يستمر الجيش الإسرائيلي بشن غارات جوية متفرقة مصحوبة بقصف مدفعي وإطلاق نار من المسيرات، في أنحاء متفرقة من قطاع غزة، مع دخول حرب الإبادة يومها ال428 على التوالي. وبحسب مصادر طبية في غزة، وصل إلى المستشفيات، خلال 24 ساعة 63 شهيدًا، أكثر من نصفهم في مناطق شمال القطاع، ونحو 100 إصابة. كما ويتواصل سماع "انفجارات ضخمة"، منذ فجر السبت، ناتجة عن "عمليات نسف المباني" شمالي غزة، وعلى وجه الخصوص، في مخيم جباليا. إلى ذلك، تستمر آليات الاحتلال بإطلاق نيرانها مستهدفة المناطق الشمالية والشرقية من مخيم النصيرات وسط القطاع، وتواصل تنفيذ "سلسلة" من القصف المدفعي على مناطق بيت لاهيا شمال القطاع. في السياق ذاته، أفادت القناة 13 الإسرائيلية الليلة الماضية أن مصر تكثف جهودها للتوصل إلى تفاهمات تفضي إلى إطلاق سراح المحتجزين الإسرائيليين في إطار اتفاق يهدف إلى وقف إطلاق النار بين المقاومة الفلسطينية وإسرائيل. ووفقًا لمصادر مصرية، تضغط القاهرة على المقاومة لتقديم "تنازلات" بشأن بعض مطالبها، بما يتيح وضع ملامح اتفاق يرضي الطرفين. على الجانب الآخر، تضغط مصر أيضًا على إسرائيل لتقديم مرونة في موقفها مقابل "التنازلات" التي ستُطالب بها المقاومة، إلا أن هذه الجهود تواجه عقبات كبيرة. ووفقًا لمصدر فلسطيني مطّلع على مواقف المقاومة، تحدث للقناة 13، فإن "فرص التوصل إلى اتفاق لا تزال ضئيلة نظرًا للفجوات الكبيرة بين الطرفين". صوت الانفجارات يملأ السماء والكابوس يستمر مع سكان غزة وفي سياق متصل، أفادت شبكة CNN أن الرئيس الإسرائيلي يتسحاق هرتسوغ أجرى اتصالًا مع رجل الأعمال إيلون ماسك في الأيام الأخيرة، في محاولة لدفع عجلة المفاوضات المتعلقة بصفقة المحتجزين. جاء هذا الاتصال بناءً على طلب عائلات المحتجزين، الذين يأملون أن يستغل ماسك نفوذه للضغط على جميع الأطراف المعنية للوصول إلى اتفاق. وأضاف التقرير أن هذا التحرك جاء بعد تهديد صريح أطلقه الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترمب عبر وسائل التواصل الاجتماعي، حيث توعد بعواقب وخيمة إذا لم يتم الإفراج عن المحتجزين قبل استلامه الرئاسة رسميًا في 20 يناير. وفي تصريح خاص للقناة "13" الإسرائيلية، أعرب آدم بوهلر، مبعوث ترمب المكلّف بمتابعة قضية المحتجزين، عن تفاؤله بإمكانية التوصل إلى اتفاق. وقال: "الوقت الحالي يشكل فرصة للتعامل مع قضية المحتجزين، نتيجة القوة التي أظهرتها إسرائيل في قطاع غزة ولبنان". وأضاف أن الإدارة المقبلة لترمب ستعتمد على الأفعال، وأن "الضغط على المقاومة الفلسطينية سيستمر لتحقيق هذا الهدف". المرصد الأورومتوسطي: "الاحتلال يقضي على آخر مستشفى في شمال غزة" قال المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان: إن جيش الاحتلال يعمل بشكل منهجي على إخراج مستشفيات شمال قطاع غزة بالقوة عن الخدمة، من خلال الاستهداف العسكري المباشر والمتكرر، وفرض حصار خانق، وقتل وإصابة واعتقال المرضى