نواصل هذا الأسبوع عرض ما قد يدور في ذهن الأمهات من أسئلة عن الإعاقة السمعية لدى بعض الأطفال والإجابة عليها بمنطق علمي مدروس.. آملين أن تعم الفائدة جميع أخواتنا الأمهات ممن قد يعيش بين ظهرانيهم طفل له إعاقة سمعية أو بقايا سمع. س/ ما هي عملية التنفس؟ ج/ تعرف عملية التنفس بأنها عملية دخول الهواء إلى الرئتين، وتسمى هذه الحالة بالشهيق، وإخراج الهواء من الرئتين يعرف بالزفير، وهذه العملية مهمة جداً لجسم الإنسان فهي تساعد على:- أ- تجديد الدم في جسم الإنسان. ب- إخراج الصوت، وهذا ما يهمنا شرحه في هذا الكتيب. يتم إخراج الصوت أثناء عملية الزفير، حيث يتحول الهواء الخارج عن طريق الحنجرة إلى صوت يسمى بالصوت المزماري، وعندما يصل الصوت إلى البلعوم والتجويف الأنفي والفم يصبح لحناً، وعن هذا اللحن ينتج الكلام، والعضو الهام في توليد الصوت في الحنجرة هو الإحبال الصوتية، ولا يتم إنتاج الصوت بدون تقارب الإحبال الصوتية واهتزازها أذن عملية التنفس تساعد الفرد على المحافظة على حياته وتساعد في عملية الكلام. س/ ما العلاقة بين عملية التنفس وإنتاج الأصوات؟ ج/ توجد علاقة قوية بين عملية التنفس وإنتاج الصوت، ويمكن القول أنه لا تتم عملية إنتاج الصوت بشكل مناسب إذا لم تكن هناك عملية تنفس جيدة، خاصة إذا كانت كمية الهواء الخارج من عملية الزفير محدودة أو إذا اعترض طريق الهواء الناتج عن عملية الزفير أي عائق فإن إنتاج الصوت يتأثر كما وجوده، كذلك إذا لم يكن هناك تناغم بين هواء الزفير وإنتاج الصوت فإن الكلمات المنتجة تظهر على شكل متقطع وغير طبيعي مما يؤدي إلى تشويه التنفس وبالتالي تشويه عملية إنتاج الكلام. والعلاج المناسب لهذه الحالة هو معالجة عملية التنفس سواء من حيث كمية الهواء أو كيفية التنفس، وهذا ما يحصل عند الأفراد المعوقين سمعياً حيث أنهم يتنفسون حفاظاً على الحياة وليس لإنتاج الأصوات ( الكلام)، ويقودنا هذا الحديث إلى القول بأن من يتنفس جيداً يتكلم جيداً والعكس صحيح. س/ كيف تهذبي عملية التنفس عند طفلك؟ ج/ من المعروف أن الطفل الذي يسمع ينتقل تدريجياً من عملية التنفس اللإاردي إلى عملية التنفس الإرادي الخاص بإنتاج الصوت بطريقة آلية بدون أي جهد وتتم العملية بصورة تدريجية ويظهر ذلك بشكل واضح كلما زادت ثروته اللغوية، أما بالنسبة للمعوق سمعياً فتحدث هذه العملية عنده بنسبة ضئيلة جداً مقارنة بأقرانه السامعين، لذا يجب عليك أيتها الأم الاهتمام في تهذيب عملية التنفس عند طفلك، ويمكنك الاسترشاد بالمعلومات التالية: (1) أن تهذيب عملية التنفس في وقت مبكر يؤدي إلى نتائج طيبة ويساعده ذلك على إنتاج الصوت بطريقة صحيحة، فكلما تعرفت على مشكلة طفلك بوقت مبكر وقدمت له البرامج العلاجية المناسبة ساعد ذلك في تكيفه وزاد من دافعيته على اكتساب المهارات التي تساعده على إخراج وإنتاج الكلام، وعند قيامك بعملية تهذيب التنفس يجب أن تراعي طرق تقديم التمارين، من المفضل أن تقدمي