أكدت الدكتورة سعاد الردادي عضو هيئة التدريس بجامعة تبوك على أن اللغة العربية هي أفضل اللغات لأنها لغة الاختيار الإلهي آية اللغات صوتا وكلمة وجملة وأسلوبا وجمالا، لغة شرفها الباري بالاصطفاء والاختيار فماذا ننتظر أن نقول فيها إلا أنها اللغة العظمى. جاء ذلك خلال الندوة التي نظمها سفراء جمعية الأدب المهنية بتبوك بمناسبة اليوم العالمي للغة العربية بعنوان "أصوات اللغة العربية : الصفات والجماليات"، وذلك بمقر الشريك الأدبي مقهي حبات القهوة بتبوك وأدارتها الاستاذة سلوي الأنصاري حيث تحدثت الدكتورة سعاد عن أصوات اللغة العربية بقولها :- ليست كمثلها أصوات إذا كنا نعدُّ اللغة جسما مركبا يتألف من عناصر تكونه وتُمْسِك عليه قوامه ووحدته فإن أول ما يجب علينا في دراستها واكتشاف نظامها أن نَلِمَّ بهذه العناصر وهي الأصوات وعلم الصرف وعلم النحو كما تحدثت الدكتورة الردادي عن الوحدات الصوتية بقولها :- لمعرفة مخرج الحرف يسكن ويشدد فحيث ينقطع الصوت يكون مخرجه وهذه المخارج هي: 1- الأحرف الحلقية: الهمزة الهاء العين الحاء الغين الخاء. 2- الأحرف اللهوية: القاف. الكاف. 3- الأحرف الشجرية: الجيم والشين والياء غير المدية . 4- الأحرف الذلقية: اللام والنون المظهرة والراء. 5- الأحرف النطعية: الطاء والدال والتاء. 6- الأحرف الأسلية: الصاد والسين والزاي. 7- الأحرف اللثوية: الظاء والذال والثاء. 8- الأحرف الشفوية: الفاء والباء والميم والواو غير المدية. 9- الأحرف الخيشومية: النون الساكنة. والنون والميم المشددان. 10- الأحرف الجوفية أو الهوائية: الألف والواو الساكنة المضموم ما قبلها والياء الساكنة المكسور ما قبلها وأما أصوات اللغة العربية فتنقسم شأن كل لغة إلى قسمين: أصوات صامتة وأصوات صائتة، الصوامت هي: جميع الحروف العربية ماعدا والواو والياء والألف هذه صوائت وتسمى الحركات الطويلة أما الحركات القصيرة هي : الضمة والكسرة والفتحة. وعن صفات الأصوات قالت :- هذه الأصوات لا تختلف في مخارجها فحسب بل تختلف أيضًا في طبائعها وخصائصها و أول ما تختلف فيه من ذلك هو سمة الجهر والهَمْس وهما صفتان متقابلتان فالمجهور من الأصوات ضد المهموس منها وتتحدد إحدى هاتين السمتين في الصوت بمراقبة الوترين الصوتيين فإذا كان الصوت مجهورًا اهتز اهتزازًا تختلف كميته ما بين صوت وآخر، وإذا كان الصوت مهموسًا لم يحدث اهتزازٌ لأن الهواء المندفع من الرئتين يجد الوترين منفرجين، فيمر من بينهما دون أن يحدثَ فيهما اهتزازًا. وفي العربية كما في غيرها أصوات شديدة وتسمي أيضًا انفجارية وأخرى رِخْوة أو احتكاكية، وهذا يرجع إلى درجة انحباس الهواء في لحظة انطلاق الصوت أم الأصوات الانفجارية فهي التي ينحبس فيها الهواء في مخرج الصوت لحظة من الزمن، ثم يندفع محدثًا انفجارًا وهناك الشدة والرخاوة ويقال لصوت حرف ما إنه شديد، إذا كان النفس معه ينحبس عند مخرجه. وذلك بضغط الأعضاء التي تحدثه على بعضها. حتى إذا انفصلت فجأة حدث الصوت كأنه انفجار، كما في انفراج الشفتين الفجائي في صوت الباء. والحروف الرخوة هي التي لا ينحبس فيها النَّفس وهي مرتبة بحسب درجة رخاوتها(أما الحروف المتوسطة بين الشدة والرخاوة فهي : (ر، ع، ل، م، ن). وعن الخصائص الصوتية للغة العربية قالت : إن أول ما يبدو من صفات الحروف العربية توزعها في أوسع مدرج صوتي عرفته اللغات ذلك أن الحروف العربية تتدرج في مخارجها ما بين الشفتين من جهة وأقصى الحلق من جهة أخرى فتجدُ الفاء والباء والواو الساكنة ومخارجُها من الشفتين من جانب والحاء والهاء والهين والهمزة ثم الغين والخاء على التدرج في مخارجُها من الحلق أقصاه فأدناه من جانب آخر وتتوزع باقي الحروف العربية بينهما في هذا المدرج وقد تجد في لغات أخرى غير العربية حروفا أكثر عددا ولكنها محصورة مخارجُها في نطاق أضيق وفي مدرج أقصر، قد تجدها مجتمعة متكاثرة في جانب الشفتين وما والهما من الفم والخيشوم في اللغات الكثيرة الغنة أو تجدها متزاحمة في جهة الحلق، وفي كلا الحالين ضيق في الأفق الصوتي واختلال في الميزان الصوتي وفقدان لحسن الانسجام بسبب سوء توزيع الحروف. كما واضافت الردادي لحديثها عن التبدلات الصوتية بقولها:- لكل لغة قوانين صوتية دقيقة يمارسها المتكلم بعفوية من دون أن يحس أنه حيال قواعد قد تكون صعبة التطبيق على غريب لم ينشأ في أحضان الطبيعة وربما كان أهم هذه القوانين الصوتية هو أن الأصوات اللغوية يؤثر بعضها في بعض فيتبدل صوت بصوت ليحدث من تركيب الصوتين تجانس أو تماثل.