على امتداد تاريخها، تقود المملكة، الأمة العربية نحو الاستقرار والسلام، وتبذل في هذا الإطار جهوداً مكثفة ومتواصلة، لضمان الحفاظ على مكتسبات الدول العربية ومقدرات شعوبها، وتحقيق الازدهار الاقتصادي في المنطقة، والانتقال بها من مرحلة النزاعات، إلى مرحلة يسودها الهدوء والأمن، وهو الدور الذي تلتزم به المملكة منذ نشأتها على يد المؤسس الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن - طيب الله ثراه - وصولاً إلى عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز وولي العهد الأمير محمد بن سلمان - حفظهما الله -. واليوم.. تراقب المملكة عن كثب، المشهد العام في منطقة الشرق الأوسط، وتشعر بخطورة المرحلة.. جراء الحرب الدائرة حتى الآن في قطاع غزة، والجنوب اللبناني، فضلاً عن حالة الاستقطاب السياسي، والصدام العسكري بين الكيان الإسرائيلي وإيران، الأمر الذي دعا الرياض إلى التحذير غير مرة، بأن هذا المشهد يبعث على القلق، ويُنذر بعواقب وخيمة، أخطرها بدء حرب شاملة في المنطقة. جهود المملكة لتعزيز السلام في الشرق الأوسط واضحة للجميع، وتكتسب هذه الجهود أهميتها كونها ترتكن إلى مبادئ ثابتة لا تتغير، أبرزها العدل والحق، ويظهر هذا في التعامل مع القضية الفلسطينية، إذ تؤمن المملكة بأنها قضية عادلة، وترى أن هذا العدل لا يتحقق إلا بإقامة دولة فلسطينية مستقلة، وعاصمتها القدسالشرقية، بعد عقود طويلة، عانى فيها الفلسطينيون من وطأة الاحتلال الجاثم فوق صدورهم، وتوجت المملكة هذا العدل، بإعلان صريح لمن يهمه الأمر، بأنها لن تُقيم أي علاقات مع الكيان الإسرائيلي، قبل إقامة دولة فلسطينية. وفي الملف اللبناني، توظف المملكة ثقلها وتأثيرها الإقليمي والدولي لدعم سيادة لبنان واستقراره ووقف الحرب في جنوبه، من خلال الوقوف على مسافة واحدة من كل اللبنانيين بمختلف طوائفهم الإسلامية والمسيحية، وتؤكد لهم على ضرورة الالتزام باتفاق الطائف الضامن للوحدة الوطنية والسلم في لبنان، والعمل على رسم مستقبل مزدهر ومشرق لبلادهم كدولة مستقرة وآمنة، كما تشدد على دور الجيش اللبناني، في بسط السيادة الكاملة على كامل التراب الوطني اللبناني. وفي ملف الصدام العسكري المتكرر بين إسرائيل وإيران، تلتزم المملكة الحياد التام، ولكنها في الوقت نفسه، لا تتوقف أبداً عن دعوة الطرفين إلى تعزيز الحوار والتفاهم بينهما، من أجل إعادة الهدوء إلى المنطقة، التي لا تحتمل المزيد من الصراعات، كما تدعو المجتمع الدولي للقيام بدوره في إعادة الاستقرار إلى المنطقة قبل فوات الأوان.