التمارين بواسطة استخدام أسلوب اللعب الموجه وربط التمارين والتدريبات المهذبة للتنفس بحركات إيقاعية مثل:- أ- ربط الإيقاع الصوتي كصوت الجرس أو الطبل بحركة المشي عند طفلك، بحيث تقومي بالقرع وتطلبي من طفلك أن يمشي حسب شدة الإيقاع ( عال، منخفض) بذلك يمكنك أن تهذبي عملية التنفس. ب- ربط الإيقاع الصوتي بحركة الأطراف العليا من الجسم، مثلاً عند سماع طفلك لصوت القرع على الطبل اطلبي منه أن يمد ذراعيه إلى الإمام أو إلى أعلى، أو إلى الخلف أو أن يصفق بهذه الطريقة. يتم تهذيب عملية الشهيق عند طفلك وإذا توصلت إلى نتائج طيبة يمكنك الانتقال إلى الخطوة التالية. (2) تهذيب هواء الزفير: يمكنك استخدام أسلوب اللعب أيضاً لتهذيب هواء الزفير ولتحقيق ذلك استعيني بالنفخ على الأشياء من أجل تقوية وتهذيب هواء الزفير مثل: 1- النفخ على شمعة لإطفائها 2- النفخ على قصاصات ورق لتفريقها 3- النفخ على دواليب هوائية لإدارتها 4- النفخ بصفافير النفخ الورقية والبالونات 5- النفخ على أقلام الرصاص لدحرجتها 6- النفخ على كرات بلاستيكية صغيرة لدحرجتها 7- النفخ في وعاء مملوء بالماء وسائل الصابون بواسطة مصاصة العصير لإنتاج فقاعات متطايرة. تأكدي من الطريقة الصحيحة للنفخ، وهي كما يلي: تكون الشفتان ممدودتين للإمام وبهما فتحة في الوسط، وإذا تعذر على الطفل إتقان ذلك يمكن أن تستعيني بأعواد المعكرونة أو مصاصة العصير من أجل تحديد فتحة الشفتين أو المرآة، ويمكنك تحقيق أكثر من هدف من خلال الأداة نفسها فمثلاً اطلبي من طفلك أن ينفخ على الشمعة من مسافة قصيرة أو قريبة ومن مسافة بعيدة تذكري بأنه كلما زادت المسافة كلما زاد مجهود طفلك. (3) تمارين تنفسية نطقية:- استخدمي لتدريب طفلك على التمارين التنفسية النطقية وحروف العلة (أ، و، ي) فقط أعط هذه التمارين يومياً لطفلك ومباشرة بعد تمارين التنفس. س/ كيف تدربي طفلك على نطق الحروف الأبجدية؟ ج/ هناك أمور يجب أن تراعيها عندما تقومي بتدريب طفلك على النطق وهي:- (أ) ربط نطق الحروف الأبجدية ( الهجائية) بإشارته (سنتحدث عن الحروف الأبجدية الإشارية في سؤال لاحق). (ب) البدء بالحروف سهلة الإنتاج (ج) اربطي بداية ونهاية كل حرف منتج بحرف العلة هذا يسهل على طفلك عملية النطق. (د) اربطي كل حرف منتج بعدد من الكلمات بحيث يظهر الحرف في بداية الكلمة ووسطها ونهايتها. (ه) استخدمي الصور الدالة على الكلمات ما أمكن من أجل تثبيت عملية التعلم عند ولدك وإليك الآن طريقة نطق الحروف الأبجدية:- @ حرف الألف: عند نطق حرف الألف تكون الشفاه مفتوحة بشكل طبيعي بدون مبالغة أو حركات زائدة، اللسان مستوى على قاعدة الفم في حالة ارتياح، بحيث يلامس طرفه الأسنان، البلعوم مفتوح كاملاً، اللهاة مرتفعة ومشدودة، الحنجرة مرتفعة قليلاً عنها في حالة الاسترخاء. @ حرف الباء: عندما تدربي طفلك على نطق حرف الباء لاحظي بأن الشفتين تقومان بتشكيل الحرف، بحيث تنطبق الشفتان انطباقاً كاملاً وتكون