عادةً ما أقف احتراماً وتقديراً وإعجاباً بكل شخص يتحدى الإعاقة بقوة الإرادة التي يمتلكها ويفرض اسمه ووجوده بالمجتمع، فالعالم شهد بمثل تلك النماذج عبر تاريخه، خصوصاً برواد الفكر والأدب والثقافة والشعر (العظام) رغم أنهم من أصحاب الهمم فهناك بشار بن برد وأبو العلاء المعري وهيلين كيلر وطه حسين، و....... القائمة تطول. أجزم بأن هذه المقدمة تتآتى ضمن قناعتكم، لكن شدني برنامج لقاء عبر قناة الإخبارية مع الروائية القادمة لعالم الأدب والثقافة والرواية الأستاذة زفاف الحربي، فعلى الرغم من مشاهدتي لشخصها الكريم في معرض الرياض الدولي للكتاب وإحدى منصاته لتوقيع إصدارها، إلا أني لم أعلم حينها أنها كفيفة البصر!! إلا في القناة بقولها: فقداني للبصر لم يكن عائقاً بتحقيق أحلامي في إصدار كتابي. لا أخفيكم بأني بحثت عن هذه الرواية حتى اقتنيتها استوقفتني مقدمتها: تحديات الحياة ألهمتني كيف أنال أمنياتي رغم الصعوبات التي أعيشها والعائقة لي للوصول إلى آمالي؟ مسترسلة بالبداية كان مسمى الرواية (فبشرناها) مساق بتحطيم الحواجز والعوائق والتي استمديتها بإيماني أولاً بالله ومن ثم الآية القرآنية (فبشرناها). للأمانة قرأت الرواية والتي لم أجد فيها من الخيال المصطنع و ال -غير ملموس- كما هو بالكثير من الروايات الأخرى، بل مواقف حياة مؤثرة ومواقف شجاعة تبرز في منعطفاتها حياة إنسانة (عصامية) تؤكد من خلالها أن فقدها للبصر لم يكن عائقاً لها وهذا ما شعرت به من فرحة والديها وفرحة من حولها الذين أسهموا في تسلقها بتحقيق حلمها رغم فقدانها للبصر.