هل الإنجاز في بيئة العمل يرتبط بالأداء الفردي أو بالجماعي أم بهما معاً؟ هل القيادة المتميزة تعمل في فراغ دون أدوات تساندها؟ وهل المؤسسات تفتقد للقيادة المتميزة؟.. أسئلة كثيرة تحتاج إلى إجابة موضوعية تنطلق من تقييم موضوعي للواقع الذي نحياه، وفى الوقت نفسه أهمية رصد ما سجلته الأدبيات التي تناولت القيادة كمفهوم وكأنماط وسمات للقائد الفعال الذي نريده على أرض الواقع. وفي ظل الحديث عن معايير الجودة داخل بوتقة الإدارة ومن خلال سعى المجتمعات والمؤسسات للتميز على المستوى المحلى والعالمي في كافة الجوانب، ولما كان الجانب الإداري يمثل العقل المفكر والمبدع في سبيل التطوير والتجويد، كان لزاما على كل من يعمل في مجال الإدارة، أن يكون على وعى بمفهوم القيادة المتميزة، وكذلك أن يميز بين دوره كقائد وإداري، وانطلاقاً من الوعي بحقيقة المفهوم وصفات القائد يمكننا أن نحكم على الواقع الذي تمارس من خلاله أنماط القيادة، إلى أي مدى ينسجم المفهوم مع التطبيق، ووجاهة المثل "أعط العيش لخبازه" في واقعنا الذي نحياه، وهل يمنح "الخباز" مقومات تجعله يحسن ويبدع في إخراج منتجه؟ فمفهوم القيادة المتميزة هو القدرة على إقناع الآخرين بمحاولة تحقيق أهداف محددة بحماس، وعملية تحريك مجموعة من الأفراد باتجاه محدد ومخطط بحثهم على العمل باختيارهم، وفي غمرة تراكم هذه الجوانب تتجلى عناصر القيادة بشخصية مؤثرة ومهارات لتحقيق هدف محدد، ويتعين وجود مجموعة من الأفراد اللازمين لتحقيق الهدف، والأكيد أن من سمات القائد قدرته الذهنية وليس من الضروري أن يكون عبقريا اهتمامات وطاقات واسعة: ولا يكون أسير تخصص معين بل يمتلك فهما عاما وثقافة واسعة، وقدرته على التخاطب والتفاهم، فالأقدر على التعبير هو الذي يقنع وبالتالي يقود المنظومة على أكمل وجه. * رئيس اللجنة الوطنية الخاصة للمجمعات الطبية، رئيس مجلس الأعمال السعودي - التونسي