والجرحى والطواقم الطبية، في إطار سعيها لتدمير آخر مقومات الحياة المتبقية اللازمة للنجاة، بالتزامن مع استمرارها في جريمة التهجير القسري ضد الفلسطينيين شمال القطاع. وأفاد المرصد الأورومتوسطي في بيان له وصل "الرياض" نسخة منه، أن قوات الاحتلال واصلت هجماتها العسكرية ضد المدنيين في مشروع بيت لاهيا شمال غزة، وشنت غارات عنيفة استهدفت المنازل والشوارع، قبل أن تحاصر مستشفى كمال عدوان، الذي لا يزال يعمل بشكل جزئي مع مستشفيين آخرين في شمال قطاع غزة. وأضاف المرصد أن فريقه الميداني وثّق قيام قوات الاحتلال الإسرائيلي باستخدام معتقلين فلسطينيين كدروع بشرية، وإرسالهم تحت التهديد إلى المستشفى لإبلاغ إدارته بضرورة خروج جميع النازحين ومرافقي المرضى منه إلى ساحة المستشفى، والتوجه نحو منطقة تتمركز فيها قوات الاحتلال. وعند وصولهم، اعتقلت هذه القوات عددًا منهم وأجبرت البقية على النزوح قسرًا باتجاه حاجز الإدارة المدنية ومنه إلى مدينة غزة. وذكر أن قوات الاحتلال أجبرت أيضًا الوفد الطبي الإندونيسي المتطوع في مستشفى كمال عدوان على الخروج منه دون سياراتهم التي قدموا بها. واستمر الهجوم العسكري الذي شنه جيش الاحتلال في محيط مستشفى كمال عدوان لعدة ساعات، قبل أن ينسحب من المنطقة، ليتبين وجود ما بين 30 إلى 50 شهيدًا في الشوارع والمنازل المجاورة للمستشفى. وأكد شهود أن عمليات البحث عن شهداء ومصابين في محيط المستشفى ما تزال متواصلة، ما يرفع التوقعات بزيادة أعداد الضحايا في المنطقة. وأفاد مدير مستشفى كمال عدوان، د. حسام أبو صفية، أن الوضع داخل المستشفى وحوله كارثي، وأن هناك عددًا كبيرًا من الشهداء والجرحى، بينهم أربعة شهداء من الكوادر الطبية في المستشفى الذي لم يتبق أي جراحين فيه. وأوضح أن الوفد الطبي الإندونيسي كان الفريق الطبي الوحيد الذي يجري العمليات، لكنه أُجبر على المغادرة من قبل الاحتلال إلى نقطة التفتيش. وحذر من أن الإمدادات الطبية على وشك النفاد، وأن هناك المئات من الضحايا بحاجة ماسة إلى الرعاية الطبية الضرورية. كما أشار إلى أن الاحتلال استهدف مولدات الأكسجين في الليل، وحاليًا لا يوجد سوى جراحين اثنين غير ذوي خبرة متاحين لإجراء العمليات للمرضى. وقد اضطروا لبدء العمليات رغم نقص خبرتهم، حيث كان هناك 20 جريحًا يحتاجون إلى رعاية عاجلة. وفق توثيق المرصد، جاء هجوم الاحتلال الذي استهدف مستشفى كمال عدوان بعد أقل من 24 ساعة على إسقاط طائرات "كواد كابتر" التابعة للاحتلال قنابل على المستشفى، مما أسفر عن استشهاد الطفل محمود أبو العيش (16 عامًا)، الذي استُهدف وهو على كرسي متحرك أثناء توجهه إلى قسم الاستقبال والطوارئ في المستشفى طلبًا للرعاية الصحية. كما أسفر الهجوم عن إصابة 12 فلسطينيًا من المرضى والمرافقين والطواقم الطبية. كما تعرض المستشفى خلال الأسبوع الماضي لأكثر من 10 استهدافات مباشرة، أسفرت عن إصابة أكثر من 22 فلسطينيًا، من بينهم عدد من الطواقم الطبية. وأكد