في تصريح يحمل دلالات عميقة، قال سمو ولي العهد -حفظه الله-: -(نحن لا نحلم.. نحن نفكر في واقع سيتحقق إن شاء الله).. هذه العبارة ليست مجرد كلمات عابرة، بل تعكس رؤية استراتيجية وطموحًا كبيرًا يمثّل النهضة والتطور الذي تشهده المملكة العربية السعودية. ومن خلال هذه الرؤية، يمكن أن نفهم الأبعاد الحقيقية للتحديات التي تواجهها المملكة وكيفية تحويل الأفكار والطموحات إلى إنجازات ملموسة. وتبرز عبارة ولي العهد أهمية التفكير الواقعي والتخطيط المدروس، فالأحلام وحدها لا تكفي لتحقيق التغيير، بل يتطلب الأمر وضع استراتيجيات واضحة وأهداف قابلة للتحقيق، يُظهر هذا التصريح أنّ المملكة تسير في اتجاه بناء مستقبل مستديم قائم على الأسس العلمية والعملية، وليس مجرد أحلام بعيدة المنال. وتندرج هذه الرؤية ضمن إطار رؤية المملكة 2030، التي أطلقها سمو ولي العهد لتكون بمثابة خارطة طريق لتحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية في المملكة. تتضمن هذه الرؤية مجموعة من البرامج والمبادرات، مثل "التحول الوطني" و"الاستثمار في الإنسان"، والتي تهدف إلى تعزيز الاقتصاد الوطني وتنويعه، وتقليل الاعتماد على النفط، وخلق فرص عمل جديدة. ومن خلال التفكير في "واقع يتحقق"، يتضح أن ولي العهد يدعو إلى الابتكار والتكنولوجيا كعوامل أساسية في التنمية، إذ أن العصر الحالي يتطلب من الدول أن تستثمر في العلوم والتكنولوجيا، مما يسهم في تحقيق تقدم ملموس في مختلف القطاعات، إن المملكة، تحت قيادة ولي العهد، تسعى إلى أن تكون مركزًا عالميًا للابتكار، من خلال دعم الشركات الناشئة وتعزيز البحث العلمي. ويوضح تصريح ولي العهد أهمية الشراكة مع القطاع الخاص، فالدولة لا يمكنها تحقيق أهدافها بمفردها، بل تحتاج إلى التعاون مع رجال الأعمال والمستثمرين، وتسهم هذه الشراكة في خلق بيئة استثمارية جاذبة، مما يؤدي إلى تعزيز الاقتصاد الوطني وزيادة فرص العمل. وتواجه المملكة العربية السعودية العديد من التحديات، سواء كانت اقتصادية أو اجتماعية، لكن من خلال التفكير في "واقع يتحقق"، يظهر أن ولي العهد يؤمن بأن كل تحدٍ يحمل في طياته فرصًا جديدة، إن القدرة على التحول من الأزمات إلى فرص هي من الصفات الأساسية للقيادة الناجحة. ويتضمن التفكير في الواقع المستديم الاهتمام بالبيئة، والمملكة تعمل على تحقيق أهداف التنمية المستديمة، والتي تشمل الحفاظ على البيئة وضمان استخدام الموارد بشكل مسؤول، هذه الرؤية تُظهر التزام المملكة بتحقيق التوازن بين التنمية الاقتصادية وحماية البيئة. إن عبارة ولي العهد تعكس طموحًا حقيقيًا ورؤية واضحة للمستقبل. فالتفكير في واقع يتحقق يعني أن المملكة تسعى نحو تحقيق أهدافها من خلال التخطيط والاستثمار في الإنسان والبنية التحتية، والتكنولوجيا، والشراكات الاستراتيجية. إن المملكة العربية السعودية اليوم ليست فقط في مرحلة الحلم، بل هي في مرحلة العمل الفعلي نحو مستقبل مشرق ومستديم، مما يجعلها نموذجًا يحتذى به في المنطقة والعالم.