في هذه الزاوية سنطوف حول قامات سعودية لم نجد لهم كتباً في المكتبات، ولم توثق تجربتهم. بقي إنتاجهم طي الصحف والمجلات رغم أنهم ساهموا في بدايات الحركة الأدبية في المملكة العربية السعودية من شعر ونثر ورواية نستذكرهم هنا في كلمات بسيطة لا توفيهم حقهم، نلقي الضوء عليهم، ومن هنا نضع أسماء من تجود الذاكرة باستدعائه علّ يكون هناك من يلم شتات أعمالهم ويجمعها تثميناً لما قاموا به من جهد على امتداد عقود.. أحمد كلاس يعد الوراق كلاس إحدى العلامات الثقافية الفارقة في مدينة الرياض حيث ارتبط بالكتب عشقاً ومهنة منذ أوائل السبعينات الميلادية حينما قدم من اليمن رهن نفسه للمعرفة والثقافة يجمع نوادر الكتب قديمها وجديدها أصبح مكانه معروفاً على قارعة الطريق بحراج بن قاسم جنوب العاصمة الرياض حتى منع وأصبح يبيع الكتب عند المساجد والجوامع وحينما لم يجد زبائن أهداها لطلاب العلم والمهتمين حرصاّ على نشر العلم والمعرفة، لم يبحث كلاس يوماً عن الكسب المادي عاش فقيراً ومات فقيراً ارتبطت حياته ورزقه بالكتب، أسس موقع حراج الكتبيين في الرياض ومكتبة التراث الإسلامي يوفر الكتب النادرة للمكتبات العامة والخاصة ألف كتاباً ضخماً عن « تاريخ عبس بين الأمس واليوم» يقع في ثلاثة مجلدات من القطع الكبيرة وكتب أخرى. وعن عمر ناهز التسعين عاماً 2018 م فارق كلاس الحياة بمستشفى الشميسي وحيداً حيث عاش مفضلاً البقاء بعيدًا عن الأضواء والمقابلات، على الرغم من دوره التنويري والمعرفي الذي لا يُقدّر بثمن. الباحث والمؤرخ محمد القشعمي قال: إن كلاس من أوائل من دعم وتبرع لمكتبة الملك فهد الوطنية عند تأسيسها بأعداد من نوادر الكتب ونفائسها حيث قدم 5000 كتاب كهدية للمكتبة الوطنية التي وضعت ركناً خاصاً بقاعة المخطوطات يحمل اسمه «مكتبة الوراق أحمد كلاس عيسى الخاصة». الباحث الجاد مسعود بن فهد المسردي ألف كتاباً حول الراحل تناول سيرته ومسيرته بعنوان «من ذاكرة حراج بن قاسم الثقافية. سيرة الوراق أحمد كلاس». حسين الحربي