انتهت منافسات دوري كأس الخليج «خليجي 26»، وخرج المنتخب السعودي من البطولة في إخفاق جديد، وشن الإعلام السعودي والجماهير السعودية حملة نقدية حادة تجاه اتحاد الكرة واللاعبين والمدرب الفرنسي إيرفي رينارد، في مشهد صار مألوفاً في السنوات الأخيرة. كل ما احتاجه مسؤولو اتحاد الكرة هو الانحناء أمام العاصفة ليومين فقط، وهم يدركون أن المنافسات المحلية ستعود وسينسى الجميع المنتخب والكوارث الإدارية التي يتحملها وحده اتحاد ياسر المسحل. غابت عناوين الخيبة الأخيرة، وغابت النقاشات عن مستقبل فريق الوطن، بمجرد أن اقتربت المنافسات المحلية من العودة، وأصبح «الأخضر» في طي النسيان بمجرد أن بدأت مباريات دور الثمانية من كأس خادم الحرمين الشريفين واقتربت مواجهة «الكلاسيكو» بين الهلال والاتحاد والتي لُعبت أمس. لا أعلم إن كانت المساءلة ستحضر، ولا أحد يعلم من سيحاسب من؟، ولا أعلم إن كان ثمة من يخطط للمرحلة المقبلة التي تحتاج تعاملاً من نوع خاص لا يستطيع المسحل ومن معه بحسب ما أثبتت التجارب ولا صالح الدواد اللاعب والإعلامي ووكيل اللاعبين الذي لا يحمل أي تجربة إدارية في مسيرته قبل أن يُعين فجأة مديراً للمنتخب التعامل معها. أخشى كثيراً على المنتخب السعودي في هذه الفترة الحرجة والحاسمة، لا أخشى عليه بسبب ضعف عناصره رغم كل التحديات العناصرية، ولا أظن أن أخطاء إيرفي رينارد وهفواته هي ما يرسم ملامح القلق في الشارع الرياضي، بل الحديث هنا عن تحديات تتعلق بإمكانات القائمين على المنتخب من الناحية الإدارية وقدرتهم على العمل مع المدرب لإخراج اللاعبين من حالة التراجع التي بدأت مع الإيطالي مانشيني وكان التأخر بإقالته سبباً لكل ما يحدث. كل التجارب تثبت أن اتحاد القدم الحالي عاجز عن صنع منتخب يليق بالطموحات السعودية، وأن عقارب الساعة عند مسيري الاتحاد توقفت في نوفمبر 2022 حين فاز المنتخب على الأرجنتين. أعلم أن حظوظ منتخبنا بالتأهل لكأس العالم كبيرة، لكن التأهل مباشرة سيكون صعباً للغاية، وسيكون التأهل بسبب النظام الجديد الذي منح آسيا مقاعد أكبر، وسيحتفل هذا الاتحاد بمنجز يراه عظيماً، لكن ملامح الإخفاق في مونديال 2026 ستكون واضحة أكثر من أي إخفاق سابق. أظن أن ملف المنتخب بحاجة لوقفة عاجلة من سمو وزير الرياضة تتمثل بعزل إدارة هذا الملف عن اتحاد الكرة وتأسيس إدارة منتخبات تتمتع بميزانيات وصلاحيات واسعة، ويكون تأثير اتحاد القدم عليها محدوداً، إذ أمامنا عام ونصف يمكن فيها تدارك الكثير وتجهيز منتخب قادر على تسجيل حضور جيد في المونديال القادم والمنافسة على كأس آسيا 2027.