لا ولد عمي ولا هو ولد خالي وش أسوي يوم ربي بلاني به.. هكذا هي كلمات السامر، توجع وتسمع لحظات من أنين جدران الطين وذاكرة نجد وبيت أم خلوي ومنفوحة وجدرانها المشقوقة.. هناك شيء قاله ويل سميت عند لقائي معه "2024": "لديكم عمق فني عظيم، يجب أن تتفاخروا به" التناغم وترتيب الدفوف والصفوف، شيئ إبداعي لا يعرفه إلا أهل السامر. في تلك الليلة الأسطورية، كتبت حروفًا من ذهب، وسجلت تاريخًا نجديًا تحفه كل الجماهير في كل مكان، تعبر عن حالة عشق السامري مختلفة. الفكرة عندما رعت الهيئة العامة للترفيه، ثلاث ليالٍ فنية، تحت مسمى "شعبيات البوليفارد"، حيث تُحدثنا عن جغرافية المكان والزمان والمناخ والسلوك الإنساني والتاريخ الفني في الجزيرة العربية، من بينها "ليلة السامر، الليلة الحضرمية، ليلة الينبعاوي"، جاءت تلك الليالي الثلاث، على مسرح أبو بكر سالم، في منطقة "بوليفارد سيتي"، ضمن فعاليات "موسم الرياض 2024". وشهدت إقبالاً واسعاً من عشاق الطرب الشعبي، لتخلق أجواءً فنية احتفالية استقطبت محبي التراث والفلكلور. في ليلة السامري، كانت البداية، حيث الطار، واللعب الذي شمل حتى الجمهور، تألق فيها الحضور على زمن واحد ورتم إيقاعي حماسي، لم تكن طريقة السامري غريبة، بل تحظى بمكانة خاصة في قلوب مواطني المملكة بمختلف مناطقها. يتفاعل معها كل الجمهور مع طرق الأبيات التراثية والونين التي تمثل جزءاً أصيلاً من تراث المملكة، في مشهد رائع غلبت عليه مشاعر الفخر بالوطن وتراثه العريق. ويل سميت: «لديكم عمق فني عظيم يجب أن تتفاخروا به» حتى الحضارمة، في الليلة الثانية، حضرت بتواجد نجوم الغناء، لسردية الأصالة والعمق الفني العظيم، بمشاركة الفنان أصيل أبو بكر، والبحريني محمد البكري، بالإضافة إلى الكويتيين مساعد البلوشي وخالد الملا، بمشاركة فرق شعبية، أضافت على الأمسية أجواءً حماسية، في ظل حضور جماهيري كبير اكتظت به المدرجات. أما اليوم الثالث والأخير، فقد اختتمت الفعاليات ب"الليلة الينبعاوية"، التي جذبت عشاق الطرب الساحلي المميز في ينبع، والذي اشتهر به البحارة قديماً وما زال يحتفظ بجاذبيته لدى محبيه. تألقت معه الفرق الشعبية الينبعاوية بعروضها الموسيقية على أنغام السمسمية وأصوات المواويل الساحرة، ومن أبرزها الأغنية الشهيرة "اشتقنا يا حلو"، التي ترددت كلماتها بين الحضور بحماس. هذا الختام المميز، طوت من خلاله صفحة ثلاثة أيام من الطرب الأصيل "شعبيات البوليفارد"، اجتمعت من خلالها أصوات الطار، وأوتار العود، ونغمات السمسمية، في احتفالية أعادت إحياء التراث الشعبي ورسخت فكرة موروثنا العظيم لأجيال أخرى متعاقبة.