الحافة الخارجية للشفاه السفلي ملاصقة للشفاه العليا، وعندما تنفرج الشفتان يندفع الهواء محدثاً صوتاً انفجارياً على شكل حرف الباء. @ حرف التاء: في حرف التاء يلتقي طرف اللسان بأصول الثنايا العليا، ويضغط الهواء مدة من الزمن ثم ينفصل العضوان انفصالاً فجائياً يحدث الانفصال صوت حرف التاء. @ حرف الثاء: عند نطق حرف الثاء يوضع اللسان بين الأسنان، بحيث يكون هناك منفذ ضيق لمرور الهواء ويكون معظم جسم اللسان مستوياً. @ حرف الجيم: عند نطق حرف الجيم يلتقي وسط اللسان بسقف الحلق التقاء محكماً بحيث ينحبس مجرى الهواء، وإذا انفصل العضوان انفصالاً بطيئاً سمع صوت حرف الجيم. @ حرف الحاء: في حرف الحاء يحدث احتكاك الصوت في الفراغ الحلقي أعلى الحنجرة إذا يضيق المجرى الهوائي في هذا الموضع بحيث يحدث مروره احتكاكا مسموحا. @ حرف الخاء: في حرف الخاء يتم رفع أقصى اللسان بحيث يكاد يلتصق بأقصى الحنك، بحيث يخرج الهواء من الفراغ الضيق الموجود بين أقصى اللسان وأقصى الحنك. @ حرف الدال: يلتقي طرف اللسان بأصول الثنايا العليا،ويتكون الصوت نتيجة اندفاع الهواء من القصبة الهوائية إلى الحنجرة، ثم يستمر في التجويف الفمي فينحبس هناك فترة قصيرة جداً لالتقاء طرف اللسان بأجزاء الثنايا العليا، ثم ينفصل العضوان فجائياً محدثاً صوت الدال. حرف الذال: في حرف الذال يوضع طرف اللسان بين الأسنان العليا والسفلى بحيث يسمح للهواء بالمرور من خلال منفذ ضيق بين الاسنان. حرف الراء: يكون صوت حرف الراء بواسطة التقاء اللسان باللثة ويبتعد عنها عدة مرات فيسمع الصوت على صورة مجموعة من الانسحابات والانفجارات. حرف الزاي: في حرف الزاي يكون طرف اللسان خلف الأسنان العليا , ويلتقي مع مقدمة اللثة مع وجود منفذ ضيق للسماح بالهواء بالمرور. حرف السين: يكون طرف اللسان خلف الأسنان العليا ويلتقي مع مقدمة اللثة مع وجود منفذ ضيق لمرور الهواء. حرف الشين: يلتقي طرف اللسان بمؤخر اللثة . وجزء من وسطه بالقسم الأوسط من سقف الحلق مع ضرورة وجود فراغ ضيق بينها للسماح للهواء بالمرور , ومرور الهواء ينتج صغيرا لكنه اقل من الصفير الذي يحدث عند إخراج حرف السين. حرف الصاد: عند نطق حرف الصاد يتخذ اللسان وضعا مخالفا لوضعه في السين حيث ينطبق اللسان على الحنك الأعلى , مع رفع طرفه نحو الحنك ورجوعه قليلا للخلف. حرف الضاد: يلتقي طرف اللسان بأصل الثنايا العليا واللثة , ويلتصق بهما , ويرتفع مؤخرا للسان باتجاه الحنك , مع رجوعه قليلا للخلف , وإذا انفصل اللسان عن أصول الثنايا العليا سمعنا صوت حرف الضاد. حرف الطاء:في الطاء يتخذ اللسان شكلا مقعرا منطبقا مع الحنك الأعلى ويرجع إلى الخلف قليلا. حرف الظاء: يتم وضع طرف اللسان بين الأسنان العليا والسلفى حيث يمر الهواء من خلال منفذ ضيق من بين الأسنان ويرتفع مؤخر اللسان باتجاه الحنك مع رجوعه قليلا الى الخلف. حرف العين: عندما يمر الهواء من الحنجرة يصل الى الجزء الأوسط من سقف