الأورومتوسطي أن قوات الاحتلال قصفت يوم أمس أيضًا المستشفى الإندونيسي في جباليا شمال غزة، حيث استهدفت خزانات المياه، وتسببت بإصابة ثلاثة من مرافقي المرضى، فيما سبق ذلك استهداف مستشفى العودة في جباليا وقصف طوابقه العلوية. وشدد الأورومتوسطي على أن استهداف المستشفيات في شمال غزة، التي تعمل بشكل جزئي وتقدم خدمات محدودة في ظل منع الأدوية والأدوات الطبية عنها، ويعمل فيها طاقم طبي وإداري مستنزف من طول الخدمة وكثرة الحالات الواردة من المرضى والمصابين، وسط حالة من التجويع على مدار أكثر من شهرين، يبرز سعي إسرائيل المستمر لإخراج هذه المستشفيات عن الخدمة بشكل كامل للقضاء على فرص النجاة والبقاء للفلسطينيين هناك. وأشار إلى أن جيش الاحتلال مستمر في عملية تهجير سكان شمال غزة قسراً، وأقدم يوم أمس على مهاجمة عدة مراكز إيواء في بيت لاهيا، وأجبر آلاف النازحين على النزوح قسراً باتجاه مدينة غزة. كما أكد أن جيش الاحتلال يواصل عمليات التدمير والنسف وقصف المنازل على رؤوس ساكنيها في أحياء شمال غزة، لقتل وتهجير من تبقى من السكان وتدمير شامل للمحافظة بحيث لا تعود صالحة للعيش سواء حاليًا أو مستقبلاً. الأممالمتحدة تحذر من كارثة إنسانية وشيكة على مليوني فلسطيني وطالب الأورومتوسطي طواقم اللجنة الدولية للصليب الأحمر ومنظمة الصحة العالمية باتخاذ الإجراءات كافة اللازمة للوصول إلى مستشفيات شمال غزة، وتأمين الأدوية والمستهلكات الطبية والغذاء والطواقم الطبية، والاضطلاع بمسؤولياتها لتأمين حماية المرضى والجرحى والطواقم الطبية، وإمدادهم بالمساعدات الإنسانية. كما شدد على ضرورة قيامهم بإصدار مواقف علنية، كحد أدنى، استنادًا إلى مبادئ عملهم، بشأن الانتهاكات الجسيمة التي يرتكبها جيش الاحتلال، خاصة أن هذه الانتهاكات تتكرر بشكل خطير ومتسارع منذ أكثر من عام، في ظل فشل جميع الجهود والمحادثات التي تدعو لوقف الجرائم الإسرائيلية، بما في ذلك تلك التي تجريها اللجنة الدولية للصليب الأحمر. وجدد المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان دعوته إلى جميع الدول والأممالمتحدة بتنفيذ التزاماتها القانونية الدولية بوقف جريمة الإبادة الجماعية في قطاع غزة، وفرض حظر أسلحة شامل على دولة الاحتلال، ومساءلتها ومعاقبتها على جرائمها كافة، واتخاذ جميع التدابير الفعلية لحماية الفلسطينيين المدنيين هناك، ومنع تهجيرهم قسرًا وضمان عودتهم إلى مناطق سكناهم، والإفراج عن المعتقلين الفلسطينيين كافة الذين تم اعتقالهم تعسفًا، وإدخال كل أشكال المساعدات الإنسانية الغذائية وغير الغذائية، وبخاصة المنقذة للحياة، على وجه السرعة ودون عوائق وبما يلبي احتياجات سكان قطاع غزة كافة، وخصوصًا في مناطق الشمال، وضمان انسحاب جيش الاحتلال من كامل قطاع غزة. واقتحم جيش الاحتلال "مستشفى كمال عدوان" شمال قطاع غزة، وأجبر المرضى والجرحى على مغادرته. وأكدت مصادر محلية أن قوات الاحتلال اقتحمت المستشفى ببلدة بيت لاهيا