أضحى التليفون المحمول من الضروريات التي يحرص اي مراهق ياباني على تملكه لاستخدامه في الرسائل الالكترونية والتقاط الصور او تسجيل المواعيد بالإضافة إلى استخدامه العادي وهو اجراء المحادثات الهاتفية. غير ان جولة سريعة في ضاحية شيبويا في طوكيو تبين ان الهواتف المحمولة اصبحت تعبيرا مهما عن الهوية بفضل الاكسسوارات مثل الحوامل الجلدية والملصقات وحلقات الهوائي التي تعكس شخصية صاحب الهاتف. وجعل ذلك اكسسوارات الهواتف المحمولة التي تتبع احدث صرعات الموضة تجارة ضخمة وحتى البالغين اقبلوا على استخدام الحوامل الجلدية على الاقل. وتشرح الطالبة تومومي (18 عاما) سبب رواج هذه الاكسسوارات قائلة «انها وسيلة لجعل هاتفك مختلفا عن الهواتف الاخرى.» وتضيف وهي تعرض هاتفها المزين بحلقات للهوائي على شكل ميكي ماوس وصور صغيرة لاصدقائها «اكثر ما اريده الآن هو حامل من انتاج شانيل». واستغلت بيوت الازياء الفرصة واضافت بعضها مثل هيرميس انترناشيونال وجوتشي ولوي فيتون الحوامل الجلدية للتليفون المحمول إلى مجموعة منتجاتها ويصل سعر بعضها إلى 300 دولار. ويصل سعر حامل من انتاج شانيل إلى 250 دولارا كما ظهر على احد مواقع التسوق على شبكة الانترنت. وقال ميزوكو ايتو المتخصص في علم الثقافة الانسانية والذي يدرس استخدام الهاتف المحمول في جامعة كيو باليابان «على عكس العديد من الاجهزة الاخرى واجهزة الكمبيوتر الشخصي فإن التليفون المحمول اكثر ارتباطا بشخص بعينه.» وقال «فهو ليس مثل هاتف المنزل او المكتب الذي يخص مجموعة» مضيفا انه وسيلة اخرى ليميز الشبان في اليابان انفسهم في اطار مجموعة معينة. ويمكن ملاحظة الاتجاة لتزيين التليفون المحمول في دول اخرى في آسيا مثل كوريا الجنوبية وهونج كونج بينما بدأ يظهر في الآونة الاخيرة في الولاياتالمتحدة واوروبا. ومن الصعب تحديد حجم سوق اكسسوارات التليفون المحمول. ويقدر أكبر موقع لبيع اكسسوارات التليفون المحمول عبر الانترنت في اليابان ستراب يا دوت كوم حجم سوق الاكسسوارات الحديثة فقط بنحو ستة مليارات ين (57,34 مليون دولار) بما في ذلك حوامل التليفون المحمول التي تنتجها شركات لأغراض تسويقية. ويقدر اتسوشي هيجوتشي الرئيس التنفيذي لموقع ستراب يا أن سوق سماعات الرأس والشواحن وغيرها من مستلزمات التليفون المحمول بنحو اربعة مليارات ين اخرى. وتعرض شركة بانداي لصناعة لعب الاطفال أكبر مجموعة من الاكسسوارات ويوجد ايضا عدد كبير من المنتجين والموردين الصغار لكل منهم حصة صغيرة في السوق في غياب شركة واحدة مهيمنة. وقال هيجوتشي «يشتري كثيرون قطعا لأنفسهم وفي كثير من الاحيان يكون الشراء دون تفكير.» واستغل منتجو الهواتف المحمولة الميل لاضفاء طابع شخصي على الاجهزة ويحاولون الانتقال من الاكسسوارات البسيطة إلى الهواتف ذاتها. فقبل أكثر من خمسة اعوام طرحت شركة نوكيا الفنلندية وهي اكبر شركة منتجة للتليفونات المحمولة في العالم واجهات هواتف يمكن للمستخدم ان يغيرها. وساعدت وحدة الهواتف المحمولة بشركة ماتسوشيتا إليكتريك إندستريال على تطوير اعمال طرف ثالث حيث يتعاون مصممو علامات مشهورة في انتاج واجهات الهواتف وتقدم مواقع على شبكة الانترنت تعليمات عن كيفية تصنيع الواجهات وهواة ينتجون نماذج خاصة ويبيعونها عبر الانترنت. وحددت باناسونيك سعرا متواضعا للواجهة يبلغ 800 ين (7,65 دولارات) غير ان الاشكال النادرة والمميزة التي تنتجها شركات او غيرها ربما يزيد سعرها على مئة دولار على شبكة الانترنت. وقالت ميهو تاكاجي المتحدثة باسم فريق التسويق في باناسونيك «حتى الآن حاول المستخدمون اضفاء طابع شخصي على هواتفهم باستخدام ملصقات وحوامل ولكنهم بلغوا مرحلة يريدون عندها اضفاء طابع شخصي على الهاتف ذاته.» وتضيف «يملون الهاتف بعد شهرين أوثلاثة من شرائه ولكنه باهظ الثمن ولا يمكن تغييره باستمرار.» وتقول باناسونيك ان من المستحيل حساب حجم المبيعات بما ان الكثير من الهواتف ينتجها طرف ثالث. فعلى سبيل المثال باعت ان.تي.تي. دوكومو اكبر شركة لتشغيل شبكة التليفون المحمول نحو مليونين من هواتف باناسونيك وبافتراض ان كل مستهلك اشترى واجهتين اصليتين في المتوسط فإن المبيعات تصل إلى 3,2 مليارات ين. وتقول تاكاجي ان من الممكن ايضا اضفاء الطابع الشخصي على اجزاء اخرى من التليفون مثل الجزء المحيط بالشاشة وألوان لوحة المفاتيح وحتى خلفية الهاتف. وتضيف » لا حدود لامكانيات اضفاء طابع شخصي على الهاتف المحمول.»