المراصد وسائل أنشئت لأغراض فلكية لمراقبة حركة الأجرام السماوية لتحديد الفصول الأربعة ومعرفة الأزمنة وأحوال الطقس. وبرغم استخدام التقنيات المتقدمة في عملية الرصد إلا أنها لم تلغ الوسائل القديمة "التقليدية" التي ما زالت تفرض وجودها ولم تتوار خلف التطور التقني. يقول خبير المرصد الفلكي محمد بن ردة الثقفي علم الفلك من أوائل العلوم الطبيعية التي ظهرت في تاريخ البشرية من خلال مراقبة الشمس والنجوم التي تتحرك بانتظام وبشكل مستمر لافتا أنه من أهم العلوم التي شكلت نقطة تحول في العصور القديمة بتتبع الظواهر الفلكية وحركات الأجرام المرئية بالعين المجردة لتحديد دخول الفصول الزراعية وأوقاتها. وعن مرصد كحيلة قال يمتد تاريخه لأكثر من آلف عام ويقع في قرية المجاردة في مركز ثقيف التابعة لمحافظة ميسان ويعد من أقدم المراصد الأرضية الطبيعية والأثرية في المملكة. مضيفاً أن أساسيات المرصد من مكونات الطبيعة عبارة عن مزولة صخرية مرتفعة يقابلها على مسافة كيلو متر صخور نُحت عليها مواقع الظل ولها مرزمين للشمس الأول يقع على جبل جنوب شرق المرصد ويسمى مرازم القيظ وعددها أربعة أبراج والثاني يقع شمال غرب المرصد على مسافة كيلو متر و"المرازم" كلمة عامية وهي عبارة عن قوائم حجرية تمثل جزءا مهماً في عملية الرصد. وتابع الثقفي المرصد يعمل بطريقتين: الأولى حساب التقويم الزراعي ويعتمد على رصد حركة الشمس والنجوم وتعرف لدى المزارعين القدماء. والطريقة الثانية الآلية الفلكية وهي أساسيات المرصد أنشئت وفق المعطيات الفلكية لرصد حركة الشمس الظاهرية من خلال المزولة الصخرية والمعنى بها حركة الأرض حول الشمس في فلكها السنوي. مشيراً أن ما يميز المرصد الفلكي القديم التقسيمات العرفية المحلية التي تختلف عن المسميات العلمية الفلكية. واختتم بقوله إن المراصد الفلكية شواهد على عبقرية القدماء في توظيف وسائل بدائية لرصد حركة الشمس والنجوم وتفسير النتائج الرصدية والظواهر الفلكية لتحديد الأزمنة والفصول وتعتمد على الفطرة والفراسة في متابعة حركة الكواكب والنجوم وتوثيق مشاهداتهم بدقة. مرزم القيظ مزولة الشمس - مرصد كحيلة