لن أتحدث عن الأنظمة المرورية ولا أجهزة الرصد الآلي ولا المخالفات التي يتم رصدها من قبل أجهزة الرصد الآلي أو من رجال المرور، ولن أتحدث عن الإجراءات المتبعة في المخالفات المرورية أو الاعتراض عليها فهي تتم عن طريق الموقع الإلكتروني لجهاز الإدارة العامة للمرور بشكل عام، وأعلم أن بعض القراء الكرام أو كثيراً منهم قد حصل على بعض المخالفات المرورية بقصد أو غير قصد، وهذه جميعها لها آلية متبعة من قبل الجهة المختصة في إدارات المرور في جميع المناطق. وما أنا بصدده هو التعامل الإنساني الذي وجدته من رجال المرور في الإدارة الرئيسة للمرور في الناصرية بالرياض، حيث ذهبت إلى مقر المرور هناك لمتابعة موضوع معين، كنت أعتقد أنني سوف أنتظر في طوابير طويلة كما كنا في السابق ولكن ما وجدته عكس ذلك تماماً، حيث تم توجيهي لمكتب يختص بخدمة من تجاوز عمره الستين عاماً وأصحاب الهمم، فجلست على الكرسي حتى تمت إفادتي عن الموضوع وبشكل سريع، بعدها دخل وقت صلاة الظهر فذهبت للمسجد الذي بداخل المجمع وأديت الصلاة مع الجماعة، وحرصت على مقابلة مدير إدارة المرور، وتوجهت إلى مكتبه ووجدته يستقبل الجمهور بكل أريحية وابتسامة وينجز طلباتهم بكل تقدير واحترام رغم كثرة مشاغله، لم أجد أي مكتب مغلق سواء من الضباط أو صف الضباط والأفراد، تأكدت من هذا العمل اللافت والجميل من أن هناك مواقف مخصصة لسيارات تلك الفئة من المجتمع داخل المجمع ومن يقومون بخدمتهم في مكتب مستقل يشعرهم بأهميتهم وأحقيتهم وذلك تنفيذاً للتوجيهات السامية الكريمة من لدن خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين حول معاملتهم وتقديرهم بشكل خاص وإنهاء إجراءاتهم بشكل يليق بهذه الفئة من المجتمع، علمت بعدها معنى الإنسانية في بلد الإنسانية، وفق الله الجميع لكل خير. وحفظ لهذه البلاد قادتها، وجزاهم الله عنا خير الجزاء. سليمان بن عبدالعزيز السنيدي