يحتل الطموح مكانة خاصة في قلوب السعوديين، حيث يُعد عاملًا حيويًا في تحقيق التطور والتقدم الشامل، فالطموح رغبة قوية وإرادة متجددة لتحقيق النجاح والتفوق في مختلف جوانب الحياة على المستوى الشخصي والاجتماعي والاقتصادي والمعرفي. فهو يحفز على العمل الجاد ويعزز الثقة بالنفس ويساعد في التغلب على التحديات، ويعدّ الطموح قيمةً جوهريةً في الثقافة السعودية، ويُزرع في نفوس الأبناء منذ الصغر. فالشعب السعودي يؤمن بقدرته على تحقيق المستحيل، ويسعى جاهدًا لبناء مستقبلٍ أفضلٍ لنفسه ولبلاده. إن ما ألهم به سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان -حفظه الله- بقوله "طموحنا عنان السماء" وعبر إطلاق الرؤية الطموحة بمستهدفاتها العالية جديرٌ بأن يصبح لدى السعوديين الطموح من قيمهم، فلطالما تميز مجتمعنا السعودي بطموحه العالي وإرادته القوية، وظهر ذلك جليًا في إنجازاته على مختلف الصعد. إن الطموح لدى السعوديين ينبع من تأصيله في الهوية الوطنية والقيم الثقافية، فتاريخياً يُعتبر النجاح وتحقيق الطموح جزءًا لا يتجزأ من المسيرة التاريخية للمملكة، إذ يتجلى هذا في التطورات الاقتصادية والاجتماعية الكبيرة التي شهدتها المملكة، والتي تعكس تكاتف الشعب السعودي لتحقيق أهدافه وطموحاته. تلعب قيمة الطموح دورًا مهمًا في تحقيق رؤية المملكة 2030. فالشباب السعودي الطموح هو القوة المحركة لتحقيق مستهدفات هذه الرؤية عبر تنويع الاقتصاد وخلق فرص العمل وتعزيز الابتكار، ويعتبر الطموح عنصرًا محفزًا يشجع الأفراد على تحقيق أهدافهم والمساهمة فعّالة في بناء مستقبل مشرق للوطن. شهدت المملكة استثمارات ضخمة في مجال التعليم، مما أسهم في تحسين نظام التعليم، والاهتمام في البحث العلمي وقد منح ذلك فرصًا أكبر لاكتساب المعرفة الذي أدى إلى تعزيز الوعي لدى الشباب وشجعهم على تحديد أهدافاً طموحة وبفضل هذه الجهود، يزخر الشباب السعودي بالمهارات والقدرات الفريدة. إن تعزيز روح الريادة وريادة الأعمال، هو ما يلهم الشباب لتحقيق أحلامهم وتحويل أفكارهم إلى مشاريع واقعية، بتوفر البنية الداعمة للريادة والتشجيع على الابتكار، يجد السعوديون فرصًا واسعة لتحقيق طموحاتهم في مختلف المجالات. تعتمد المملكة على التقنية في تحقيق أهداف رؤية المملكة 2030 مما يُشجع السعوديين على الاستفادة من التقنيات الحديثة لتحقيق أهدافهم وتسهيل مسار تحقيق طموحاتهم. كما أن تمكين المرأة السعودية بشكل كبير ومنحها حقوقًا أكبر، ساهم في تعزيز روح الطموح لدى النساء السعوديات. الجدير بالذكر أن الطموح لدى الشعب السعودي ليس مقتصرًا على مجالات محددة، بل امتد أيضًا إلى المجالات الثقافية والفنية والرياضية لذا تشهد السعودية تطوراً متزايداً في تلك المجالات، مما يشجع الشباب السعودي على تطوير مواهبهم والتفوق في مجالات اهتمامهم. كما أن ما حققته مستهدفات رؤية المملكة عبر تقريرها السنوي من منجزات تجاوزت المؤشرات المتوقعة أثبتت طموح الطاقات السعودية وتكاتفها من أجل الإبهار باقتدار. في الختام، يُعد الطموح قيمة أساسية في نسيج المجتمع السعودي، وهو ما يسهم في تحقيق التطور والتقدم على كافة الصعد، تمثل هذه القيمة روح الإصرار التي تدفع السعوديين نحو تحقيق أحلامهم وتحويلها إلى واقع ملموس يعزز التقدم المستدام للمملكة.