المفرج الذي بدأ تجربته معلماً أولاً، وتنقل بين عدة مدارس في الأحساء، ولكن موهبة الشِّعر ظهرت عنده في سن مبكرة من حياته، وتشرب أوزان القوافي من خلال مجالسته للشعراء، خصوصاً وانه ينتمي لعائلة تقرض الشِّعر. وهذا الديوان يبوح من خلاله الشاعر عن مشاعر وأحاسيس لا تخلو من الشوق والحنين والحُبَّ: مداهيل الهوى الأول لها في خاطري تذكار زمان فات يا ليته مع ذيك الليال يعود مداهيلٍ لها ذكرى على مر السنين اطوار انجوم الليل والقمره علينا مع حبيبي شهود يحن القلب للماضي وما شاءت له الاقدار رغم كل الظروف اللي نوتنا بالفراق صدود كما احتوى على العديد من القصائد الحربية التي تميزت بالحماسة، وكذلك الاجتماعية، والغزلية، والقصائد الوطنية منها هذه الأبيات: يحق لي أفتخر اني سعودي هويتي يا ملا أغلى هويّه كل المخاليق في قولي شهودي من قاصي الأرض أو اقرب الدنيّه حنّا هل المجد من عصر الجدودي في حاضر اليوم او وقت المطيّه اسأل روابي الوطن ويّا النفودي عن من مشا في لياليها الدجيّه اللي حموها على طول الحدودي بالسيف في كل صوب أو نحيّه حكامها بالعدالة ما تحودي حكم الشريعة وكتاب الله سويّه ومن قصائد الديوان نختار هذه القصيدة الغزلية الجميلة التي أبدع في نظمها المفرج: أعقد خيوط الأمل في لحظة حاسمه وابني بالأحلام مستقبل يُضيء الدروب وارسم في لوح الهوى صوره لها قائمه تحكي للأيام ذكراها غزال لعوب يمسك برمح الغدر في يدّه الناعمه على ضفاف الحشا يطعن شمال وجنوب مدري ألوم الزمن أو نفسي الواهمه بالحب تمشي معه عكس اتجاه الهبوب دنيا غدت لي هموم فوق الصدر جاثمه ذبلت ورود الهوى في لون شمس الغروب غلاف «مداهيل الهوى»