ينتظر العالم والمملكة العربية السعودية خاصة اليوم 11 ديسمبر 2024 موعداً للفرح والسعادة اذ يترقب إعلان فوز المملكة بإستضافة مونديال كأس العالم 2034 رسمياً، ليكون امتداداً للنجاحات الرياضية ولاستضافات أكبر بطولات وفعاليات العالم رياضيًا التي تتجه لها أنظار العالم للاستمتاع بأول نسخة رياضية محدثة لبطولات كأس العالم فهي أول نسخة تشهد مشاركة 48 منتخبًا، إلى جانب ملاعب هي الأولى من نوعها في العالم، ستحتضن أكبر عدد من الجماهير في نسخة واحدة بتاريخ المونديال. ويعد دخول المملكة العربية السعودية كمرشح قوي لاستضافة المونديال الأكبر من ناحية الفرق والجماهير تحدياً قوياً وإثباتاً على قدرة المملكة في إدارة الحشود واستضافة أكبر الأحداث العالمية، خاصة بعد أن شهد عام 2023 تحولًا كبيرًا في القطاع الرياضي بالمملكة وفي القلب منه كرة القدم، إذ خطفت المملكة أنظار العالم منذ مطلع 2023 بعد الانطلاقة التاريخية نحو ضم كبار نجوم اللعبة والذين كان في مقدمتهم الأسطورة البرتغالي كريستيانو رونالدو لاعب النصر، لتتواصل النجاحات في الصيف الماضي بصفقات عالمية نارية تزينت بها أندية دوري روشن للمحترفين والذي تخطت قيمته السوقية حاجز المليار يورو لأول مرة في تاريخ أي دوري في المنطقة العربية وآسيا. وفي وقت سابق شهد التقرير السنوي لرؤية السعودية 2030، مطلع العام استعراض ما تم تحقيقه من إنجازات في كافة الأصعدة خلال عام 2023، جاء إصدار التقرير السنوية لرؤية السعودية 2030 تزامنًا مع العام الثامن لإطلاق رؤية المملكة الطموحة، حيث سلط التقرير الضوء على أداء برامج تحقيق الرؤية في عام 2023، ويعد القطاع الرياضي أحد أهم أركان رؤية المملكة 2030، لا سيما وأنه لا يستهدف منه تطوير الرياضة في المملكة من حيث المنافسة على البطولات القارية والعالمية أو استضافة الفعاليات الرياضية الكبرى في مختلف الألعاب فقط، بل إنه يستهدف التعريف بجودة الحياة في المملكة وتحقيق مستهدفات تتعلق بالجذب السياحي لمجتمع نابض بالحياة وبيئة مستدامة. العالم على موعد مع بطولة مختلفة بكل المقاييس وشهدت السعودية إنجازات مجتمعية كبيرة الفترة الماضية، حيث اتخذت المملكة خطوات تطويرية متسارعة في القطاع الرياضي وذلك بتركيزها على المبادرات الرياضية والشبابية لتحسين الرفاه البدني والاجتماعي، وأساليب الحياة الصحية لدى كافة شرائح المجتمع، وأسهمت هذه الجهود في إيجاد وعي رياضي وتمكين أبطال يحققون الإنجازات وتهيئة مجتمع تسوده فعاليات النشاط البدني، وبلغت نسبة الأشخاص البالغين الذين يمارسون النشاط البدني لمدة 150 دقيقة أسبوعيًا 62.3 %، علمًا بأن المستهدف كان 51 %، وشهد عام 2023 تطورًا رياضيًا مذهلًا على مستوى زيادة عدد الأندية التي أصبحت حاليًا أكثر من 110 أندية في الألعاب المختلف، فضلًا عن اكتمال تنفيذ المنشآت الرياضية في أندية الشباب، الاتفاق والفتح، كما تم تدشين أول دوري لكرة الطائرة النسائية بمشاركة 8 أندية و112 لاعبة، وحققت المملكة خلال عام 2023 إنجازات رياضية عالمية وذلك في 8 بطولات عالمية شاركت فيها المملكة في رياضات متعددة، من بينها الجودة، الملاكمة، الكاراتيه، البلياردو وألعاب القوى. ولعل استضافة مونديال كأس العالم 2034 يعد الحدث المنتظر والتاريخي الذي انتظره الشعب السعودي كان موعده في عام 2023، إذ تم إعلان ترشح المملكة لاستضافة كأس العالم 2034 كأول نسخة يشارك فيها 48 منتخبًا بتنظيم دولة واحدة، وجاءت هذه الخطوة بعد خطوات متتالية في احتضان مختلف الأحداث الرياضية العالمية، لتتقدم المملكة بملف ترشحها لاستضافة مونديال 2034، وهو الملف الذي حظي بتأييد كبير من الاتحادات الكروية من حول العالم، ويرتكز ملف المملكة على 3 محاور رئيسة تتكامل فيما بينها نحو رحلة استثنائية يشارك وينمو فيها المجتمع والتي تتمثل في «معًا لتنمية القدرات البشرية»، «معًا لتنمية كرة القدم» و»معًا لتنمية جسور التواصل». وعلى صعيد كرة القدم أيضاً يعد الدوري السعودي للمحترفين أقوى وأهم مسابقة كروية بمنطقة الشرق الأوسط حتى وصل العالمية من خلال ملف الاستقطابات العالمية لنجوم العالم المشاركين في دوري روشن، وحتى دوري الدرجة الأولى للمحترفين «دوري يلو» بات واحداً من أقوى المسابقات الكروية الفنية في منطقة الشرق الأوسط أيضاً، عقب مشروع خصخصة الأندية، كحدث رياضي بارز خلال عام 2023، حينما كان انطلاق مشروع الاستثمار والتخصيص للأندية الرياضي، والذي يتيح الفرصة للقطاع الخاص بتمكينه في تنمية القطاع الرياضي، مرتكزًا على 3 أهداف استراتيجية، تتمثل في: توفير بيئة جاذبة للاستثمار، ورفع مستوى الاحترافية والحوكمة الإدارية والمالية في الأندية الرياضية، إضافة إلى رفع مستوى الأندية وتطوير بنيتها التحتية. ويعمل المشروع بمسارين، الأول: تملك شركات كبرى تنموية للأندية، والثاني: طرح عددٍ من الأندية للتخصيص، ويأتي ذلك تحقيقًا لريادة وتميز المنتخبات الوطنية والأندية الرياضية والرياضيين كافة، وانطلق المشروع باستثمار صندوق الاستثمارات العامة في أندية رياضية بتحويلها إلى شركات وهو ما تم في 4 أندية، بحيث يملك الصندوق حصة 75 %، فيما تبلغ حصة المؤسسة غير الربحية 25 %، يضاف إلى ذلك استثمار شركات كبرى وجهات تنموية في أندية رياضية بتحويل ملكيتها إليها، وهو ما تم كذلك في 4 أندية.