قصف عائلة لبنانية تقطف الزيتون وفرار سكان بعلبك بعد إنذار الإخلاء "حزب الله" يستهدف قاعدة إسرائيلية بمسيرات انقضاضية أفادت الوكالة الوطنية للإعلام الرسمية اللبنانية الثلاثاء بدخول "عدد كبير" من الدبابات الإسرائيلية الى تلة عند الأطراف الشرقية لبلدة الخيام، في أعمق نقطة يصلها الجيش الإسرائيلي منذ بدء عمليات توغله في جنوبلبنان نهاية سبتمبر. وأشارت الوكالة إلى "دخول عدد كبير من دبابات جيش الاحتلال" من جهة المطلة الإسرائيلية الى "تلة الحمامص والأطراف الشرقية لبلدة الخيام" منذ الاثنين. وكان "حزب الله" أعلن ليلا استهدافه برشقة صاروخية تجمعا لجنود اسرائيليين عند أطراف البلدة الواقعة على بعد قرابة ستة كيلومترات عن أقرب نقطة حدودية مع اسرائيل. وفي وقت لاحق الثلاثاء، أعلن "حزب الله" في بيانات متلاحقة استهداف تجمّعات جنود اسرائيليين عند أطراف البلدة من جهة الجنوب والشرق برشقات صاروخية وقذائف مدفعية. وقال إن مقاتليه استهدفوا ب"صاروخ موجه" دبابة ميركافا جنوب البلدة ما "أدى إلى احتراقها ووقوع طاقمها بين قتيل وجريح". ومساء الثلاثاء أفادت الوكالة الوطنية للإعلام بأن "الطيران الحربي الاسرائيلي أغار عدة مرات على مدينة الخيام وقام بعملية تمشيط واسعة بالأسلحة الرشاشة الثقيلة والمتوسطة". وأكد حزب الله في بيان الأسبوع الماضي أنّ الجيش الإسرائيلي "لم يتمكّن من إحكام سيطرته بشكل كامل" على أي قرية في جنوب البلاد. وفي جنوبلبنان، قتل 5 أشخاص على الأقلّ وأصيب 33 بجروح في غارة اسرائيلية استهدفت بلدة قرب مدينة صيدا، وفق وزارة الصحة، بعد يومين على غارة استهدفت المنطقة التي بقيت بمنأى عن الضربات منذ بدء التصعيد بين "حزب الله" واسرائيل. وقالت الوزارة في بيان إن "غارة العدو الإسرائيلي على حارة صيدا هذا المساء أدت في حصيلة أولية إلى مقتل خمسة أشخاص وإصابة ثلاثة وثلاثين آخرين بجروح"، مضيفة أن أعمال رفع الأنقاض لا تزال مستمرة. وهرع سكّان مدينة بعلبك في شرق لبنان إلى الطرق للفرار وسط حالة هلع الأربعاء بعدما أصدر جيش الاحتلال إنذارا بالإخلاء لسكان المدينة وقريتين تابعتين للمحافظة الواقعة في شرق لبنان، محذرا من ضرب أهداف تابعة ل"حزب الله" في المنطقة. ونشر المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي على منصة "إكس" إنذارا بالإخلاء "لسكان بعلبك وعين بورضاي ودورس"، مرفقا إياه بخارطة للمنطقة، وقال إن الجيش "سيعمل بقوة ضد مصالح حزب الله داخل مدينتكم وقراكم" داعيا إياهم إلى اخلاء هذه المناطق "فورا". وبعيد هذا الإنذار، هرع السكان إلى الطرق للخروج من المدينة التي امتلأت مداخلها بالسيارات، منهم من حمل فرشا ووسادات وسط حالة من الهلع. وخلت المدينة تدريجيا من سكانها. وجالت سيارات الدفاع المدني على الطرق وطلبت من السكان إخلاء المدينة عبر مكبرات الصوت. وتُعدّ بعلبك من كبرى مدن