شمال القطاع الذي يواجه إبادة جماعية إسرائيلية وتطهير عرقي منذ 5 أكتوبر الماضي. وفي وقتٍ سابق، توغلت آليات عسكرية إسرائيلية إلى محيط المستشفى وفرضت حصارًا عليه من جميع الجهات، وتقدمت قوات الاحتلال تحت غطاء ناري كثيف إلى محيط المستشفى وفرضت حصارًا عليه، وفق مصادر محلية. ويوم الأربعاء الماضي، توقفت محطة الأكسجين داخل المستشفى وتعذر إصلاحها بسبب كثافة النيران المحيطة بالمكان، مما يهدد حياة المرضى والجرحى المتواجدين بها. ومنذ مساء الثلاثاء الماضي، يكثف جيش الاحتلال غاراته العنيفة على مناطق مختلفة شمال القطاع، وخاصة بيت لاهيا، وسط إطلاق نيران من طائراته المسيرة صوب المنازل والمستشفيات التي خرجت عن الخدمة وتعمل بحد أدنى من القدرات. تواصل قوات الاحتلال الإسرائيلي احتلال معابر غزة وإغلاقها، ومنع سفر الجرحى والمرضى للعلاج أو إدخال أي مساعدات إنسانية للقطاع لليوم ال215 على التوالي. ويغلق الاحتلال المعابر منذ اجتياحه مدينة رفح جنوبي القطاع وسيطرته على معبري رفح البري وكرم أبو سالم، رغم تحذيرات المنظمات الإنسانية والإغاثية ومطالبات دولية بإعادة فتح المعابر لتلافي حصول مجاعة بسبب انقطاع المساعدات، ولإنقاذ أرواح آلاف المرضى والجرحى. وحذر برنامج الأغذية العالمي من أن مليوني فلسطيني في قطاع غزة الذي يتعرض لحرب إسرائيلية مدمرة يعانون من انعدام الأمن الغذائي، معربًا عن قلقه إزاء تقليص حجم عمليات تقديم المساعدات لغزة. وقال متحدث المنظمة الأممية طارق يساريفيتش: إن "هناك أكثر من 10 آلاف شخص بحاجة إلى الإجلاء، وتلقي الرعاية الطبية خارج غزة". وشدد يساريفيتش على ضرورة إعادة فتح معبر رفح وأي معبر حدودي آخر لإخراج المرضى والجرحى حتى تظل حياتهم آمنة. وطالب المكتب الإعلامي الحكومي بفتح معبري رفح وكرم أبو سالم وإدخال المساعدات والبضائع وإنهاء حرب الإبادة الجماعية المستمرة للشهر الثالث عشر على التوالي. وأشار المكتب إلى أن شبح المجاعة يُهدد حياة المواطنين بشكل مباشر، مما يُنذر بارتفاع أعداد الوفيات بسبب الجوع، خاصة بين الأطفال، حيث بات 3,500 طفل يتهددهم الموت بسبب سوء التغذية وانعدام المكملات الغذائية والتطعيمات التي أصبحت في إطار الممنوعات من الدخول إلى قطاع غزة. وكانت وزارة الصحة الفلسطينية قد ذكرت أن نحو 20 ألف جريح ومريض في غزة حاليًا بحاجة للسفر للعلاج في الخارج، مؤكدة عدم تمكن أي منهم من مغادرة القطاع منذ احتلال القوات الإسرائيلية للمعابر، مما يعرض حياة الآلاف منهم للمضاعفات والموت. وفي السياق، حذرت منظمة الأممالمتحدة للطفولة "يونيسف" من التأثير الكارثي والوضع المزري الذي يواجهه أطفال غزة بسبب إغلاق المعابر التي تمر منها المساعدات، والعمليات العسكرية الإسرائيلية المكثفة في القطاع. فلسطينيون يتفقدون الأضرار بعد غارة إسرائيلية على مخيم النصيرات للاجئين (أ ف ب) شاحنة المساعدات في مخيم النصيرات للاجئين بغزة (أ ف ب) 63 شهيداً خلال يوم واحد (رويترز)