السعودية ترحب بالعالم

ينتظر العالم نجاحاً مبكراً لكأس العالم 2034 والذي تستضيفه المملكة العربية السعودية بعد الإعلان الرسمي للاستضافة، والذي واكبه زخم إعلامي على أعلى مستوى، لأن ذلك لم يأتِ صدفةً بل ضمن خطط مرسومة وتوقيت مناسب بإمضاء عراب رؤية المملكة 2030 صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان ولي العهد السعودي، والذي وعد بألا تنكسر همته وهمة كل السعوديين إلا إذا زال جبل طويق.
ولعل سائلاً يسأل: النجاح المتوقع لكأس العالم لماذا؟! وهنا تذكرت قول المتنبي في الطموح والتألق المرتقب:
إِذا غامَرتَ في شَرَفٍ مَرومٍ
فَلا تَقنَع بِما دونَ النُجومِ
يَرى الجُبَناءُ أَنَّ العَجزَ عَقلٌ
وَتِلكَ خَديعَةُ الطَبعِ اللَئيمِ
وَكُلُّ شَجاعَةٍ في المَرءِ تُغني
وَلا مِثلَ الشَجاعَةِ في الحَكيمِ
ولأن قياس نجاح أي كأس عالم أقيم أو سيقام يعود إلى عدة مقومات هذه المقومات موجودة في السعودية ولله الحمد، إن اعتماد وتركيز السعودية على رؤية 2030 التي تركز على تطوير البنية التحتية فيما يختص بتعزيز دور الرياضة في المجتمع.
وما تمتلكه السعودية من منشآت رياضية عالمية مثل الملاعب الحديثة المنشأة حاليًا والمرافق المتطورة، أو الخطط المرصودة والموضوعة لإنشاء المزيد من الملاعب واستكمال مشروعات كبرى. إضافة إلى الاستثمارات الضخمة في تطوير البنية التحتية الرياضية والسياحية بما في ذلك مشاريع مثل نيوم والقدية والعلا والدرعية وغيرها، مما يؤكد أن هذه التجربة الرياضية ستكون فريدة. السعودية ليست جديدة لا على استقبال ملايين الوفود ولا الفعاليات العالمية والرياضية لذلك تعمل السعودية على تعزيز علاقاتها مع الهيئات الرياضية العالمية من خلال استضافة بطولات دولية كبرى مثل كأس العالم للأندية 2023 وكأس آسيا 2027 إضافة إلى شراكات مع أندية ولاعبين عالميين.
إذا علمنا أن المملكة العربية السعودية تستقبل في كل عام حوالي ثلاثة ملايين حاج وأكثر من 23 مليون معتمر سنويًا، وبلغ عدد الحجاج في العشر الأعوام الأخيرة 24 مليون حاج، و95 مليون حاج في الخمسين سنة الأخيرة، ورغم أن المهمة تكرر سنوياً في مساحة لا تتجاوز الكيلو مترات في أيام معدودات، لذا ستكون أوقات وأجواء كأس العالم ملتهبة ولمدة تتجاوز الشهر في عدد من المدن الحضارية والسياحة المغطاة بوسائل النقل المتعددة ليتعرف العالم على الثقافة السعودية بمختلف ألوانها ويتذوق صنوف الكرم السعودي المضياف. لذلك فالنجاح سيكون محسوماً بإذن الله سبحانه وتعالى والذي هيأ لهذا البلد أن يحظى باستضافة كأس العالم، فبعد أن عرفت السعودية بأنها حضن لجميع المسلمين فهي اليوم ستصبح حضناً للعالم أجمع.
سعود الضحوك
نسخة مميزة ينتظرها العالم من السعودية