ليست مجرد مطاعم فحسب، بل هي مشاريع اقتصادية، تنطلق من دراسات معمقة في دراسة احتياجات الأسواق وترصد طلبات المستهدفين، بتصاميم تاريخية، وتنفيذ بجودة عالية، حيث وظفت التاريخ والموروث، والثقافة، والطهي، وحولتها إلى وجهات سياحية تجتذب المواطنين والمقيمين والمعتمرين والسياح في المدن السياحية السعودية. "جولة الرياض" الميدانية كشفت ملامح اقتصاديات هذه الاستثمارات، التي تشهد اقبالاً واضحاً، ورصدت آراء المترددين، في موقع استثماري في مدينة جدة، حيث كشفت الجولة حجم الانفاق المالي على هذه المشاريع النوعية. الاقتصادي إبراهيم اليامي اعتبر بروز هذه المشاريع الاستثمارية اتجاه صحيح ومطلب ملح، في ظل الاتجاه الحكومي للاهتمام باقتصاديات الترفيه، وقال " لم تعد هذه مطاعم بل متاحف مفتوحة، وأسواق تاريخية مصغرة، ومقاهي تقليدية، ومخابز عتيقة، وفرت مئات الوظائف، وعززت اهتمامات اتجاهات المدن السياحية للاستثمار في ميادين الترفيه والسياحية. وقدر اليامي أن حجم الاستثمار في المواقع الواحد يتراوح ما بين ثلاثة إلى خمسة ملايين ريال. مشيراً إلى النجاحات التي تحققها هذه الاستثمارات بنسب مخاطر متدنية، وكونها كيانات اقتصادية بقيمة سوقية عالية خطوة جيدة للتوظيف. منير العتيبي "متعامل" ألمح إلى أن هذه الاستثمارات تفتح المجال لاستنساخ تجارب مماثلة، من بقية مناطق المملكة، التي تعتبر قارة تتميز بتنوع جغرافي وتاريخي، لتوظيف الثقافة بكل مجالاتها في الاقتصاد كأن يكون هناك مطاعم من حائل، أو من الأحساء. مثلاً، موضحاً أن مثل هذه الوجهات حققت نجاحات واضحة ووفرت متطلبات الأسر بكل الفئات العمرية. عبير الحربي "معلمة" بينت أن هذه الاستثمارات تعد قنوات اقتصادية حفظت للشارع السعودي جزءًا كبيرًا من الموروث والتاريخ الوطني لتعريف أجيال اليوم، واستطاعت أن توظيف رمزية مناطقة عسير من السراة إلى تهامة في مشاريع اقتصادية وفرت تجارب سياحية واقتصادية جمعت بين بين الأصالة والعصرية، وأبرز جزء من التاريخ الاقتصادي، مثل سوق الثلاثاء الشهير في عسير والذي يزيد عمره عن 200 عاماً. "جولة الرياض"، كشفت تخصيص هذه الاستثمارات إلى محلات تجارية تحت أسماء أسواق شهيرة معروفة في مناطق عسير حيث يتم في هذه المحلات عرض مختلف البضائع العسيرية مثل العسل بأنواعه، والمشغولات الفضية، والمصنوعات القديمة كالفخار، والحديد، وأدوات الزراعة والصيد، والأسلحة التقليدية، والأزياء الشعبية النسائية مثل الثوب العسيري المميز بخياطته الملونة، والمنديل الأصفر، وكذلك المصوغات والحلي الشعبية، وأدوات الطبخ التقليدية، والنباتات العطرية كالريحان، والنعناع، والشيح، والخُزامى، أيضاً نجحت هذه الوجهات في إنشاء أفران شعبية نسائية تقدم مختلف أنواع الخبز الشعبي، إضافة إلى محلات خاصة للمشروبات الشعبية الساخنة والباردة، إضافة إلى الأكلات الشعبية المتنوعة. ولا أدل على أهمية اهتمام تلك المشاريع بأدق التفاصيل من استخدام المباخر الشعبية بالبخور وكذلك العطور القديمة لتقديمها للسياح والمترددين. بيع المنتجات الشعبية في المطاعم العسيرية جلسات خارجية للعائلات