في هذه الزاوية سنطوف حول قامات سعودية لم نجد لهم كتباً في المكتبات، ولم توثق تجربتهم، بقي نتاجهم طي الصحف والمجلات رغم أنهم أسهموا في بدايات الحركة الأدبية في المملكة العربية السعودية من شعر ونثر ورواية نستذكرهم هنا في كلمات بسيطة لا توفيهم حقهم، نلقي الضوء عليهم، ومن هنا نضع أسماء من تجود الذاكرة باستدعائه علّ يكون هناك من يلم شتات أعمالهم ويجمعها تثميناً لما قاموا به من جهد على امتداد عقود.. سمير الدهام نصف قرن قضاها الفنان التشكيلي سمير الدهام المولود في محافظة الجبيل 1955م بين اللوحات والألوان والعمل الصحفي ومع بداية الطفرة التشكيلية في المملكة يعتبر من الجيل الثاني للفنانين التشكيليين كان من الأوائل الذين تم تكليفهم بتجميل المباني الحكومية بأعمال ولوحات عندما أمر الملك عبدالله بن عبدالعزيز -رحمه الله- بضرورة إبراز أعمال الفنانين التشكيليين السعوديين في مجمع الحرس الوطني في الرياض أثناء إنشائه وهذا المشروع فتح آفاقاً جديدة أمام الراحل. والمحطة الثانية كانت حول قيامه برسم لوحة اختيرت لمبنى صالة كبار الزوار بمطار الملك خالد الدولي بالرياض نسجت من السجاد بمقاس 7 أمتار في ارتفاع مترين له الكثير من المعارض الخاصة والمشاركات بداية من عام 1978م في السعودية وخارجها وحاصل على العديد من الجوائز عن مشاركاته. الدهام التي جالت لوحاته العالم وتميزت بألوان الأمل ووجوه البسطاء والقرى وحبه للوطن وبرسوماته الواقعية، كانت بداياته رسام كاريكاتير الصفحة الأخيرة بصحيفة الجزيرة نال العديد من التكريمات المحلية والدولية، وكان له دور كبير في تأسيس جمعية الفنون التشكيلية السعودية «جسفت» وأقام وشارك في العديد من المعارض الخاصة والمشتركة، والملتقيات التشكيلية. اختار ابنه خالد الدهام «ألوان في لوحة الحياة»، عنوانا للكتاب الواقع في 300 صفحة، وتناولت البدايات الأولى لحياة الفنان الدهام ومرحلة طفولته وشبابه، ودور عائلته في تشجيعه ودعمه، ودور مدرسي مادة التربية الفنية، حيث أخذ بيده أستاذه الفنان علي الرزيزاء. أفرد الكتاب جانباً من صفحاته لصور نادرة لأبرز الشخصيات المحلية والعالمية التي قابلها في حياته وجولاته في المعارض والمتاحف بمختلف بقاع العالم، وصوراً خاصة عن الاحتفاء به وتكريمه من قبل كثير من الشخصيات والهيئات على المستوى المحلي والدولي. سمير الدهام 69 عامًا انقضت بارتحالات لا تنتهي، دفعته الحياة وقسوتها ليقيم في القاهرة ويسلم روحه لبارئها في إحدى ليالي ديسمبر من العام الماضي. الفنان سمير الدهام