البقاع. وغادر المدينة أكثر من نصف سكانها البالغ عددهم 250 ألفا. ومنذ شهر، تتعرض منطقة بعلبك لقصف شبه يومي. وتعرّضت أطراف المدينة وقرى عديدة مجاورة لها لقصف اسرائيلي عنيف مساء الاثنين أدى إلى مقتل 60 شخصا على الأقل، وفق وزارة الصحة اللبنانية. وجنوبلبنان، قتل لبناني وأصيب آخرون الأربعاء في قصف اسرائيلي استهدف عائلة تقطف الزيتون. ووفق الوكالة الوطنية للاعلام، "قتل مواطن وجرح عدد آخر، في غارة نفذتها مسيّرة معادية صباحا، حين استهدفت عائلة تقطف الزيتون في بلدة سيناي في النبطية بجنوبلبنان"، مشيرة إلى أن العائلة تتكوّن من 15 شخصاً. وطبقا للوكالة، "عملت فرق الاسعاف على نقل المصابين ومن ضمنهم أطفال إلى مستشفيات المنطقة". كما قتل شخص بغارة إسرائيلية استهدفت حافلة صغيرة تابعة ل"حزب الله" كانت تحمل ذخيرة على طريق دولي يربط بيروت بمناطق الجبل وشرق لبنان، ما أدى إلى مقتل سائقها، كما أفاد مصدر أمني، في خضم المواجهة المفتوحة بين الدولة العبرية و"حزب الله". وقال المصدر إن "غارة اسرائيلية استهدفت حافلة صغيرة على طريق الكحالة وقتل السائق"، مضيفا أن الحافلة كان "فيها ذخيرة". وأكّد المصدر أن "الحافلة لحزب الله". وقالت الوكالة الوطنية اللبنانية للإعلام من جهتها إن "مسيرة معادية استهدفت سيارة فان على طريق عاريا، مما أدى إلى اندلاع النيران فيها". وأفادت عن قطع هذا الطريق الدولي الذي يصل بيروت بشرق لبنان ودمشق بالاتجاهين بسبب "حادث أمني". واستهدف "حزب الله"امس قاعدة عسكرية إسرائيلية في جنوب حيفا بمسيرات "انقضاضية"، على وقع استمرار القصف الاسرائيلي على جنوبلبنان وشرقه. وقال الحزب في بيان إنه نفّذ "عند الساعة 07:45 من صباح يوم الأربعاء (...) هجوما جويا بسرب من المسيّرات الانقضاضية على قاعدة طيرة الكرمل في جنوب حيفا وأصابت أهدافها بدقة". وأعلن جيش الاحتلال أن سلاح الجو قصف أكثر من 100 موقع ل"حزب الله" في لبنان، خلال الساعات ال24 الماضية. وأضاف في منشور على تطبيق تيليغرام الأربعاء أنه خلال اليوم الماضي، قصف سلاح الجو أكثر من 100 هدف ل"حزب الله" وقضى على العشرات من مسلحيه، بمختلف أنحاء لبنان. وفي الوقت نفسه، واصلت القوات البرية مداهمات محدودة ومحددة ومستهدفة ضد أهداف ل"حزب الله" في جنوبلبنان، حسب الجيش الإسرائيلي. وتابع الجيش الإسرائيلي أن قواته عثرت على كميات ضخمة من الأسلحة وفككت ممرات أنفاق وقضت على مسلحين ودمرت منصات إطلاق ل"حزب الله"، كانت مزروعة في مناطق مدنية وموجهة نحو البلدات الإسرائيلية. وفي أحد الحوادث، رصدت القوات الإسرائيلية خلية لمسلحين ، تم قصفها بعد ذلك من قبل سلاح الجو الإسرائيلي. ولم يتسن التحقق من بيانات الجيش الإسرائيلي من مصدر مستقل. من جهته حذّر وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت، الأمين العام الجديد لحزب الله نعيم قاسم من أن تعيينه "مؤقت ولن يدوم طويلا". ونشر غالانت عبر حسابه على منصة إكس صورة لقاسم أرفقها بعبارة "تعيين مؤقت، لن يدوم طويلا". وفي منشور منفصل كتب غالانت باللغة العبرية "العد التنازلي بدأ". وأعلن الحزب الثلاثاء انتخاب قاسم خلفا لحسن نصرالله الذي اغتالته إسرائيل الشهر الماضي في ضاحية بيروتالجنوبية. وقال غالانت الذي زار القيادة الشمالية للجيش الإسرائيلي الثلاثاء في بيان لاحقا إنه يقدر أن معظم ترسانة حزب الله الصاروخية دمرت بسبب الهجمات الإسرائيلية. وأضاف "أقدر أن القدرة المتبقية من القذائف والصواريخ لدى "حزب الله" تبلغ نحو 20 بالمئة، ولم يعد منظما بطريقة تمكنه من إطلاق الصواريخ". في الأثناء، أعلن الجيش الإسرائيلي في بيان أن "حزب الله" أطلق حوالي 60 مقذوفا على إسرائيل حتى الساعة 15,00 الثلاثاء. وقال يوآف غالانت إن عشرات الآلاف من الجنود نجحوا في دفع "حزب الله" خارج كل القرى على طول الحدود ودمروا بنى تحتية من جميع الأنواع. واعتبر أن "هذه الأمور تحدث واقعا مختلفا في لبنان وفي المنطقة أيضا". على صعيد اخر، توعّد رئيس أركان الجيش الإسرائيلي هرتسي هاليفي، إيران بإلحاق "ضرر فادح للغاية" بها إذا ردت على ضربات وجّهتها إسرائيل للجمهورية الإسلامية في نهاية الأسبوع الماضي. وجاء في تصريحات لهاليفي "إذا ارتكبت إيران الخطأ وأطلقت مجددا رشقات صاروخية باتجاه إسرائيل، فسنعرف مرة أخرى الوصول إلى إيران، بل واستخدام القدرات التي لم نستخدمها هذه المرة، بغية إلحاق ضرر فادح للغاية". تصريحات هاليفي جاءت خلال تفقّده قاعدة رامون الإسرائيلية التي شارك عناصرها في الضربة لإيران، وقال إن قدرات وأماكن في الجمهورية الإسلامية "تركناها جانبا هذه المرة". وأوضح أن عدم ضرب أهداف وقدرات معيّنة جاء "لسبب بسيط جدا هو أنه قد نحتاج القيام بذلك مرة أخرى ". وشدّد على أن هذا الفصل "لم ينته، بل نحن في خضمه"، وفق بيان للجيش. وبشأن الهدنة، أعلن وزير الطاقة الإسرائيلي إيلي كوهين الأربعاء أن مجلس الوزراء الأمني برئاسته يناقش شروط الهدنة مع "حزب الله" في جنوبلبنان حيث يقوم الجيش بهجوم بري هناك. وفي تصريح للإذاعة العامة الإسرائيلية قال كوهين "هناك مناقشات وأعتقد أن الموضوع سيستغرق بعض الوقت". ووفقا للقناة 12 الإسرائيلية، ناقش رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ومسؤولون إسرائيليون مساء الثلاثاء المطالب الإسرائيلية لهدنة تستمر 60 يوما. وتشمل هذه المطالب انسحاب "حزب الله" إلى شمال نهر الليطاني ونشر الجيش اللبناني على طول الحدود مع إسرائيل وآلية تدخل دولية لفرض الهدنة وضمان محافظة إسرائيل على حرية التحرك في حال وجود تهديدات. رافعة تزيل الأنقاض في موقع غارة ليلية قرب صيدا (ا ف ب) دخان يتصاعد من موقع غارة إسرائيلية استهدفت قرية الخيام (ا ف ب) عشرات القتلى والجرحى ضحايا الغارات المستمرة (رويترز)