في هذه الزاوية سنطوف حول قامات ساهمت في الحركة الأدبية في المملكة العربية السعودية من شعر ونثر ورواية نستذكرهم هنا في كلمات بسيطة لا توفيهم حقهم، نلقي الضوء عليهم، ومن هنا نضع أسماء من تجود الذاكرة باستدعائه تثميناً لما قاموا به من جهد على امتداد عقود.. عبدالله عبدالرحمن الزيد لم يكن عبدالله الزيد 1951 – 2020م عادياً في سنواته السبع والستين التي قضاها معنا، بل كان أحد رواد الساحة الأدبية والثقافية في المملكة: شاعراً، وناقداً، ومذيعاً، منذ مطلع ثمانينات وتسعينات القرن الماضي. عانى في حياته من آلام وأوجاع وحزن كوفاة والده وشقيقيه أثّر على شعره وصوته ونبرته. أخلص الراحل للشعر، وحافظ على قدسية الأصالة، تمرّد أحيانا بقدر كبير من الحكمة، كان -وما زال- وسيبقى شعره شجرة مثمرة عريقة في حدائق الإبداع السعودي. وهب حياته بكل السخاء للكلمة الجميلة، والإبداع الراقي، والفن الجميل. إنسان عاش الحياة كما أحبّ، قيثارة لكل إحساس صادق. تجسّدت فيه رحلة شاعر من الزمن الجميل. والمتتبع لمسيرة الراحل الشعرية والأدبية عبر دواوينه الثلاث الأولى: «بكيتك نوارة الفأل سجّيتك جسد الوجد» و»ما قاله البدء قبلي» و»ما لم يقله بكاء التداعي» جعل بعض الدارسين يشيرون إلى أن الزيد وبعض مجايليه أحدث تغييراً في مسار القصيدة في المملكة باختياره وحدة التفعيلة بدلاً من وحدة البيت. وعلى الرغم من كل ذلك وشهرته كمذيع وظهوره اليومي في الإذاعة والتلفاز؛ إلا أنه عانى في حياته من تهميش النقاد، ولم تنل تجربته الشعرية لقراءات نقدية كما نالت تجارب شعراء من نفس جبله منهم محمد الثبيتي، محمد جبر الحربي، عبدالله الصيخان. لم يكرم في حياته سوى مرة، حيث حصل على جائزة محمد حسن عواد للإبداع من نادي جدة الأدبي في دورتها الأولى 2011م. وأخيراً كل ما كتبه الراحل يليق بحياته ورحيله ربما يصلح أن نردد على لسانه: أنا.. من أنا؟ وجدٌ يزور انفعاله ويرجع من بعد التجلي إلى المأوى فحيناً.. فحيناً أرد الوعي عن حافة الأسى.. وحيناً يناديني السديم الذي أقوى. عاد إلى قريته التي ولد فيها «الداهنة» انعزل، وترك خلفه كل شيء؛ الشعر، والأضواء، والشهرة، بجوار والدته حتى أسلم روحه في خريف 2020. نحن هنا نستنهض النقاد، والمبدعين، والدارسين، لإعادة قراءة شعره من جديد وبعثه لئلا يصبح في طيّ النسيان. ملامح من مواليد بلدة « الداهنة» بمحافظة شقراء ليسانس لغة عربية جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية 1974. عمل بعد تخرّجه مذيعا في الإذاعة والتلفزيون بالرياض. قدم العديد من البرامج الأدبية والثقافية والإعلامية. شارك في عدد من الأمسيات الأدبية والشعرية والملتقيات الثقافية. له 10 دواوين شعرية صدرت في مجموعتين عن دار المفردات.