نشاط مستمر لوزارة النقل والهيئة العامة للطرق، قرارات ومؤتمرات وأنشطة ومشاريع وأنظمة، كلها تصب في خدمة قطاع النقل بشكل عام، وتركز على مبادئ وأسس السلامة العامة والأمان، معالي وزير النقل المهندس صالح الجاسر، أتعبنا الأسبوع الماضي ونحن نتابع تحركاته والفعاليات التي يشرف عليها ويحضرها، حقيقة تحية له ومنه لكل كوادر وزارة النقل، هم كوادر وطنية تعلم جيدا أن الملف الذي تحت مسؤوليتهم، هو ملف مهم وحيوي، ملف داعم لكل ملفات التنمية الشاملة المكونة لرؤية المملكة المباركة 2030، لا سياحة ولا ثقافة ولا رياضة ولا ترفيه بدون شبكة طرق ووسائل نقل متوفرة، وآمنة، ودقيقة، وعلى أعلى درجات الجودة والتطور التكنولوجي. معاليه مؤخرا افتتح مؤتمر ومعرض سلامة واستدامة 2024 وبصفته رئيس مجلس إدارة الهيئة العامة للطرق المستضيفة كان شعار المؤتمر (نبتكر للغد)، وذلك بالتعاون مع الاتحاد الدولي للطرق. أكثر من 1000 خبير ومتخصص في مجال الطرق من أكثر من 50 دولة، شاركوا في هذا المؤتمر إضافة إلى عدد من الشركات العالمية، وفي كلمته في المؤتمر اكد معاليه أن استضافة العاصمة الرياض لهذا المؤتمر يبين حجم الاهتمام بملف الطرق في المملكة، التي أصبح واضحا أن السعودية اليوم هي رائدة على مستوى العالم في قطاع الطرق؛ فهي الأولى دوليا في ترابط الطرق، والرابعة على مستوى دول مجموعة العشرين في جودة الطرق، وأن كل هذه الإنجازات أتت من دعم مباشر من مقام خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وسمو ولي العهد -حفظهما الله- وضمن سياق أعمال تنفيذ ورفع مؤشر جودة الأداء والخدمات وصولًا لتحقيق مستهدفات الاستراتيجية الوطنية للنقل والخدمات اللوجستية، ووفق رؤية السعودية 2030. جلسة وزارية بعنوان «سلامة الطرق، الابتكار والدروس المستفادة» تم عقدها ضمن فعاليات المؤتمر، قام بالمشاركة فيها وزير النقل والخدمات اللوجستية المهندس صالح الجاسر، ووزير البلديات والإسكان الأستاذ ماجد بن عبدالله الحقيل، ووزير الأشغال العامة في دولة الكويت الدكتورة نورة المشعان، بالإضافة إلى وزير التنمية الإقليمية والبنية التحتية في جورجيا السيد اراكي كارسيلادز، ووزير النقل والاتصالات والأشغال في قبرص السيد ألكسيس فافيديس، ووزير البنية التحتية والنقل في نيبال السيد ديفيندرا داهال. هذا المؤتمر يعد بالغ الأهمية نظمته الهيئة العامة للطرق ورئيسها التنفيذي م. بدر الدلامي، حيث يشكل فرصة حقيقية لتبادل الخبرات والتجارب، والوقوف على احدث ما وصلت إليه التكنولوجيا الحديثة في عالم الطرق، والدور التحولي للذكاء الاصطناعي وأنظمة النقل الذكية في تشكيل استراتيجيات النقل المستقبلية، والمملكة منذ انطلاق رؤيتها المباركة 2030 وهي تستورد وتوطن وتبدع وتبتكر كل ما هو جديد في عالم الطرق، هذا الأمر الذي بدأنا بقطاف ثماره مؤخرا، حيث -وكما اشرنا سابقا- أن المملكة تتصدّر عالمياً في ترابط شبكة الطرق وتحقّق انخفاضا بنسبة 50% في وفيات الطرق، لأن شبكة الطرق لدينا أصبحت في المركز الأول عالمياً وفق أسس ترابطها، وهذا اسهم بكل تأكيد في تعزيز عوامل التنمية المستدامة سواء في النقل العام الفردي أو التجاري للبضائع، وكل هذا يأتي ضمن افضل معايير السلامة والأمن، وكما صرح الجاسر أن السعودية هي الأولى بالشرق الأوسط في تقديم ابتكارات ريادية عملية في قطاع الطرق وملحقاته، كتقنية التبريد والطرق المطاطية، وهذا طبعا أدى إلى تقدمنا أيضا على سلم ترتيب دول مجموعة العشرين لنصبح في المركز الرابع، كذلك فإن عوامل السلامة والأمان التي تلتزم بها وزارة النقل أدت إلى انخافض معدل الوفيات على الطرق بمعدل 50%، وهذا امر يؤكد أن مشاريع الوزارة المتطورة تتم وفق احدث المعايير وأعلاها امنا وسلامة. لدينا مهمات وطنية بالغة الأهمية قادمة؛ إكسبو وكأس العالم، كل هذه وأمور أخرى تشمل التوسع الجغرافي السكاني، ومواسم السعودية، وتنشط حركة التنقل والنقل بين مدن المملكة داخليا، الملف الخاص بالطرق ليس سهلا، بل هو مؤثر مباشر على أي ملف وطني آخر، وهو الحليف الأقوى الأبرز لملف الأمن والأمان في المملكة، ولا يقل أهمية عن ملف الأمن المائي، فكل هذه الأمور هي التي يبنى عليها مستقبل السعودية، وتتحقق معها الاستدامة والتطور والازدهار بإذن الله.