قبل أكثر من عام، وبعد أن أنهى المنتخب السعودي مشاركته في كأس العالم في قطر 2022، كان صانعو القرار في اتحاد الكرة يرددون حرصهم على الاستقرار الفني استعداداً لكأس آسيا، لكن "الأخضر" تعرض لضربة تمثلت باستقالة الفرنسي هيرفي رينارد، وبقي المنتخب لقرابة خمسة أشهر بلا مدرب، حتى تم الارتباط بالإيطالي مانشيني في وقت ضيق. الواضح أن مانشيني سيظل في منصبه بعد الخروج من البطولة الآسيوية، وهنا لن يكون النقاش حول بقاءه أو إقالته، فاتخاذ مثل هذا القرار يوضع على ميزان الإيجابيات والسلبيات، ويبدو أن مسيري اتحاد الكرة يرون كفة الإيجابيات راجحة ما يعني بقاء المدرب الإيطالي الشهير في دفة القيادة. التحدي الأكبر الذي يواجه مسؤولي الاتحاد هو حول شكل علاقة المدرب بلاعبيه، وهنا لا تعنيني علاقة المدرب بالإعلام أو الوسط الرياضي، بقدر ما يعنيني الشكل الذي سيدير به مانشيني الأمور ونحن أمام استحقاق التصفيات المؤهلة إلى كأس العالم 2026، والتي نطمح فيها لتسجيل حضور سابع يحمل بصمة مختلفة باعتبار اتساع فرص التأهل للدور الثاني من البطولة. ثمة أسئلة يجب أن يطرحها اتحاد ياسر المسحل على المدرب حول ما خرج به من انطباع حول التركيبة الإدارية والانضباطية للمنتخب وطريقة إدارة العلاقة بين مدرب المنتخب ولاعبيه، وهذا أهم بكثير من الحديث عن الجانب الفني والاختيارات العناصرية. مؤكد أن مانشيني كوّن تصوّراً عن عقلية اللاعب السعودي والتفاوت بين عقليات اللاعبين ودوافعهم ونظرتهم لمسألة الانضمام للمنتخب الذي يمثل الطموح الأسمى لكل اللاعبين، ولا أعلم إن كان اتحاد الكرة سيدعم المدرب الإيطالي بشكل مطلق ويتبنى نظامه الانضباطي بشكل كامل أو أن يديه ستظل مرتعشة كما كانت في كثير من الملفات. إن أراد اتحاد الكرة الإبقاء على مانشيني، فعليه أن يدعمه بكل ما يملك، وأن يشكل رئيس الاتحاد سوراً منيعاً لحمايته ودعم منهجيته الانضباطية قبل الفنية، أما إن ظل اتحاد الكرة تائهاً في موقفه وهو ما ظهر من تصريحات ياسر المسحل فإن ذلك يعني المزيد من حالات الاضطراب وعدم الاستقرار في معسكر الفريق الوطني قبل الاستحقاق الأهم. سلطان السيف