عندما يسعدك الحظ المسرحي لترى نفسك وأسرتك ومجتمعك في إطار عرض مسرحي، فإنك ستشاهده وتخرج منه وأنت تضحك وتبكي في آن واحد، هذا ما جرى للجمهور بعد حضوره لمسرح كلية التقنية ومشاهدته مسرحية «فتى المول» لكاتبها محمد المزيني مؤلف مسلسل ضرب الرمل، ففي فتى المول أبدع المزيني في تجسيد الحالة الاجتماعية والأسرية المعاصرة، حيث تتناول المتغيرات الحالية التي طرأت على المجتمع السعودي وما أحدثه واقع التغيير الذي نقلنا من واقع السكون الى الحركة، أحداث المسرحية في قالبها الملهاة والمأساة، دارت حول رب الأسرة الصغيرة أبو علي الذي يوشك على التقاعد، وزوجته أم علي الخمسينية، وابنته هيفاء الموظفة وولده علي الطالب، يعمل أبو علي في شركة ومعه أبو سعدون وموظفتين هما هند ومها.. وبسبب اختلاط الموظفين بالموظفات استشعر أبو علي عاطفة جياشة ومراهقة متأخرة تجاههن وبدأ يتأنق ويصبغ شعره ويخرج مبكرا.. تلاحظ أم علي بهذا التغيير وتلحق به إلى المكتب هناك تلتقي بالموظفتين ويدور حوار بينهن، يأتي أبو علي وتختبئ أم علي، تفتح هند الحوار المكشوف مع أبو علي، وهنا تكتشف أم علي أنه منجذب لمها. تقوم بملاحقته وضربه على رأسه، في المشهد التالي نراه مربوط الرأس من ضربات ام علي ، ينصحه ابو سعدون أن يكف عن هذه المراهقة الذي طرأت عليه وتنصحه هند بأن يعود إلى زوجته ويحاول أن يتعرف عليها من جديد ، فهي امرأة جميلة وأنيقة لكنه لم ير ذلك بسبب التعود، يخطط علي وابنته هيفاء للإصلاح بينهما تقوم هيفاء بالاتفاق مع أبو سعدون ليتقدم لخطبتها وهنا تقع المفاجأة على راس ابو علي بينما أم علي تقوم بالتزين لتخرج بحلة جديدة ينبهر بها يقوم بطرد الخاطب أبو سعدون ويتقرب إلى زوجته ولكن شروط العودة إليها لم تكن سهلة بل مسبوقة بشروط أولها أن يترك ارتياد المول بحجة رياضة المشي ويسجل في ناد رياضي يقبل ابو علي بلا تردد ، المسرحية المدعومة من هيئة المسرح والفنون الأدائية قدمها فرقة مسرح الشباب بالرياض ، إخراجها مبدعاً «عبدالملك المزيعل « الذي يعد من الأسماء الاخراجية المتميزة في المسرح الاجتماعي الجماهيري ، أنتجها الأستاذ فهد الحوشاني وقام بأدائها الفنان الممثل المعروف عبدالعزيز السكيرين ومعه الفنانة خفيفة الظل والحضور الفني عجيبة الدوسري وبمشاركة عدد من الأسماء الواعدة في التمثيل المسرحي سارة بهكلي إحدى ممثلات مسلسل الشرار ، إلى جانب الواحد تركي العنزي والممثل خفيف الظل حمدان الحمدان والممثلتان اللافت حضورهما عهود النفيعي وناديا غازي وحقيقة القول إننا شاهدنا عرضاً مسرحياً فيه خلطة الكوميديا بالتراجيديا في إطار اجتماعي، امتعنا فيه الممثلون انظارنا واسماعنا وصفقت له أيدينا تقديراً واعجابا، افتقدنا كثيراً مثل هذا النوع من المسرحيات الاجتماعية نتيجة طغيان ولعقود ثلاثة مضت المسرحيات النخبوية المشحونة بالتجريب والتسمم الفكري!