الحلق وعند وصوله الى وسط سقف الحلق يضيق المجرى الهوائي في الفراغ فينتج صوت حرف العين. حرف الغين: يرتفع أقصى اللسان بحيث يكاد يلتصق الحنك , ويخرج الهواء من الفراغ الضيق الموجود بين أقصى اللسان واقصى الحنك محدثا صوت حرف الغين. حرف الفاء: تلتقي الشفاة السفلى بالأسنان العليا التقاء جزئيا بحيث تبقى هناك فتحة صغيرة من الفراغ يخرج منها الهواء فيسمع الصوت فهو أشبه ما يكون بحفيف الأشجار. حرف القاف: عند نطق القاف يتصل أدنى الحلق بما في ذلك اللهاة بالجزء الخلفي من اللسان ثم ينفصل العضوان انفصالا مفاجئا محدثا صوتا انفجاريا وهو صوت حرف القاف. حرف الكاف: عند نطق الحرف يرتفع اقصى اللسان حتى يلتقي بأقصى الحنك الأعلى يضغط الهواء ثم ينطلق سراح المجرى الهوائي بان ينخفض اللسان فيندفع الهواء خلال الفم محدثا عند اندفاعه صوتا انفجاريا وهو صوت حرف الكاف. حرف اللام: يلتقي طرف اللسان بأصول الثنايا العليا وتبتعد حافت اللسان عن جانبي الفم ما يؤدي الى خروج الهواء محدثا صوت حرف اللام. حرف الميم: في حرف الميم تنطبق الشفتان انطباقا تاما , بحيث ينخفض الحنك اللين مما يسهل على الهواء الخارج من الرئتين النفوذ من الأنف , وتسرب الهواء عن التجويف الأنفي يحدث صوت حرف الميم. حرف النون: في حرف النون يلامس طرف اللسان أصول الثنايا العليا , مع فتح الشفتين قليلا وانخفاض الحنك اللين , بهذا يتمكن الهواء الخارج من الرئتين أن ينفذ عن طريق الأنف. حرف الهاء: في هذا الحرف يتخذ الفم الوضع الذي يتخذه عند نطق حرف (الألف) بحيث يمر الهواء خلال الانفراج الواسع للفم محدثا نوعا من الحفيف يسمع من أقصى الحلق. عند نطق حرف الواو تكون الشفتان مضمومتين الى الامام في حركة مستديرة، اللسان راجع للخلف طرفه للاسفل وجزؤه الخلفي مرتفع نحو سقف الحلق دون ملامسة اللهاة مرتفعة والحنجرة مرتفعة قليلا عنها في حرف الالف. حرف الياء: عند نطق حرف الياء تكون الشفاة نصف مفتوحة أطرافها مشدودة الى الجوانب , اللسان طرفه الأمامي مشدود بقوة على أسنان القاطعة السفلى , ظهر اللسان مرتفع نحو سقف الحلق بدون ملامسة الحنجرة مفتوحة وبارزة للأمام. ولا تنسي عزيزتي الام بان تطلبي من طفلك لمس شفتيك أو حنجرتك او خدك او انفك او رأسك أثناء تدريبه على نطق الحروف حتى يربط بين الصوت الذي يسمعه والاهتزازات الناتجة عنه وحاولي ترديد الحروف او الكلمات عدة مرات وشجعي طفلك كلما اصدر الصوت من أجل إعادة إصداره مرة أخرى. وتذكري دائما التحدث مع طفلك بلغة واضحة فصيحة , واعملي على استقلال المواقف التعليمية المختلفة من اجل تدريب ولدك , فمثلا عند قيامك بخلع ملابسه اذكري اسم القطعة وهكذا عند ارتدائه لها , كذلك يمكنك استغلال موقف تناول الطعام على المائدة بان تسمي المواد التي يأكلها او يشربها عند تناوله وجبة الإفطار او الغداء أو العشاء. يتبع في الأسبوع المقبل @@ مع تحيات مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية.