"ما نمر به اليوم تاريخ لا ينسى وتحدٍ مع الزمن سنجني قريبًا منجزات وأعمالًا لا تخطئها الأنظار"، صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ولي العهد رئيس مجلس الوزراء –حفظه الله– مخاطباً السعوديين قبل عدة سنوات بهذه الكلمات المتفائلة المشرقة الطموحة والحاسمة في ذات الوقت، وحاضرنا ومستقبلنا يرى التطور الكبير لبلادنا الغالية، والمشاريع المتعددة في جميع أنحاء مملكتنا الحبيبة، وبالأمس تحقق حُلم كل سعودي بل كل عربي بإعلان الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا" فوز السعودية باستضافة بطولة كأس العالم 2034م، البطولة التي كنا نتمنى المشاركة بها وتحقق ذلك في عام 1994م كأول مشاركة سعودية في بطولة كأس العالم التي أقيمت في الولاياتالمتحدة الأميركية. وحسب ملف المملكة العربية السعودية يبلغ عدد الملاعب الرئيسة لإقامة مباريات كأس العالم 15 ملعباً في المدن الخمسة الرئيسة: "الرياض، جدة، الخبر، أبها، نيوم"، بينما هناك 72 ملعباً مخصصاً للتدريبات منها 47 ملعباً في المدن الخمسة الرئيسة و25 ملعباً في مدن أخرى متفرقة في مملكتنا الحبيبة، وتضمن الملف أسماء جميع تلك الملاعب والفنادق المخصصة للمنتخبات التي ستتدرب في جميع المدن، إضافة الى تفاصيل دقيقة حول عدد الغرف في كل فندق، وتقييمه بنظام النجوم المتعارف عليه في قطاع السياحة، والمسافة من والى الملعب، وسائل المواصلات المتنوعة لتنقلات الفرق المشاركة والجماهير، وقد حصل الملف السعودي على أعلى تقييم عبر تاريخ بطولات كأس العالم (419.8) من أصل (500)، ولم يتحقق ذلك إلا بعد دعم وإشراف مباشر من القائد الملهم صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز الذي أعلن -حفظه الله- عن تأسيس "الهيئة العليا لاستضافة كأس العالم 2034م"، ويرأس سموه الكريم إدارة الهيئة العليا، والتي تضم أصحاب السمو الملكي الأمراء وأصحاب المعالي الوزراء من عدة وزارات وجهات حكومية. وهذا الدعم اللامحدود من قيادتنا الرشيدة يأتي تأكيداً على عزم بلادنا الحبيبة تقديم نسخة كأس عالم استثنائية كأول دولة في العالم تستضيف هذا الحدث العالمي الكبير بمشاركة "48" منتخباً من مختلف قارات العالم، ومن خلال هذا الحدث العالمي ستُبرز السعودية نفسها للعالم أجمع كوجهة اقتصادية واستثمارية ورياضية وسياحية واقتصادية، علاوة على الثقافية والترفيهية، حيث سيتعرف الملايين من زوار السعودية على إرثها وموروثها الحضاري والتاريخي، والمخزون الثقافي العميق الذي تتميز به. وبعد الإعلان الرسمي عن استضافة مملكتنا الحبيبة كأس العالم 2034م، والنجاح الكبير للملف السعودي فإننا نتمنى أن يُواكب هذا النجاح نجاحاً آخر داخل الملعب لمنتخبنا السعودي لكرة القدم، ليُنافس المنتخبات الأخرى لتحقيق اللقب ولا تكون مشاركتنا مشاركة عابرة، وأمامنا عشر سنوات بإمكاننا صناعة منتخب سعودي قوي لينافس بل يحقق كأس العالم حتى يكون "كأس العالم سعودياً"، فهمّة السعوديين مثل جبل طويق ولن تنكسر، وطموحنا عنان السماء. طلال بن محفوظ – جدة