تشهد الأسواق العالمية أياماً ترويجية عديدة يترقبها المستهلكون، أبرزها "الجمعة البيضاء" أو كما تُعرف في الولاياتالمتحدة ب"السوداء"، والتي تأتي بعد عيد الشكر (غالباً في أواخر نوفمبر)، وتُعتبر من أهم أيام العروض الترويجية في العالم، يليها "الاثنين السيبراني" الذي يُقام في أول اثنين بعد الجمعة البيضاء، ويُركز على العروض الترويجية للمتاجر الإلكترونية، مما يجذب عشاق التسوق عبر الإنترنت، يأتي كذلك "الاثنين الأخضر" الذي يوافق الاثنين الثاني من ديسمبر، ويستهدف كذلك المتسوقين الإلكترونيين قبل موسم العطلات. من الأيام الأخرى الشهيرة أيضًا "يوم الأمازون برايم"، المخصص لأعضاء خدمة "برايم" في متجر أمازون، ويقام عادة في منتصف يوليو. إلى جانب ذلك، هناك مناسبات أخرى عديدة مثل يوم الأم ويوم الأب، وكذلك موسم العودة إلى المدارس، وشهر رمضان وعيد الفطر واليوم الوطني ويوم التأسيس وغيرها. أما أحدث الأيام الترويجية وأسرعها انتشاراً عالمياً فهو "يوم العزاب"، الذي أقيم مؤخرا في 11 نوفمبر، حيث نشأت فكرته في جامعة نانجينغ الصينية عندما أراد بعض الطلاب الاحتفال بالعزوبية، واختاروا تاريخ 11/11 لتكرار الرقم "1"، رمز الفرد. ثم تحول لاحقاً إلى ظاهرة عالمية، حيث حولت شركة "علي بابا" هذا اليوم في عام 2009 إلى مناسبة تسوق ضخمة مشابهة للجمعة البيضاء، فقد بدأ كحدث للعازبين في الصين وأصبح لاحقاً حدثاً عالمياً لكل المستخدمين. تستفيد المتاجر الإلكترونية من هذه المناسبات عبر استراتيجياتها في التسويق الرقمي، حيث تعد فرصة ذهبية لتصفية المخزون، واستقطاب عملاء جدد، وزيادة المبيعات، وتعزيز الوعي بالعلامة التجارية، وبناء علاقات طويلة الأمد مع العملاء. يتم ذلك من خلال إعلانات الإنترنت المستهدفة للوصول إلى العملاء المحتملين، واستخدام البريد الإلكتروني لإرسال عروض خاصة وإشعارات بالخصومات، الذي يساعد على تذكير العملاء وتهيئتهم للاستفادة من العروض فور انطلاقها والاستفادة من فرصة الحصول على منتجات بأسعار مخفضة. تتضمن هذه الاستراتيجيات أيضاً التسويق بالمحتوى، من خلال إنشاء محتوى جذاب مثل الفيديوهات ودلائل التسوق الرقمية لتحفيز المستهلكين وشرح مزايا المنتجات، أيضا الاستفادة من المؤثرين على وسائل التواصل الاجتماعي للوصول إلى جمهور أوسع، واستخدمت كذلك فكرة العد التنازلي للعروض الترويجية لزيادة الإثارة والتشويق لدى المستهلكين بغرض زيادة احتمالية الشراء بمجرد بدء التخفيضات. بالإضافة إلى ذلك، يُعد الجانب التقني للمتاجر أساسياً لنجاح هذه الحملات، حيث ينبغي تحسين تجربة المستخدم عبر وضع الموقع في حالة الجهوزية والاهتمام بسرعته، وتسهيل عملية الدفع، وضمان سلاسة التصفح، كما أن تخصيص العروض باستخدام الذكاء الاصطناعي أساسياً لتقديم تجربة فريدة لكل عميل وذلك وفق اهتماماته وتفضيلاته، مما يعزز ارتباطه بالعلامة التجارية. أخيراً، استخدام التسويق عبر رسائل الجوال القصيرة وكذلك الرسائل الفورية عبر التطبيقات مثل الواتساب وغيرها، مهم بغرض التواصل المباشر مع العملاء وتزويدهم بالعروض والإجابة عن استفساراتهم، مما يخلق تجربة شخصية وفورية. ولكن ينبغي الحذر من الإفراط في هذا الأسلوب، إذ ربما يؤدي إلى انزعاج العملاء ويؤثر سلباً على علاقتهم بالعلامة التجارية بسبب اختراق خصوصيتهم.